|
||
cri (GMT+08:00) 2010-04-07 14:47:35 |
مدينة أولابوه القديمة
أيها الأصدقاء، هل تعرفون أنه بالقرب من مدينة أوروموتشي حاضرة منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور غرب الصين توجد أطلال لمدينة قديمة وهي سميت مدينة أولابوه . وجد الخبراء بعد الاكتشافات الأثرية أنها مدينة لونتاي القديمة التي بنيت في عهد أسرة تانغ الملكية الصينية القديمة، يرجع تاريخها إلى ما قبل أكثر من 1300 سنة، فاعتبروها وحدة من الآثار المحمية الصينية على مستوى الدولة. قبل عدة سنوات، جاء إليها أحد رجال الأعمال، واستثمر المبالغ الكبيرة لاستخدامها في حماية وترميم هذه المدينة القديمة، ثم استفاد منها وأسهم في دفع تطوير قطاع السياحة المحلية بالمنطقة . كيف عمل ذلك؟ فيما يلي نقص لكم قصة هذا الرجل إسمه ما مينغ يي .
كان الشكل المسطح للمدينة القديمة مستطيلا، طولها 550 مترا وعرضها 450 مترا، وتحيط بها الحوائط بارتفاع ستة أمتار من الجوانب الأربعة ، وفي كل من زواياها الأربع مقصور رباعي، لم يبق منه حاليا إلا بعض الأثريات. كانت المدينة القديمة تنقسم إلى ثلاثة أقسام ، وكل منها يفصلها الجدران الخاصة. تعتبر مدينة أولاتوه إحدى المحطات على طريق الحرير القديم الصيني.
والرجل ما مينغ يي منظم الأعمال التجارية ، جاء إلى منطقة شينجيانغ لممارسة النشاطات التجارية منذ سنوات ، لديه خبرات عملية وفيرة، يعمل حاليا كمدير عام في شركة ده تشانغ السياحية بمنطقة شينجيانغ ، واعتقد أن ثقافة طريق الحرير القديم من أشهر الموارد السياحية في شينجيانغ، ويجب تطويرها بصورة خاصة. حيث قال:
"طريق الحرير القديم في الحقيقة ممر خاص لتعزيز الاتصالات التجارية والتبادلات الثقافية بين الصين والدول الخارجية بوسطى آسيا وجنوبها وغربها وحتى مع الدول الأوربية في قديم الزمان. عرفتني أحد أصدقائي بمدينة قاو تشانغ القديمة بمنطقة تولوفان باعتبارها أطلال الآثار الأخرى التي تحتاج إلى حمايتها وإعادة التنظيم لفتحها كنقطة سياحية أمام الزوار والسياح . أعتقد هذه الفكرة جميلة."
وبعد ذلك دعاه صديقه الآخر لزيارة مدينة أولابوه القديمة. وما إن وصل ما مينغ يي إليها حتى أدهش بما حدث داخل المدينة القديمة، حيث وجد المدينة القديمة تعرضت للتخريب الكبير، وكان بعض القرويين يعملون في الحقول المزروعة التي تم استصلاحها من طرق وشوارع المدينة القديمة، وبعضهم الآخر يقود الجرارات لأخذ التراب من الجدران القديمة، وتنتشر في كل مكان داخل المدينة حفريات وبنايات عملها القرويون بشكل عشوائي .
شعر ما مينغ يي بأسى شديد لذلك، وبعد عودته ذهب بسرعة إلى إدارة الحكومة المحلية طلبا للمناقشة حول حماية الآثار وإعادة ترميم مدينة أولابوه القديمة وتطويرها كموقع سياحي تاريخي، مؤكدا أن كل ذلك على حسابه. لاقت فكرته هذه لقيت ترحابا ودعما من الحكومة. فشرع ما مينغ يي في الحال على جمع الأموال لبدء المشروع مبكرا. وأخيرا، استثمر مليون يوان صيني لاستخدامها في بناء الحواجز الحديدية الدائرية حول المدينة وتمهيد الطرق المتدرجة الحجرية وتشجير حوالي 70 هكتارا من الأرض الجرداء المحيطة حول المدينة وغيرها من البنايات الأساسية بغية حماية الأطلال القديمة.
وفي عام 2004، دعا ما مينغ يي بعض المهندسين المتخصصين والخبراء من الأكاديمية الصينية للهندسة للمشاركة في مشروع التصميمات للطرق وأنظمة توفير المياه وتموين الكهرباء وبناء البنايات التقليدية الصينية وبناء موقف السيارات وغيرها من المرافق الإضافية العامة والضرورية. وبعد عدة سنوات من الترميم والبناء والتنظيم الجديد، أصبحت مدينة أولابوه القديمة ضمن قائمة المواقع الأثرية العشرة الكبرى في منطقة شينجيانغ، وتستقبل كل يوم أعدادا كبيرة من الزوار والسياح من داخل البلاد وخارجها. ليس هذا فحسب، بل هي تعتبر أيضا قاعدة التعليم الوطنية من قبل دوائر التربية والتعليم المحلية. قال مسؤول بإدارة حديقة الآثار لمدينة أولاتوه القديمة :
" نأخذ مدينة أولابوه القديمة كقاعدة التعليم الوطني، ونقيم هنا دائما أنشطة التربية والتعليم الوطني والثقافي للطلاب والشباب للحديث عن التاريخ العريق منذ أكثر من 1300 سنة من هذه الأطلال. وأقول لهم كان هنا معسكرا حدوديا للصين ، يرابط فيه الجيش الصيني منذ زمن طويل للدفاع عن الغزو الخارجي. إنها جزء لا يتجزأ من خريطة البلاد التاريخية والعصرية."
وحسب الخطة سيبني بشمالي المدينة القديمة معرض خاص لطريق الحرير القديم وقرية من النمط القومي التقليدي، بما فيها السينما التى ستعرض أفلام التاريخ والثقافات القومية والمعارف الأخرى للزوار والسياح. وعن مستقبل التطور السياحي قال السيد ما مينغ يي بثقة كبيرة :
"تطوير قطاع السياحة بمنطقة شينجيانغ قضية هامة بالنسبة إليّ، لأن هناك أعداد كبيرة من المواطنين الصينيين في مناطق الصين الداخلية لم يصلوا إلى منطقة شينجيانغ بسبب المسافات البعيدة . ومع كثرة الاستثمارات الحكومية في تنمية غرب الصين وخاصة في منطقة شينجيانغ، ستوفر رحلات الطيران الجوية وخطوط السكك الحديدية بكثرة أيضا، مما يسهل التنقل والحضور على الناس لزيارة منطقة شينجيانغ، وهي أرض واسعة وجميلة وغامضة في أنظار معظم الناس. ومن خلال مشاركتنا في اكتشاف وبناء مدينة أولابوه القديمة، تأسست المشاعر العميقة لهذه الآثار، فمن واجبنا أن نحميها بشكل أفضل لعرضها أمام المزيد من الناس."
وصل رئيس المصلحة الوطنية الصينية للآثار والتحف إلى مدينة أولابوه القديمة عام 2005 ، وبعد زيارته أشاد بشركة ده تشانغ السياحية الخاصة وقدرها تقديرا عاليا على جهودها وإسهامها في حماية الآثار ودفع تنمية السياحة المحلية.
واليوم أصبحت مدينة أولابوه القديمة موقعا سياحيا معروفا وبدأت سمعتها ذائعة من داخل منطقة شينجيانغ إلى خارجها. وفي ظل هذا الوضع، لم يقتنع السيد ما مينغ يي وزملائه بما أحرزوه من النتائج الماضية. وقال للمراسل:
"إن أية مؤسسة لا تعتبر ممتازة جدا إذا ربحت أموالا هائلة فقط، بل يجب عليها أن تعمل شيئا خيريا لخدمة المجتمع مباشرة. مدينة أولابوه القديمة من الآثار الصينية المحمية على مستوى الدولة ، بذلت جهودي لتعزيز حمايتها وإعادة البناء والتنظيم لها حتى تنبثق منها الحيوية والنشاط من جديد. إنه أمر مفيد للغاية. عملته وأنا مسرور جدا. سأجتهد في هذا العمل باستمرار ."
والآن، انتقل ما مينغ يي مع أسرته من المناطق الداخلية إلى منطقة شينجيانغ وبقوله إن شركته وعمله وقضيته فيها ، ولأنه يحب هذه الأرض الشاسعة والساحرة حبا جما، كما تكمن هناك أكبر إمكانية التنمية الاقتصادية .
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |