الطبق الإسلامي الصيني المشهور شربة السمك الحامضة

تقع مدينة سانيا بمقاطعة هاينان في جنوبي الصين، وبها سواطئ بحرية واسعة، ومناظر استوائية ساحرة، وتتميز بمناخ الرياح الموسمية. وتوجد في سانيا قريتان يعيش فيهما أكثر من ثمانية آلاف مسلم يمثلون قومية هوي الصينية المسلمة. وخلال تطورها، قد أوجد الأبناء المسلمون الصينيون هناك ثقافة إسلامية خاصة، بما في ذلك ثقافة الأكل الإسلامية المتميزة في هذه المنطقة. وتعتبر شربة السمك الحامضة طبقا إسلاميا منتشرا في قريتي قومية هوي المسلمة بمدينة سانيا. مع نمو وإزدهار السياحة في مدينة سانيا، تشهد أعداد الزوار لهذه المنطقة إزديادا مستمرا. وخلال زيارتهم لهذه المنطقة الساحلية، يعتبر تناول الأطعمة البحرية أفضل اختيار لهم. وجاءت السيدة تشانغ من مدينة بكين، وقالت إنها قد عرفت طبق شربة السمك الحامضة قبل وصولها إلى سانيا، وكان لديها رغبة شديدة في تناول هذا الطبق خلال زيارتها لسانيا، حيث قالت:

"قبل وصولي إلى سانيا، بحثت على شبكة الانترنت عن المعلومات الخاصة بالأطعمة المتميزة في سانيا، ووجدت ما يتعلق بشربة السمك الحامضة. وكان تناولها رغبة شديدة لي خلال زيارتي للمدينة. فبعد وصولي إليها، ذهبت إلى هذا المطعم المشهور بطبخ هذا الطبق لتناوله. وأعتقد أن الشربة لذيذة وذوقها متميز جدا."

يحيط البحر مدينة سانيا، فكأن معظم الأبناء هنا يعيشون على صيد السمك. وخلال قيام الصيادون برحلة الصيد البحرية، كانوا يحملون دائما البرتقال البرية (قلنباق) الذي يتميز بسهولة حفظه خلال رحلاتهم البحرية. وسلق الصيادون البرتقال البرية مع السمك مما يجعل السمك والشربة أن تصبح لذيذة. وقال الأبناء المحليون في سانيان إن تناول البرتقال البرية لا يؤدي إلى زيادة وزن الجسم، كما يحتوى لحم السمك على الغذاء الوافر، ويفيد للحفاظ على الجمال والبشرة، فتنال شربة السمك الحامضة ترحيبا حارا لدى السيدات.

وفي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، تأسست منطقة هاينان الاقتصادية الخاصة، مما جعلت هاينان أكبر منطقة اقتصادية خاصة في الصين، وتعتبر أيضا المنطقة الاقتصادية الخاصة الوحيدة على مستوى المقاطعة. ومنذ ذلك الوقت، بدأ البناء الاقتصادي والاجتماعي في هاينان يتطور بشكل شامل، كما شهدت السياحة في أنحاء المقاطعة تطورا سريعا.

مع نمو السياحة في مدينة سانيا، إزداد عدد المطاعم الخاصة المشهورة بطبخ وتحضير شربة السمك الحامضة إلى أكثر من 100 مطعم، وأصبحت تجارتها أحسن فاحسن. وقال الطباخ يانغ جين يي من إحدى المطاعم إن طبخ وتحضير هذا الطبق يحتاج إلى أكثر من عشر دقائق فقط، وتعتبر كافة المواد لإعداده أطعمة صحية، حيث قال:

" يتم سلق البرتقال البرية (قلنباق) وبعض الخضروات ذات الذوق الحامض وكذلك الطماطم معا لمدة بضع دقائق، ثم يضع السمك للسلق والطهي معها لأكثر من عشر دقائق، وبذلك يتم طبخ شربة السمك الحامضة."

وقالت صاحبة مطعم شربة السمك الحامضة بإحدى قريتي قومية هوي المسلمة بسانيا السيدة هاي شي مي من قومية هوي المسلمة إن السياحة في سانيا تشهد الآن تطورا سريعا، ويزداد عدد الزوار لمطعمها إزديادا متضاعفا، حيث قالت:

"الآن، يزداد عدد السياح القادمين من أنحاء البلاد وخارجها لزيارة مدينة سانيا إزديادا مستمرا. وخلال زيارتهم، لا يحبون الاستمتاع بالمناظر الجميلة في سانيا فقط، بل يفضلون تناول الأطباق الإسلامية المتميزة في هذه المنطقة. وتعتبر شربة السمك الحامضة طبق إسلامي متميز في قريتنا، وذوقها لذيذ ومتميز. ولذلك فإن هذه الشربة تعجب السياح كثيرا، وأصبحت تجارتنا أحسن فأحسن."