|
||
cri (GMT+08:00) 2010-05-27 10:21:09 |
الحارس في محطة التفتيش الحدودية بمدينة مانتشولي يستقبل زائرة أجنبية
أيها الأصدقاء، تقع مدينة مانتشولي في شمال شرقي الصين، وتتاخم الحدود بين الصين وروسيا ومنغوليا. ورغم أنها مدينة صغيرة، غير أنها منفذ عبور بري مهمّ من الصين إلى روسيا وأوروبا خلال القرن الماضي وحتى الآن، وتمتلك خط الحدود لأربعة وخمسين كيلومترا. ويعتبر عمل تفتيش البضائع والأشخاص الذين يمرّون بهذا المنفذ البري مهمة رئيسية لمحطة التفتيش الحدودية هذه، حيث يدافع حرس الحدود عن سلامة آراضي الوطن ويقدّمون خدمات حسنة للسياح الصينيين والأجانب بابتساماتهم العريضة والحلوة، إنهم قد شاهدوا التطورات التجارية بين الصين وروسيا.
بلغ الشاب تشيانغ بنغ سنّ الرابعة والعشرين من عمره في هذا العام، وهو يعمل في محطة التفتيش الحدودية بمدينة مانتشولي لأكثر من سنة، حيث يفتّش بصورة جادة جوازات السفر لكل الزوار الصينيين والأجانب الذين يخرجون من هذا المنفذ البري، وظل يودّعهم مبتسما. ها هو السيد تشيانغ بنغ يقول:
" ليس لدينا وقت لشرب الماء والذهاب إلى الحمام خلال فترة العمل، يجب أن أسلّم الزوار واحدا تلو الآخر وأطلب منهم عرض جواز السفر للتفتيش. وكثيرا ما أحسّ بوعكة وأودّ شرب الماء لترطيب حنجرتي، ولكنني لا أستطيع وقف التفتيش. وعليّ أن أعمل عند شباك التفتيش لمدة ثماني ساعات متواصلة تقريبا كل يوم لتفتيش حوالي خمسمائة وأربعة وستين زائرا خلال هذه الفترة، أي يجب عليّ تفتيش ما يقرب من ستين زائرا على الأقل خلال ساعة واحدة."
وتعتبر محطة التفتيش الحدودية بمدينة مانتشولي التي يعمل فيها الشاب تشيانغ بنغ إحدى أهمّ نقاط التفتيش الحدودية في الصين، وتتحمل ستين بالمائة من أعباء النقل البري للتجارة الثنائية بين الصين وروسيا، وتعتبر أكبر منفذ عبور بري دولي للصين. ويمكن عبورها بالسيارة أو بالقطار أو على متن الطائرة. لذلك، فتنتشر ست محطات تفتيش في مداخل الطرق العامة ومحطات السكك الحديدية والمطار.
ما زال تشيانغ بنغ فتى صغيرا، ولكنه يتحمل مسؤولية كبيرة كل يوم، فكان يشعر بتعب شديد واضطرابات في بعض الأحيان عند بدء عمله قبل سنة. ولكن في عام 2008، حدث أمر لا ينساه تشيانغ بنغ في حياته وذلك غيّر وجهة نظره لهذه الوظيفة بصورة كاملة.
في ليلة اليوم الثامن من شهر أغسطس عام 2008 الذي افتتحت فيه دورة أولمبياد بكين، دخلت المدرّسة هوانغ خو نان من أبناء كوريا الجنوبية إلى الصين قادمة من روسيا عبر منفذ مانتشولي البري. ولكنها ممنوعة من الدخول بسبب وجود عيب في جواز سفرها. تذكر ذلك تشيانغ بنغ قائلا:
" عادت هذه السيدة الكورية إلى الصين بعد زيارتها لروسيا، حيث وجد المفتّش أن تأشيرتها الصينية تجاوزت المدة المقررة. ثم رجعت هذه السيدة إلى محطة التفتيش الحدودية الروسية مرة أخرى، ووجدت الأخيرة أن تأشيرتها الروسية تجاوزت المدة المقررة أيضا. فاضطرّت للعودة إلى الجانب الصيني، فأصبحت في حيرة وقلق."
وعندما عرف تشيانغ بنغ حالة السيدة الكورية هوانغ خو نان، اتصل بمسؤوله فورا وعرّفه بتفاصيل هذا الأمر لحلّ مشكلتها. وفي ذلك الوقت، لم تتناول السيدة هوانغ خو نان طعاما ليوم كامل، وكان الموبايل لها خاليا من الشحن، مما جعلها لا تستطيع الاتصال بأفراد أسرتها صعبا للغاية. وكانت درجة الحرارة الجوية على حوالي عشر درجات مئوية فقط رغم أن مدينة مانتشولي في فصل الصيف. فأخذ تشيانغ بنغ لحافه من مسكنه وأعطاه إلى السيدة هوانغ، كما اشترى لها الماء والأطعمة، وأعطاها الترموس لتدفئة يديها. حيث قال تشيانغ بنغ:
" اشتريت المياه المعدنية والمكرونة السريعة لها. ثم وجدت أن الموبايل لها كان خاليا من شحن الكهرباء وصعب عليها الاتصال بأفراد أسرتها. نظرا لذلك، ساعدتها في شحن بطارية الموبايل لها. كانت السيدة هوانغ تلبس تنّورة خفيفة فقط، وتكوّر جسمها بشدة البرودة، وأشفقت عليها بسبب مظاهرها المسكينة. فأخذت لحافي من مسكني وأعطيته لها للوقاية من شدة البرودة في الليل."
وبعد التنسيق الشامل بين الأطراف المعنية، حلّت مشكلة السيدة هوانغ أخيرا بعد ظهر اليوم التالي. وبعد ذلك، اتصلت هذه السيدة الكورية بمحطة التفتيش الحدودية بمدينة مانتشولي عبر التليفون والرسائل البريدية مرات عديدة للتعبير عن شكرها الخالص وتقديرها للخدمات الرقيقة والمعاملة الحسنة في هذه النقطة. وكتبت في رسالتها أن المفتشين الصينيين في محطة التفتيش ساعدوها بالمودة والحماس، مما جعلها تشعر بدفء الدنيا في عمق القلب، وتحتفظ بالحلويات التى قدمها السيد تشيانغ بنغ إليها حتى الآن باعتبارها هدية ثمينة للغاية.
وترك هذا الأمر تأثيرا عميقا في ذهن تشيانغ بنغ، وجعله يدرك أهمية عمله إدراكا جيدا، حيث قال:
" نحترم كل شخص يمرّ بمحطة التفتيش وبالتالي نجد احتراما منهم تجاهنا ونشعر بالصداقة والألفة بيننا. ونحن مسرورون جدا لمساعدة الزوار على حل مشاكلهم المختلفة، ونعمل بجهد لتقديم أحسن خدمة لهم، الأمر الذي يشكّل منظرا جيدا وسمعة طيبة لحرس الحدود الصينيين الذين يحرسون نقاط التفتيش الحدودية. "
ومن أجل تقديم خدمات أحسن وتسهيلات أكثر للزوار، خصصت محطة التفتيش الحدودية بمدينة ماو تشو لي ركن مطالعة باللغة الروسية، وعرضت فيه (( دليلا لخدمة الركاب حول إجراءات دخول الحدود أو الخروج منها))، ويقدّم المرشدون الصينيون للزوار المعلومات المتنوعة والخدمات الاستشارية والإغاثة وما شابه ذلك. وتبثّ في محطة التفتيش برامج إذاعية روسية خاصة للزوار الروس مما يجعلهم يشعرون بالراحة والاسترخاء ويخفّف تعبهم وتوتّرهم من خلال أوقات الانتظار للتفتيش. ويستقبل المفتشون الصينيون الزوار الأجانب بالمودة والابتسامات الرقيقة والحلوة كأنهم يستقبلون أصدقاءهم القادمين من خارج البلاد. وقال السيد تشاو دونغ فانغ مدير محطة التفتيش الحدودية بمدينة مانتشولي:
" نسعى إلى رفع مستوى خدماتنا، ونطالب جميع المفتشين والحرس بتقديم خدمات حسنة للزوار العابرين."
ولاقى المفتشون في محطة التفتيش الحدودية تقديرا كبيرا من الزوار الروس. حيث زارت السيدة الروسية أليكسندرة الصين كثيرا، وعبّرت عن رضاها الشديد لخدمات المفتشين الصينيين في نقطة الحدود. ها هي السيدة أليكسندرة تقول:
" أرتضي بخدمات المفتشين الصينيين في محطة التفتيش الحدودية. تركت مدينة مانتشولي انطباعا جميلا في قلبي. ويستقبلنا المفتشون بمودة وترحاب. كنت أزور مع أفراد أسرتي مدينة مانتشولي في العام الماضي، وقضينا رحلة سعيدة ورائعة فيها. وشاهدت تطور هذه المدينة بصورة أحسن هذا العام. وتم بناء صالة جديدة في محطة التفتيش، إنها صالة واسعة ورائعة."
يعتبر المفتشون في نقطة الحدود بمدينة مانتشولي حرسا لبوابة الدولة على الحدود بين الصين وروسيا ويقفون في الجبهة الأمامية للأعمال الدبلوماسية. حيث قال السيد تشاو دونغ فانغ مدير محطة التفتيش الحدودية بمدينة مانتشولي:
" نحرس منفذ عبور ما تشو لي الحدودي للدفاع عن سلامة الوطن وذلك يعتبر عملا صارما في الجبهة الأمامية للأعمال الدبلوماسية الصينية. ونتعاون معا في إجراءات الدخول والخروج للزوار الصينيين والروس من خلال المعاملات مع أجهزة التفتيش الحدودي الروسية بصورة مستمرة، ونعمل على تعزيز الصداقة والمودة بين شعبي البلدين وفقا لسياسة حسن الجوار والصداقة وشراكة التعاون الاستراتيجي بين الصين وروسيا. "
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |