تغير ظروف المواصلات يسعد المسلمين من قومية باوآن المسلمة

تعتبر قومية باوآن من القوميات العشر الصينية التي تعتنق الإسلام، ويقيم معظم أبنائها في محافظة جيشيشان بمقاطعة قانسو شمال غربي الصين. وبسبب موقعها الجغرافي النائي، ظلت المحافظة متأخرة في النمو الاقتصادي قبل سنوات. ولكن خلال السنوات الأخيرة، عززت الحكومة المحلية هناك مساعداتها المالية للمواطنين للعمل على تحسين المنشآت الأساسية في هذه المنطقة، مما أسهم إسهاما كبيرا في تحسين شبكة المواصلات هناك. وفي الوقت الحالي، أصبحت الطرق الضيقة السابقة واسعة وجيدة، حيث تحولت وسائل النقل للأبناء هناك من الأحصنة والحمير إلى السيارات، الأمر الذي أسعد أبناء قومية باوآن المسلمة في هذه المنطقة.

ما تسي تشنغ البالغ من عمره 40 سنة هو تاجر مسلم من قومية باوآن في محافظة جيشيشان، ويعمل على تصنيع سكين الخصر الذي يعتبر أبرز ثقافة تقليدية لقومية باوآن. وكل يوم، يقود ما تسي تشنغ سيارته الخاصة لنقل سكاكين الخصر إلى السوق للبيع. وقال إنه في صغره، وبسبب فقر عائلته حينذاك، كان شراء الحمار حلما له، حيث قال:

"كانت لا توجد وسيلة مواصلات في عائلتي حتى الحمار، فذهبت إلى السوق في البلدة سيرا على قدميي لمدة تتجاوز الساعة. وفي ذلك الوقت، كان سفر جميع أبناء قريتنا يعتمد على السير."

في السبعينات من القرن الماضي، كانت محافظة جيشيشان متخلفة في الاقتصاد ومتأخرة في المواصلات، حيث اعتمد سفر الأبناء هناك على السير بالأقدام. وكان شراء سيارة يعتبر حلما من المستحيل تحقيقه بالنسبة للعائلات المقيمة في هذه المنطقة في ذلك الوقت. وفي نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وبفضل تنفيذ الصين سياسات الإصلاح والانفتاح في أنحائها، شهد اقتصاد محافظة جيشيشان تقدما متواصلا. ومنذ ذلك الوقت، دخل استخدام وسائل المواصلات الحديثة للأبناء هناك مرحلة جديدة، وقال ما فو شيانغ من قومية باوآن بهذه المحافظة:

"تأسست محافظة جيشيشان عام 1981، حيث كانت لا توجد أية أداة للمواصلات الحديثة إلا الجرار القديم. ومنذ عام 1988، أصبحت حياتنا في تحسن، وبدأ العديد من المواطنين شراء الدراجة."

وقال ما تسي تشنغ إنه في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، أصبح عاملا لتصنيع سكين الخصر. وبفضل تنفيذ سياسات الإصلاح والانفتاح في البلاد ومساعدة الحكومة المحلية لأعمال انتاج سكين الخصر في هذه المنطقة، شهد عدد المشترين لسكاكينه إزديادا مستمرا، وبذلك، تحسن المستوى الاقتصادي لعائلته. وفي عام 1988، اشترى ما تسي تشنغ دراجة، الأمر الذي جعله مسرورا جدا، وقال إن شراء دراجة كان يعد أمرا غير سهل للتحقيق في قريته في ذلك الوقت، حيث قال:

"اشتريت دراجة عام 1988، وكنت سعيدا جدا. لأنه في ذلك الوقت، كان لا يمتلك أحد دراجة في قربتنا إلا ساعي البريد. "

مع تحسن أعماله التجارية، شهد دخل عائلة ما تسي تشنغ ارتفاعا متواصلا. وفي عام 1994، اشترى ما تسي تشنغ دراجة نارية، وقال لمراسلنا:

"اشتريت دراجة نارية عام 1994، وهي أحدث من الدراجة القديمة. لأنه للدراجة النارية مصباح، الأمر الذي سهل سيرنا على الطريق الجبلي ليلا."

بفضل اتخاذ الصين منهاج تطوير المناطق الغربية فيها، تقدم النمو الاقتصادي والاجتماعي في محافظة جيشيشان تقدما سريعا. وفي عام 2005، تم تشغيل الطريق العام في المحافظة. وفي الوقت الحالي، ترك ما تسي تشنغ دراجته النارية، واشترى سيارة حديثة، حيث قال ما تسي تشنغ إن دخل عائلته السنوي يبلغ الآن أكثر من 200 ألف يوان صيني. وفي الحقيقة، قد اشترى العديد من أبناء جيشيشان سيارات خاصة. وقال ما فو شيانغ الذي قد اشترى السيارة أيضا قال لمراسلنا:

"في الوقت الحالي، هناك أكثر من مائة دراجة نارية وسيارة خاصة في بلدلتنا. ولعائلتي ثلاث سيارات، ويبلغ الدخل الفردي 200 ألف يوان صيني سنويا."

حقا، مع النمو الاقتصادي الصيني، قد شهدت وسائل المواصلات لأبناء قومية باوآن في محافظة جيشيشان تغيرا ضخما، حيث تحول طريق سفرهم من السير على الأقدام إلى قيادة السيارة الخاصة، وكما قال ما فو شيانغ من قومية باوآن المسلمة بهذه المنطقة إن السيارة تجعل حياة أبناء قومية باوآن أجمل وأجمل.

(شكرا لمتابعة حلقة اليوم من إعداد سعاد شينهوا وتقديم فرج لطيف.)