CRI Online

حياة الأطفال الصينيين في العطلة الصيفية

cri       (GMT+08:00) 2010-09-01 14:41:08


حياة الأطفال الصينيين في العطلة الصيفية

دائما يصادف شهرا يوليو وأغسطس في الصين عطلة صيفية للتلاميذ والطلاب، وفي هذه الفترة، كثيرا ما يشارك الأطفال في بعض النشاطات الممتعة أو يعملون ما يتطلعون إليه منذ زمن. ولكن هناك بدأت ظاهرة واسعة الانتشار بين أولياء الأطفال والتلاميذ الصينيين في الوقت الحالي وهو توصيل أولادهم إلى مختلف الدوريات الدراسية الإضافية أثناء العطلة الصيفية لرفع مستواهم الدراسي والتعلمي عن الآخرين. هل لهذا العمل المنتشر في كل مكان فائدة حقيقية ؟

وجدت المراسلة من خلال التحقيقات هناك بعض الأولاد وآبائهم وأمهاتهم متعبين بصورة أكثر خلال العطلة الصيفية نتيجة مشاركتهم في الدوريات الدراسية المختلفة كدراسة اللغة الانجليزية وتعميق دراسة الرياضية وكتابة المقالات المطلوبة ودراسة الفنون الجميلة وعزف البيانو وغيرها، مما جعل العطلة الصيفية تصبح "مرحلة دراسية إضافية" للأطفال والتلاميذ وحتى أوليائهم، لأنهم يرافقونهم دائما في استكمال وأداء هذه الواجبات منذ البداية حتى النهاية.

تسوي هونغ جه مدرسة مسؤولة في المدرسة الابتدائية التابعة لجامعة الشعب الصيني ببكين، وأخبرت المراسلة أن مدرستها الابتدائية مشهورة في بكين بمستواها التدريسي، ومعظم تلاميذها يحصلون على النتائج الدراسية الجيدة. ولكنهم يشاركون أيضا في مختلف الدوريات الدراسية الإضافية خلال العطلة الصيفية. لماذا ؟ قالت المدرسة تسوي هونغ جه:

"وجدت أكثر من نصف عدد التلاميذ في مدرستنا يشاركون في الدوريات الدراسية الإضافية المختلفة خلال العطلة الصيفية بغية رفع درجاتهم الدراسية والحصول على أفضل نتائج في الامتحانات المتنوعة، وخاصة أولئك التلاميذ الذين يكونون في السنوات النهائية ، يفعلون ذلك استعدادا لالتحاقهم بمدرسة ثانوية أفضل أو لدخول الفصول التجريبية المتفوقة في المدارس الثانوية."

المدرسة تسوي غير موافقة على هذا العمل ، وترى أن عطلة الأطفال يجب أن تكون ممتعة ومريحة وقضاء أوقات الفراغ بعيدا عن الدراسات المتعبة، وتضم أنواع الأنشطة المختلفة لإسعاد الأطفال نفسيا وإلهامهم عقليا وإفادة أجسامهم صحيا ، وقضاء الحياة السعيدة مع الأسر بفرح وغبطة ، حيث قالت:

"وجدت كثيرا من الأطفال لم يكن لهم نطاق واسع في المعارف المختلفة، بل وغير مهتمين بالقراءة والمطالعة وعدم توافر الخيال العلمي لديهم. فاقترحت عليهم أن يقرأوا بعض الكتب الممتعة والمشهورة لزيارة معارفهم وتوسيع عقلهم وبصرهم في مجالات أوسع."

ولكن أولياء الأطفال والتلاميذ الصينيون يهتمون دائما بالارتقاء إلى أعلى المستويات الدراسية فقط عبر الدراسات الإضافية الثقيلة على أولادهم. وقد تحدثت مراسلتنا مع السيدة تشانغ أمام بوابة المدرسة الابتدائية بمنطقة شيجينغشان ببكين عن هذا الموضوع، وأخبرتها الأخيرة أنها ربة البيت بدون دوام كامل، وتعمل كل يوم من أجل رعاية زوجها وطفلها، ومن أجل تعليم وتربية ولدها بصورة أفضل وتطوير مواهبه المختلفة، تنفق الأموال الكثيرة لتوصيل ولدها الصغير الذي يدرس حاليا في الصف الثاني بالمدرسة الابتدائية للمشاركة في دورة تدريبية لقراءة الأشعار ودورة تدريبية أخرى لممارسة التمارين البدنية والرياضية وغيرهما. وشكت الأمر يتعبها ويتعب الولد بشدة، كما شكت المدرسة قائلة:

" لم تترك المدرسة وقتا كافيا للأطفال للراحة واللعب في العطلة الصيفية، لأنها قدمت كثيرا من الواجبات المنزلية للتلاميذ لانهائيا خلال العطلة كتسجيل المذكرات وإتمام حسابات الرياضية الوافرة وكتابة المقالات الممتعة وتنسيخ الحروف والكلمات الانجليزية يوميا وغيرها."

والآن بدأ الكثير من العاملين والمسؤولين في قطاع التعليم والتربية الصيني يهتمون بهذه القضية ويفكرون في كيفية تحسين أعمال التعليم والتربية في المدارس بدون الواجبات المنزلية الثقيلة. ولكن تلك الدوريات الدراسية الإضافية المختلفة هل تحقق فوائد بالنسبة إلى الأطفال؟ قالت السيدة وان رئيسة القسم الثقافي التابع لمركز نشاطات الأحداث والشباب للمنطقة شيجينغشان:

" لقد التحقت بنادي الأطفال شاونيانقونغ ببكين في طفولتي للمشاركة في مختلف الفصول التدريبية الثقافية والفنية واليدوية، وذلك بعد الامتحانات الصارمة، ثم قبول الأطفال وتعليمهم وتربيتهم مجانا لتنمية مواهبهم المولعة حتى أصبحوا بالغين ممتازين."

وأضافت السيدة وان أن الهواية هي خير معلم للطفل، ومع شدة المحبة فيستطيع الطفل أن يجيد أي موهبة بإرادة نفسه ويطورها بكل قوته، وبالعكس، إذا لم يفضلها فلا يدرسها بجدية سواء كانت الظروف الموضوعية لها جميلة وكاملة تماما. كما نعرف أن جميع الأطفال يحبون لعب الألعاب وذلك من طبيعتهم. لذلك، يجب علينا أن نعلمهم أشياء جديدة من خلال ألعاب الأطفال حتى إجادة الدراسات المطلوبة وزيادة المعارف والفنون وتنشيط مواهبهم وإمكانيتهمم بشكل طبيعي. وحول ذلك ، قالت تلميذة في مدرسة تجربية ثانوية للمراسلة:

" أرغب في دراسة المعارف في الظروف الطبيعية وبدون التقيد والتخطيط من الوالدين. أعتقد أن زميلتي لي جيا تشي محظوظة في هذا الشأن، لأن أمها معلمة لطيفة ومتسامحة لم تطلب منها بشدة، بل تترك لها فضاء واسعا لتنمية مواهبها الشخصية . أما أمي فهي معلمة شديدة الوجه حتى أخاف منها أحيانا وأشعر بتعب كبير أثناء الدراسات الإضافية."

نتمنى لجميع أولياء الطلاب العناية بأولادهم، ولايضعوهم في الدراسات الإضافية الثقيلة، بل يتركوا لهم فضاء إضافيا شخصيا واسعا لتطوير أفكارهم بأنفسهم.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي