|
||
cri (GMT+08:00) 2010-04-01 16:58:34 |
ترجع قومية تاتار إلى الأقليات القومية ال13 المقيمة في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور شمال غربي الصين، وتعتبر أيضا من الأقليات القومية الصينية العشر التي تدين بالإسلام. ورغم أن عدد أبناءها يبلغ أكثر من أربعة آلاف وثمانمائة شخص فقط، غير أن نسبة تلقي التعليم لأبنائها عالية ضمن كافة القوميات الصينية ال56. جاء عبد الله عباس من قومية تاتار، وعمل في جامعة شينجيانغ. وأتى عباس مؤخرا إلى بكين، بصفته نائبا شعبيا وحيدا لقومية تاتار، لحضور الدورتين التشريعية والاستشارية اللتين عقدتا في مارس الماضي في بكين. وخلال إقامته في بكين، ما زال عبد الله عباس يعمل على تصحيح أفكار وسلوكيات طلابه. ورغم أن الأعمال ثقيلة، غير انه يشعر بارتياح. وقال إن الثقافة والتعليم يعتبران من التقاليد المهمة والجيدة لقومية تاتار المسلمة، حيث قال:
"يولي أبناء قومية تاتار اهتماما بالغا بالثقافة والتعليم، ويهتمون بتربية أولادهم، لذا، فقد تلقى كثير من أطفال قوميتنا التعليم الرسمي. "
يرجع عبد الله عباس إلى أسرة عادية من قومية تاتار بمنطقة شينجيانغ. وظل عباس مجتهدا جدا في دراسته منذ المدرسة الابتدائية حتى الجامعة. وفي عام 1977، تخرج عباس من اختصاص البيولوجيا لجامعة شينجيانغ، وعمل في الجامعة كأستاذ جامعي. وقال عباس إن هذا التقرير جاء تأثرا بأمه التي كانت معلمة أيضا، حيث قال:
"قالت أمي إن عمل المعلم شرف كبير له. والمعلم يشبه شمعة تشتعل لتضيء الآخرين. وتعتقد أن هذا العمل هو أفضل اختيار لي، لذلك، فاخترت هذه المهنة. "
بذلك، بدأ الأستاذ عبد الله عباس عمله في جامعة شينجيانغ، وقد عمل فيها لمدة ثلاث وثلاثين سنة، حيث قد علم العديد من الطلاب الجامعيين. وابتداءا من عام 1990، بدأ عبد الله عباس دراسة علم الأشنة. تجدر الإِشارة إلى أن الأشنة هي نبات خاص يتمكن من الحفاظ على الحيوية في مختلف الظروف. وحول ما يتعلق برغبته الأولية في دراسة هذا العلم، قال عبد الله عباس إن الدراسة حول هذا العلم لم تحققت نتائج كبيرة في الصين، ويأمل في أن يسد هذا الفراغ من خلال جهوده العلمية، حيث قال:
"عقدت الصين أول ندوة دراسية لعلم الأشنة عام 1980، وبذلك بدأت دراسة هذا العلم في الصين بشكل رسمي. مقارنة مع الدراسة في هذا المجال بالدول الأجنبية التي بدأت منذ القرن ال16. وتعتبر هذه الدراسة فراغا في منطقة شينجيانغ، فبدأتها هادفا إلى تطويرها في بلادنا."
كانت دراسة علم الأشنة في الصين تقع في المرحلة الأولية، فلم يكن هناك معلومات علمية كافية. ومن أجل الحصول على المعلومات الحقيقية، صعد الأستاذ عبد الله عباس جبل كالاكونلون البالغ ارتفاعه 5050 مترا للتعرف على أشكال نباتات الأشنة وأنواعها. وبفضل جهوده ومشاركة العلماء الصينيين الآخرين في هذا المجال، اكتشفت أكثر من 400 نوع من نباتات الأشنة في منطقة شينجانغ. وخلال العشرين سنة الماضية، أصدر عبد الله عباس أكثر من 100 أطروحة علمية حول هذا العلم، ونشر العديد من الكتب في هذا المجال، مما وفر العديد من المعلومات لمواصلة دراسة هذا العلم.
ونالت النتائج البارزة التي حققها الأستاذ عبد الله عباس في دراسة هذا العلم شهرة كبيرة له على نطاق العالم. وقد منح رئيس جمعية علماء الأشنة العالمية تيوفو أهتي تقديرا عاليا لعبد الله عباس، وقال إن دراسته في هذا المجال سدت فراغا في دراسة علم الأشنة في العالم.
وخلال السنوات الماضية، تلقى عبد الله عباس العديد من الدعوات من الأجهزة العلمية بالدول الأجنبية للعمل فيها، غير أنه رفضها، وفي هذا الصدد، قال الأستاذ عباس:
"ترجع دراسة علم الأشنة في الدول المتقدمة إلى قرون مضت، وتتمتع بتجهيزات أكثر تقدما وتجارب أكثر توفرا على العكس في الصين. غير أنني صيني، وربتني البلاد، فيجب علي أن أرد الجميل على أفضالها."
بفضل مساهمته البارزة في التعليم القومي والدراسة العلمية، تم انتخاب الأستاذ عبد الله عباس لمرتين متتاليتين نائبا شعبيا وطنيا. وخلال الثماني سنوات الماضية التي كان فيها نائبا شعبيا، قد عرض عبد الله عباس أكثر من 80 تقريرا على مجلس النواب للشعبي الصيني.
وبعد اختتام الدورتين التشريعية والاستشارية لهذا العام، عاد عبد الله عباس إلى مسقط رأسه، وواصل عمله هناك. وقال إنه عزم على تربية وتعليم المزيد من الطلاب للإسهام في بناء شينجيانغ، وارتواء الأراضي الخضراء هناك من خلال جهوده الدائمة.
شكرا لحسن متابعتكم لحلقة اليوم من برنامجنا الأسبوعي "المسلمون في الصين" من إعداد سعاد شينهوا وتقديم فرج لطيف.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |