قصص مثيرة عن فرقة ضوء الشمس الفنية الخاصة

^{فرقة ضوء الشمس الفنية}

المعروف أن مرض السرطان الخبيث مرض خطير يؤثر بشدة على صحة الناس حتى يؤدي إلى وفاتهم بصورة قاسية. ولكن هناك مجموعة من مرضى السرطان لا ينحنوا أمامه ، بل يواجهونه بشجاعة وتفاؤل. فيما يلي نعرفكم بفرقة ضوء الشمس الفنية التي يتكون جميع أعضائها من مرضى السرطان .

فرقة ضوء الشمس الفنية تابعة لجمعية إعادة صحة مصابي السرطان في مدينة بكين، وبالرغم من أنهم مرضى، ومعظم أعضائها كبار السن ، ولكنهم يعيشون في سعادة وفرح ويمارسون الأنشطة الفنية بنشاط على خشبة المسرح، وقد حظيت عروضهم الفنية الجادة والرائعة بتصفيقات حارة من المشاهدين. لم يمتلكوا صحة جيدة وكاملة، غير أنهم ظلوا يواحهون الحياة بفرح وحماس وابتسامات كما ينقلون هذه المشاعر من الفرح والمحبة للحياة إلى أعداد آخرين.

أخبرت المراسلة السيدة شين ين نائبة رئيسة الفرقة أن فرقة ضوء الشمس الفنية تأسست عام 2002 إنطلاقا من فكرة إسعاد المصابين بالسرطان ومساعدتهم على إعادة الصحة والشفاء من الأمراض روحيا وبدنيا. ولم تفكر أن الفرقة الفنية لاقت ترحابا شديدا من أغلبية مرضى السرطان. حيث قالت:

"رئيسة الفرقة الفنية هي نفسها مصابة بسرطان الثدي والقولون. ذات مرة شاركت في حفلة احتفالية بعيد الربيع التقليدي الصيني أقامتها جمعية إعادة صحة المصابين بالسرطان ببكين، وتأثرت تأثرا كبيرا بعد مشاهدة العروض فطلبت في الحال الانضمام إلى الفرقة. وأصبحت أخيرا رئيسة لها."

بدأت الفرقة تتضخم في عدد أعضائها تدريجيا مع انتشار سمعتها الذائعة، وتضم الآن حوالي مائة عضو وينقسمون إلى الفرق المختلفة مثل فرقة الرقص وفرقة الغناء وفرقة عرض الأزياء وغيرها، ويلتزم الجميع بالمشاركة في التدريبات التمثيلية حسب المواعيد وأداء العروض بين حين وآخر. ومن خلال هذه الأنشطة لم يشعروا فقط بالفرح والسعادة في نفوسهم ، بل يجلبوا هذه المشاعر السعيدة للآخرين . قالت السيدة يان عضوة من فرقة الرقص للمراسلة :

"جميع أعضائنا من مرضى السرطان، وأكبر عمرا منهم هي فوق السبعين سنة. نشارك دائما في العروض الخاصة لمصابي السرطان، حيث نعرفهم بأحوال أمراضنا وتبادل الآراء في العلاج وكيفية تقوية الصحة وتشجيعهم على مكافحة الأمراض والتغلب على شبح الموت."

السيدة يان مسرورة ومتفائلة، وتبدو أنها فنانة راقصة جميلة وذلك من حيث مظهرها الخارجي وأحاديثها مع الآخرين، ولكنها في الحقيقة كانت مصابة بسرطان الثدي في المرحلة الخطيرة. عرفتنا بأحوالها قائلة :

" أصبت بسرطان الثدي عام 2000 ، ثم تكرر المرض وأنتشر قبل نهاية عام 2001. وبعد تلقى العلاج المناسب والمتواصل، أصبحت حالة المرض مستقرة في الوقت الحالي. شاركت في فرقة ضوء الشمس الفنية، وجدت فيها قوة تشجيعية قوية بين جميع أعضائنا المرضى ونقول دائما لأنفسنا: لا بد أن نعيش كل يوم عيشة سعيدة ."

كلامها صحيح، وكل فرد من الفرقة ينبثق من قلبه كل يوم فرح كبير، ثم يقدمه لأشخاص آخرين. وكلما انتهى العرض ، اجتمع جميع الأعضاء لالتقاط صورة جماعية تذكارية . هناك السيدة لي مصابة أيضا بالسرطان ، ولا تستطيع المشاركة في أداء العروض الفنية بسبب عملها الخاص ، ولكنها نشيطة في مساعدة الآخرين لالتقاط الصور التذكارية كل عرض من عروض الفرقة. وقالت للمراسلة:

" أنا مصابة بسرطان الثدي منذ تسعة أعوام، لم أكن حزينة وكئيبة الصدر من ذلك بل أحافظ على قلب متفائل دائما وأشارك الآخرين بنشاط في تبادل أحوال المرض وطرق العلاج الفعالة لتركيز القوة لمكافحة المرض."

تحدثت السيدة لي عن مرضها بهدوء، وظلت الابتسامة على وجهها كأنها تتحدث عن حالة شخص آخر. وفي الحقيقة إنها تعاني حاليا من ألم شديد في يدها وذراعها بسبب العلاج المستمر. ويذكر أن عدد وفاة المرضى المصابين بالسرطان في عموم الصين كل سنة يصل إلى 1.8 مليون شخص. كلما يتذكر الناس مرض السرطان يخافون ويقلقون منه بشدة. ولكن فرقة ضوء الشمس الفنية لمرضى السرطان تعمل بجهد وتمد الآخرين بخبراتهم الشخصية الخاصة مؤكدة أن مرض السرطان غير مخيف، والتعاطف من الأسرة والمجتمع شيء هام لأولئك المرضى. وقالت السيدة يان:

" في الماضي قدمت كل حبي لوالديٌ وأولادي وزوجي، وبعد إصابتي بالسرطان، تعاملوا معي بكثير من المحبة والعناية. لذلك، يجب أن أنقل هذا الحب للآخرين ونساعد بعضنا مع البعض ونعيش عيشة سعيدة مع أحبائنا."

لماذا يحرص جميع الأعضاء على التقاط صورة جماعية تذكارية بعد كل عرض فني؟ لأنهم يعرفون أن هناك من منهم ربما سيذهب إلى العالم الآخر، ويتوفى في أي وقت من الأوقات، ولا يستطيع مشاركتهم في عرض جديد. ولكنهم مجموعة من الشجعان وهم يتركون الآلام لأنفسهم ويقدمون الجمال والسعادة والحب للآخرين. ويجب أن يقدم لهم الناس والمجتمع أكثر من مساعدات والحب.