|
||
cri (GMT+08:00) 2010-07-28 16:09:21 |
تقع منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة شمال غربي الصين، وتعتبر المنطقة الوحيدة المأهولة بأبناء المسلمين الصينيين على مستوى المقاطعة، حيث يبلغ عدد سكان أبناء قومية هوي المسلمة ثلث إجمالي عدد سكان المنطقة.
هناك عشر قوميات تدين وتعتنق الإسلام في الصين، بما فيها قومية هوي التي تعد أكبر قومية صينية من حيث عدد السكان المسلمين. وفي مدينة ووتشونغ التي يبلغ عدد سكانها مليونا و200 ألف نسمة تقريبا، هناك نصف إجمالي عدد السكان جاء من قومية هوي المسلمة، لذلك فإن المدينة جديرة بوصفها ب"مسقط رأس قومية هوي المسلمة".
في فجر كل يوم، ينتشر صوت الاذان وإقامة الصلاة من المساجد بمدينة ووتشونغ.
عندما نسير في شوارع ووتشونغ، نجد مساجد منتشرة في أنحاء المدينة وتتسم بالخصائص المعمارية العربية والمميزات التقليدية الصينية. وشهدت المساجد القديمة تغيرات وتطورات المدينة خلال مئات السنوات الماضية. وخلال السنوات الأخيرة، خصصت الحكومة المركزية الصينية أموالا ضخمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق المأهولة بأبناء الأقليات القومية. وتشهد مدينة ووتشونغ تغيرات سريعة يوما بعد يوم.
يعمل المسن المسلم لاو ماو الذي يتجاوز عمره 60 سنة على إدارة مطعم قديم مشهور لبيع أطباق لحم الغنم، ويرجع تاريخ المطعم إلى ما قبل مائة سنة. لاو ماو هو الجيل الرابع لصاحب هذا المطعم، حيث قال لمراسلنا إن لحوم الأغنام المطبوخة في مطعمه تأتي من الأغنام التي تبلغ أعمارها سنة واحدة تقريبا، ونُقلت من المناطق الجبلية جنوبي منطقة نينغشيا، ويُقيد وزنها بجدية ودقة على 15 كيلغراما تقريبا، كما يتم ذبحها بحضور أئمة المسجد حسب الشعائر الإسلامية. ويعتبر كل ذلك نظاما لم يتغير منذ تشغيل المطعم حتى الآن، غير أن مستوى معيشة عائلة لو ماو قد شهد تغيرا كبيرا، حيث قال:
"كانت أسرتنا تسكن في بيت متواضع، والآن، تسكن كل أسرة بالمدينة في بيت كبير، وشهدت حياتنا تغيرات ضخمة، ونحن كمسلمين نقول دائما إن كل يوم يمر في حياتنا الحالية نشعر فيه بفرح وسعادة يكون مثل العيد المبارك."
والآن يكون لمطعم لاو ماو أكثر من عشرة فروع في أنحاء البلاد، وقد لاقت ترحابا كبيرا من أبناء مختلف القوميات. وعند أكل لحوم الغنم في مطعم لاو ماو، يشرب الضيوف دائما كأسا من شاي باباو أي بمعنى شاي الكنوز الثمانية الذي يعتبر مميزا في منطقة نينغشيا، فأبدع لاو ماو أغنية وضع كلماتها وألحانها بنفسه وتحمل عنوان "ألحان تقديم الشاي"، وقال إنه يرغب في تطوير ثقافة الطعام لمنطقة نينغشيا من خلال الإسهام في إذاعة شهرة الأطعمة الخفيفة بالمنطقة.
تقع مدينة ووتشونغ في منطقة هامة بحوض النهر الأصفر، وتعتبر منطقة رئيسية لانتاج المواد الغذائية والحليب والفواكه والمنتجات المائية في منطقة نينغشيا. وكانت مدينة ووتشونغ محطة هامة على طريق الحرير في التاريخ، فتسمى ب"الميناء الواقع على البر" منذ القدم وحتى الآن. وفي الوقت الحالي، توجد في هذه المدينة أكثر من مائة سوق شعبية مختلفة الحجم، وبما فيها سوق "شيش" الذي يعتبر مكانا تجاريا هاما يجري التجار فيه المعاملات التجارية، حيث تتجمع المواد الغذائية والمنتجات الزراعية والمستلزمات اليومية.
وتعمل الفتاة المسلمة ما يا على الاتجار وبيع الملابس في هذه السوق لخمس سنوات، وفي متجرها مختلف الأحجبة الجميلة والملابس الحديثة المتنوعة. وقالت ما يا إنه خلال هذه السنوات، مع ارتفاع مستوى معيشة شعب ووتشونغ، شهدت مطالب مواطني المدينة لجودة الملابس وأشكالها إرتفاعا متواصلا، حيث قالت:
"في بداية فتح متجري قبل خمس سنوات، كنت أجلب دائما بضائع جديدة من أسواق البيع بالجملة في مدينة لانتشو حاضرة المقاطعة، لأن قليلا من أبناء مدينتنا تركوا المدينة حينذاك، حيث كانوا لم يروا أشكالا عديدة للملابس. والآن، أصبحت حياتنا أحسن من ذي قبل، حيث يسافر الكثير من أبناء ووتشونغ دائما إلى مدن كبرى، فيزداد طلبهم للملابس باستمرار. ومن المهم أن المواطنين أصبحوا أكثر ثراء من الماضي، فيرغبون في إرتداء الملابس الحديثة والمتنوعة، لذلك، فأجلب الآن بضائع من المدن الكبرى جنوبي البلاد مثل قوانغتشو وشنتشن، ورغم أن أسعار الملابس أصبحت عالية، غير أنها تباع بصورة جيدة جدا."
في الوقت الحالي، تعمل مدينة ووتشونغ على تطوير صناعات انتاج وتصنيع الأطعمة والمنتجات الإسلامية، حيث تتقدم هذه المدينة الصغيرة والمأهولة بالأبناء المسلمين بنشاط وحيوية على طريق النمو إلى الأمام.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |