الرعاة من القومية المنغولية يبنون الديار الخضراء وسط الصحراء

رعي المواشي في المروج

تعد منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم بغربي الصين موطنا للرعاة من القومية المنغولية الذين عاشوا الحياة البدوية التقليدية. ومنذ القرن الماضي، بدأت البيئة الإحيائية تتدهور في المروج التي عاش فيها الرعاة جيلا بعد جيل، حيث انخفضت أيضا مساحات المروج. ومن أجل حماية المروج، قام الرعاة المحليون بأعمال الوقاية من تصحر المروج وإزالة الكثبان الرملية، وغرس الأشجار. وخلال السنوات الأخيرة، تحسنت البيئة الإحيائية في المروج تدريجيا بفضل الجهود المبذولة والمستمرة من الرعاة المحليين، وارتفع أيضا مستوى معيشتهم. وفي حلقة اليوم، نحكي لكم قصة بناء الديار الخضراء وسط الصحراء من قبل الراعيين يانغ باو ده قي ووو رن قاو وا.

تقع قرية آنغسوقاتشا التي يعيش فيها يانغ باو ده قي ووو رن قاو وا، بمدينة أردوس بمنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم، وسط صحراء ماوووسو، التي تتميز بالجفاف وقلة الأمطار وكثرة العواصف الرملية طوال السنة. وكانت عائلة يانغ باو ده قي المكونة من خمسة أفراد، تسكن في منزل منخفض مبني بالطين وتعيش اعتمادا على تربية المواشي لكسب لقمة العيش، وكان إجمالي دخل العائلة السنوي أقل من ألف يوان صيني. وعند استعراض الذكريات الماضية، قال يانغ باو ده قي:

" كانت ظروف الحياة في ذلك الوقت قاسية جدا، واجتاحت الصحراء منازلنا، وغطت الرمال أسقف المنازل السكنية."

امتلكت الآن عائلة يانغ باو ده قي 460 هكتارا من المروج، ولكن، قبل عشر سنوات، كان ثلثا هذه المروج مغطاة بالرمال، وفي هذا الصدد، قال يانغ باو ده قي:

"لم تبلغ مساحة المروج التي يمكن استخدامها، سوى 130 هكتار فقط، وقمنا فيها بتربية أكثر من 200 رأس من الأغنام كل سنة، وكانت البيئة في ذلك الوقت غير جيدة."

حيث أدرك يانغ باو ده قي أنه من الضروري وضع استصلاح الآراضي في المقام الأول لتغيير الأوضاع المتدهورة في المروج، إذ قال:

"نعمل على تحسين أوضاع الآراضي من خلال غرس الأشجار والأعشاب، وتمت الآن أعمال التشجير في مساحة 300 هكتار من المروج التي كانت تتعرض للتصحر."

والجدير بالذكر أن الحكومة الصينية استثمرت المزيد من المخصصات المالية في البنية التحتية وتحسين البيئة الإحيائية منذ عام 2000. وبمساعدة هذه السياسات التفضيلية، انتقل يانغ باو ده قي ووو رن قاو وا من المنزل القديم الذي عاشا فيه لمدة ثلاثين سنة، إلى بيت جديد تصل مساحته إلى 200 متر مربع، وقالت وو رن قاو وا إنهما يعيشان الآن حياة حديثة.

أما الآن، فقد ازدادت مساحة المروج لعائلة يانغ باو ده قي إلى 470 هكتار ووصل عدد الأبقار والأغنام إلى 800 رأس، بالإضافة إلى غرس 100 ألف شجرة. وتجدر الإشارة إلى أن الدخل السنوي لهذه العائلة قد تجاوز حاليا 200 ألف يوان صيني.

وبجهودهما وتشجيعهما، انضم كل رعاة قرية آنغسوقاتشا إلى صفوف أعمال التشجير، حيث ازدادت نسبة الغطاء النباتي الأخضر هناك من 20% في الماضي إلى 80% الآن، الأمر الذي قدم ضمانا لتطور تربية المواشى والدواجن، وإلى جانب ذلك، شهدت البيئة الايكولوجية المحلية تحسنا كبيرا أيضا.