وفد ألماني سافر إلى شانغهاي لزيارة معرض إكسبو العالمي عن طريق الباص

^{عضوة الوفد تتحدث مع فتاة صينية}

أصدقائي، وصل إلى مدينة شانغهاي مؤخرا باص أحمر، واستقلّه وفد ألماني مكوّن من 25 شخصا انطلاقا من مدينة فريبورج الواقعة جنوب غربي ألمانيا، واستغرق سفرهم مدة 71 يوما عبر ثمانية عشر ألف كيلومتر، وصلوا إلى حديقة معرض إكسبو شانغهاي العالمي باعتبارها آخر محطة لهم. السيدة ينق ستاقنت عضوة في هذا الوفد قالت لمراسلنا:

" يا له من سفر شاق بعيد وطويل. وبعد وصولنا إلى هنا أخيرا، أشعر بسرور للغاية، فلم أتمالك عن البكاء."

تبلغ السيدة ينق ستاقنت السابعة والستين من عمرها حاليا. وقبل تقاعدها من العمل، كانت موظفة في حكومة مدينة فريبورج لمعالجة الشؤون الخيرية للمسنّين. وكثيرا ما تسافر مع زوجها إلى الخارج، وظلت تحلم بجولة عالمية مثل كبار المستكشفين المشاهير. وعندما سمعت الخبر عن السفر إلى الصين بالباص عبر قارّتي أوروبا وآسيا، بادرت بدون تردد إلى تسجيل إسمها للمشاركة في هذا الوفد. وتحدثت السيدة ينق ستاقنت عن هذا السفر وخواطرها بفرح وسرور:

" عندما مرّ الباص بإيران، رأيت النساء هناك يلبسن الأزياء السوداء ويتحدّثن معنا بألفة ومودة. وفي أوزبكستان، توقف الباص عند نهر، فلا بد أن نعبره جميعا ونحن حفاة الأقدام. إنه نهر عميق قليلا ويتموّج، ولكننا عبرناه أخيرا بسلامة."

ومن ضمن أفراد هذا الوفد كثير من المسنّين المتقاعدين، واستمتعوا جدا بهذا السفر. ومنذ خروجه من ألمانيا، مرّ الباص على التوالي بسويسرا وإيطاليا واليونان وتركيا وإيران وتركمانستان وأوزبكستان وقرغيزستان وقازقستان، ثم دخل الصين من منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور. واستمر الباص في سيره على طريق الحرير ومرّ بسفح جبل تيانشان وصحراء تكلماكان وممرّ خشي ومدينة شيآن العريقة، ثم واصل طريقه على ضفة نهر اليانغتسي حتى وصوله إلى مدينة شانغهاي أخيرا.

وتهتم مدينة فريبورج الألمانية بحماية البيئة. وكان الباص مجهزا بأحدث محرك في العالم، وهو متميز بقلّة التلوث للبيئة. ونظّمت هذه الرحلة شركة سياحية في فريبورج. وعندما عرف مديرها السيد هانس بيتر كريستوف أن مدينة فريبورج ستشترك في معرض إكسبو شانغهاي العالمي، خطر في باله فكرة، وهي تنظيم وفد سياحي لزيارة المعرض بالباص، لأنه قد نظّم وفدا سياحيا من قبل لزيارة بكين بالباص لمشاهدة أولمبياد عام 2008.

وأثناء السفر، قطع الباص يوميا ما يتراوح بين مائتي كيلومتر وثلاثمائة كيلومتر، حيث يستطيع الركاب التمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة بجانبي الطريق والتحدث مع السكان المحليين للتعرف على أحوال معيشتهم وتقاليدهم. وقد زارت السيدة ينق ستاقنت الصين في عام 1985. وخلال زيارتها الحالية، لاحظت أن أزياء الفتيات الصينيات أصبحت أكثر موضة عما كانت عليه في الماضي. وقالت لمراسلنا إن هذه الزيارة أتاحت لها فرصة للتعرف بدقة على أحوال معيشة عامة الناس في الصين.

" تركت مدينة شيآن الجميلة انطباعا عميقا في ذهني. وخاصة في المساء، يلعب الكثير من الناس بالطائرات الورقية المجهّزة بالمصابيح الصغيرة المتلألئة. وفي ميدان مدينة أوروموتشي، رأيت الكثير من الناس يتدربون على التشيكونغ – النوع من الكونغ فو."

ومثل السيدة ينق ستاقنت، لم يزر الصين معظم أفراد الوفد قبل هذا السفر. ومع أنهم لم يستطعوا التمتع بروعة كل أجنحة معرض إكسبو شانغهاي العالمي خلال مدة إقامتهم في هذه المدينة، لكنهم يرون أن المدينة المتطورة توفر أحسن معيشة لسكانها، وتتطابق رأيهم مع شعار المعرض " مدينة أفضل، حياة أفضل."

هذه أول مرة يقوم فيها المهندس الألماني هانس وكر بزيارة خارج قارة أوروبا. ويتمنى زيارة الصين مرة أخرى مع إبنه وبنته بعد تخرّجهما من الجامعة. حيث قال:

" يربط معرض إكسبو شانغهاي العالمي معظم دول العالم بصورة وثيقة، ويعزز التعارف والتبادل بينها. ويعامل الناس بعضهم البعض بمودة وصداقة. وسأعود إلى بلدي محملا بهذه الذكريات الجميلة. وأتمنى زيارة الصين مرة أخرى."