قصة رجل منغمس في صنع الأدوات الزراعية التقليدية الصينية

^{السيد تو زو يي}
السيد تو زو يي أحد الهواة في صناعة الأعمال الخشبية التقليدية الصينية، يبلغ عمره حاليا 63 سنة. وقبل تقاعده من العمل، كان عاملا في مزرعة للأشجار بمقاطعة قوانغدونغ. ذات يوم من الأيام، عندما شاهد القناة التلفزيونية المحلية، رأي فيها بعض الزوار يلتقطون الصور التذكارية بحماس كبير أمام مجموعة من أدوات الحياة والإنتاج الزراعي القديمة التي توضع في أحد المواقع السياحية الريفية. فوجد فجأة أنه لهذه الأدوات الإنتاجية والمعيشية القديمة المنتشرة في أرياف جنوب الصين في السنوات الماضية مثل الساقية الناعورة القديمة لدلو الماء والطاحونة الحجرية بدافعة الماء والمنشار الدوار بقوة الماء وغيرها، فرصة تطوير جديدة له . وتساءل في نفسه: لماذا لا أصنع بعض هذه الأدوات الخشبية القديمة بالاستفادة من مهارتي الفنية في عمل الأعمال الخشبية لجذب الزائرين؟

نفذ ما فكر في الحال، حيث قام السيد تو باختيار قطع خشبية وحجرية أولا ، ثم صنع بيده مجموعة من الساقيات الناعورة وطاحونات الماء وغيرها من الأدوات العملية والمعيشية الريفية، ووضعها بعد ذلك في الأماكن المناسبة بجانب النهر. لم يفكر أن هذه المصنوعات القديمة الشكل أصبحت منظرا طبيعيا جميلا يلفت أنظار الناس ويجذب الزوار إليها للتصوير ، وأهم شيء هو أن هذا العمل أكسب السيد تو ذائع السمعة والشهرة بمهارته اليدوية الرائعة في صنع الأدوات الريفية القديمة.

ذات يوم جاء إلى بيته رجل يطلب منه أن يصنع له بعض نماذج الأدوات القديمة المصغرة لتقديمها كهدية إلى صديقه في خارج البلاد. وبعد أن تسلم الصديق تلك الهدية، شعر بفرح كبير جدا. ثم كتب رسالة خاصة إلى السيد تو طالبا فيه أكثر من نماذج هذه الأدوات التقليدية الريفية المصغرة لإهدائها إلى أصدقائه الآخرين. وهكذا، ومن خلال هذه الأمور وتبادل الاتصالات مع شخصيات في مختلف الأوساط، وجد السيد تو قيمة تجارية كبيرة لأعماله اليدوية في الأسواق، فقام بإنشاء معمل خاص لتوسيع إنتاج أعماله وتسويقها. والآن، زادت أنواع هذه الأدوات القديمة المصنوعة بيده إلى أربعين نوعا تلاقى إقبالا كبيرا من الزبائن الذين يحجزونها بحماس كبير لعرضها وحفظها في المنازل.

أصبح السيد تو معروفا بصنع نماذج الأدوات التقليدية الريفية القديمة. وفي أوائل هذه السنة ، اتصل به متحف الري الوطني الصيني طلبا لحجز ست قطع من أدوات الري التقليدية الريفية القديمة التي تصنع بيده لعرضها وحفظها في المتحف . وهذا الأمر شجع السيد تو تشجيعا كبيرا على تصنيع أعماله التقليدية المتميزة.

ولد السيد تو في أسرة النجارة، كان والده نجارا ممتازا يجيد فنون الأعمال الخشبية المختلفة. عرفها وأحبها السيد تو منذ صغره وعملها أحيانا في أوقات الفراغ حتى أصبح أحد هواة الأعمال الخشبية. ولكنه لم يفكر في أن يبدأ هذا الشغل كعمل آخر بعد تقاعده ، ثم يطوره بنتائج ملموسة. قال للآخرين دائما إن بينه وبين هذه الأدوات التقليدية صداقة خاصة . وفي منزل السيد تو توجد صالة كبيرة لعرض تلك الأدوات العملية والمعيشية القديمة من صنع يده، بما فيها آليات الري وطاحونة الماء ونشر الخشب بالماء وغيرها، أشكالها الجميلة تجذب أنظار الناس وصنعها الدقيق يعجبهم إعجابا كبيرا. ويمكن أن يرى الناس من خلالها مشاهد الإنتاج والحياة القديمة في أرياف الصين.

قال السيد تو إن هذه الأدوات التقليدية القديمة اخترعها وعملها بيده على أساس الآليات التقليدية الواقعية والقديمة، ثم يصلحها ويصغرها إلى النماذج العملية المعروضة باعتبارها أعمالا تذكارية جميلة ليراها الناس بأم عيونهم ومعرفتها والحفاظ عليها . جدير بالذكر أن كل هذه الأعمال العملية والإبداعية نالت شهادة براءة الاختراع من الدولة.

أضاف السيد تو أنه يحب الأعمال الخشبية حبا جما منذ طفولته، كلما تخطر بباله فكرة إبداعية جديدة في صنع شيء ما، ينغمس في تجربتها وتحقيقها بكل خبراته وتركيزه حتى نسبان الأكل والنوم. وأكد أن تلك الأدوات والآليات القديمة بدأت تتلاشى مع تقدم المجتمع، وحل محلها الماكينات والأجهزة الجديدة والحديثة ، ويشعر بأسف شديد لإزالة هذه الفنون اليدوية التقليدية الجميلة ، إنه مستعد للعمل بجهد جهيد بغية تطويرها والمحافظة عليها كالتقاليد الصينية القديمة والقيمة.