توريث التراث الثقافي غير المادي من الأقليات القومية الصينية بصورة منتظمة

تجري الآن فعليات التراث الثقافي غير المادي من الأقليات القومية الصينية في بكين، حيث يقدم المشاركون من 20 أقلية قومية يمثلون الكثير من المقاطعات والمدن الصينية عروضهم الفنية الشعبية المتميزة والفريدة، ويلاحظ المشاهدون أن الفنون التقليدية للأقليات القومية تم توريثها بصورة منتظمة من جيل إلى جيل، لتكون مفعمة بالحيوية والنشاط.

وتجدر الإشارة إلى أن العروض الفنية التي بدأت نهاية الشهر الماضي وتستمر حتى نهاية الشهر الجاري، متنوعة ورائعة، ويمكن للمشاهدين التمتع بموسيقى الأقليات القومية ورقصاتها والمشاهد حول العمل والحياة. وقال تشانغ تشينغ شان منظم العروض الفنية ونائب مدير مركز حماية التراث الثقافي غير المادي الصيني إن معظم المشاركين في هذه العروض الفنية هم المزارعون والفنانون العاديون، ويعرضون الفنون الإيكولوجية الأصلية التي لم يعرف بعضها بالرغم من أنه قد مارس دراسة التراث الثقافي غير المادي لسنوات عديدة، حيث قال تشانغ تشينغ شان:

"الصين لديها 55 أقلية قومية، في هذه المرة، شاركت 20 أقلية قومية في تقديم العروض الفنية، مثل قوميات هوي ومان ومياو، والحقيقة أني لا أعرف الكثير منها بصورة جيدة، ولم أشاهد العروض الفنية الرائعة والمفعمة بالحيوية من الفنانين الشعبيين من قبل. وإن تقديم العروض الفنية في بكين لا يسهم في توسيع دائرة تأثيرها ورفع شهرتها فحسب، بل يسهم أيضا في تشجيع هؤلاء الفنانين الشعبيين المحليين."

والحقيقة أن المواطنين الصينيين لم يعرفوا عبارة "التراث الثقافي غير المادي" إلا خلال السنوات الأخيرة فقط. ومنذ عام 2006، حيث أدرجت البرامج الخاصة بحماية التراث الثقافي غير المادي وتوريثه وترويجه في جداول الأعمال للحكومات على مختلف المستويات. وفي هذا الصدد، عملت الحكومات المركزية والمحلية على توريث الثقافات القيمة المنتشرة وسط الشعب وغير المعروفة لدى الناس، من خلال وضع الخطط لحفظها وتقديم المساعدات المالية للمتوارثين وتدريب وإعداد الورثة الموهوبين.

وقال تشانغ تشينغ شان نائب مدير مركز حماية التراث الثقافي غير المادي الصيني إنه بعد أربع سنوات من الجهود، ارتفع وعي المواطنين في حماية التراث الثقافي غير المادي، وازدادت الجهود المعنوية والمادية من قبل الحكومات في هذا المجال. وقد أعلنت الصين حاليا إدراج 1028 مشروعا من كل أقلية قومية في قائمة التراث الثقافي غير المادي على مستوى الدولة، حيث حصل ألف متوارث على مستوى الدولة على المساعدات المالية، وإلى جانب ذلك، وضعت الحكومات على مستوى المقاطعة والمدينة والبلدة البرامج الخاصة لحماية التراث، وقال تشانغ تشينغ شان إنه مع الكثيرين من الورثة والخبراء أعربوا عن رضاهم تجاه الوضع الحالي لإرث وتطوير الفنون الشعبية بصورة منتظمة، إذ قال:

"إن هذه العروض الفنية تأتي تماما من الأقليات القومية ومن جذورها، فيمكن أن تعكس بصورة أفضل أحوال توريث ثقافات الأقليات القومية وأوضاع حمايتها من قبل الحكومة الصينية، بالإضافة إلى عرض مشاعر أبناء الأقليات القومية. وأعتقد شخصيا أن هذه الفعاليات لها مغزى كبير. واتهمنا بعض الناس بأننا قمنا بتدمير ثقافات الأقليات القومية، ولكن، يمكننا أن نعرف من خلال هذه العروض الفنية أن الحكومة الصينية ظلت تولي اهتماما كبيرا بثقافات الأقليات القومية وخاصة الثقافات التقليدية."