قصة الطبيب العسكري تشانغ شين شينغ

^{الطبيب العسكري تشانغ شين شينغ}

كان فصل الشتاء من عام 2009 يبدو باردا جدا في مدينة شنيانغ حاضرة مقاطعة لياونينغ بشمال شرقي الصين، ولكن في المستشفى العامة التابعة لمنطقة شنيانغ العسكرية يأتي الكثيرون من المرضى كل يوم طلبا في زيارة طبيب عسكري إنه نائب رئيس المستشفى السابق تشانغ شين شينغ المشهور الذي يبلغ عمره حاليا 78 سنة، والآن مازال يستقبل المرضى بحماس رغم أنه مصاب بمرض البنكرياس الخطير.

ولد الطبيب تشانغ شين شينغ في أسرة عسكرية، كان والده ضابطا عسكريا رفيع الرتبة في جيش حزب الكومينتانغ. وعشية تحرير مدينة نانجين عام 1949، قرر والده تهجير كل الأسرة إلى جزيرة تايوان. وفي حينه كان الطبيب تشانغ يدرس في كلية الطب لجامعة نانجين المركزية الحكومية، ولم يطع والده، بل قرر البقاء في مدينة نانجين استقبالا لتأسيس الصين الجديدة. لا يندم على اختياره الماضي عندما تذكر ذلك، وقال للمراسل :

"اخترت البقاء في نانجين ، حيث رأيت الانحلال والفساد الحكومي لحزب الكومينتانغ، وفي ذلك الوقت، كان المواطنون المحليون يواجهون الحياة الصعبة للغاية من جراء مأساة الحرب الداخلية، ويتجول في كل مكان بمدينة نانجين كثير من المتشردين والمتسولين حتى لدرجة وفاة بعضهم بجانب الشوارع جوعا. كل ذلك جعلني أفكر تفكيرا عميقا وأقرر البقاء لبناء الوطن الأم."

انضم الطبيب تشانغ إلى جيش التحرير الشعبي الصيني عام 1951 وبدأ يساهم بكل نشاطه في القضية السامية لعلاج المرضى وإنقاذ الأرواح وبناء الصين الجديدة، حيث استقر أينما تحتاج إليه الضرورة، وقد عمل في المستشفى العسكري الرقم 321 في سهب هورشين المنغولي البعيد لمدة 17 عاما دون أي شكوى . وأضاف قائلا :

"أنا مسرور حقا من العمل خلال تلك السنوات الطويلة، لأن المستشفى العسكري الرقم 321 واقعة في المنطقة البعيدة ، كان ينقصها الأطباء المتخصصون الذين يتخرجون من الجامعات. الأمر الذي جعلني ألعب دورا هاما في العمل ، كنت ألتقي كل يوم مع عدد كبير من المرضى الفقراء وحصلت من خلال علاجهم على الكثير من التجارب السريرية الواقعية القيمة مما جعل مستواي العملي والطبي يرتفع ارتفاعا ملحوظا وأقدم أفضل خدمات للجماهير العفيرة ."

كان الطبيب تشانغ شين شينغ يهتم بإصلاحات طبية وإبداعات فنية وعلاج المرضى في حالة المخاظر وتأسيس بعض غرف العلاج الجديدة والضرورية في المستشفى ، عمله الجاد مع نكران نفسه قد دفع تنمية المستشفى. أما هو نفسه، فقد لاقى أيضا احتراما كبيرا من جميع الزملاء والمرضى .

بعد تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج في الصين عام 1978، استقبل الطبيب تشانغ مرحلته الجديدة في حياته الطبية ، وتولى على التوالي مناصب القيادة كنائب رئيس المستشفى الرقم 321 ورئيس المستشفى الرقم 202 ونائب رئيس المستشفى العامة التابعة لمنطقة شنيانغ العسكرية، حيث استفاد من الفرص العديدة لتعميق الدراسات الطبية في الخارج وإجراء التبادلات العلمية والفنية مع نظرائه الأجانب ، مما جعله يوسع نطاق عمله ويمتلك ثقة كاملة لمواجهة تحديات جديدة في مكافحة الأمراض الصعبة. وشارك زملائه في تنفيذ أكثر من 70 مشروعا علميا جديدا إضافة إلى نشر أربعين محاضرة تخصصية .

وبالاعتماد على هذه الروح القوية في البحوث العملية ارتفع مستوى الطبيب تشانغ في مكافحة وإزالة الأمراض الصعبة بصورة ملموسة حتى أطلق عليه الناس إسم" طبيب ساحر". قال أحد زملائه بالمستشفى :

"تعلمت منه أشياء كثيرة . هناك قول شائع من أطباء المستشفى : بعد أن تعمل بجانب نائب رئيس المستشفى وتتعلم منه لمدة أربعة أعوام، لا بد أن تكون طبيبا ممتازا مشهورا على مستوى الدولة."

عند الطبيب تشانغ نظرة ثابتة منذ ممارسته لمهنة الطب، وهي لا شيء أهم من إنقاذ الأرواح. ووفقا لهذا المبدأ العملي الأساسي، أعاد الطبيب تشانغ حياة جديدة لعدد لا يحصى من المرضى. حيث قالت زوجته للمراسل:

"إنه حريص جدا على الحياة، ويعمل بكل ما في وسعه وبكل وسيلة من الوسائل لإنقاذ المرضى. يقول دائما للآخرين: إن الحياة تستمر أحيانا في التمسك بالعمل. مادام هناك أمل فلا بد من الجهد مائة بالمائة في الإنقاذ."

هناك الجندي القديم الذي اشترك في حرب التحرير الصينية، وقبل عشرين عاما تم الفحص عليه وتبيين إصابته بسرطان الرئتين، بل وكان في حالة خطيرة. وكان معظم الأطباء يعتقدون أن حياته ستنتهي بعد مدة قصيرة، ولا حاجة لعملية جراحية . ولكن الطبيب تشانغ لم يقبل هذه الآراء وتمسك بإجراء العمليات الجراحية الصعبة للمصاب مرتين بنفسه. وأخيرا، لم ينجح في العمل فحسب، بل سجل أعجوبة لا مثيلا لها في التاريخ الطبي. والآن، مازال يعيش هذا الجندي القديم بصحة .

لم يعمل الطبيب تشانغ نفسه بجدية ، بل يطالب جميع الأطباء للعمل بدقة لخدمة المرضى بإخلاص، وفي هذا الصدد، درب مجموعة كبيرة من الأطباء الممتازين الذين يساهمون الآن في إزالة آلام الأمراض للعسكريين والمواطنين، أما الطبيب تشانغ شين شينغ فقد أصبح نموذجا مقبولا عمليا وروحيا واخلاقيا لدى الجميع.