الأنشطة الثقافية المتنوعة تضيف حياة الفلاحين بالمحتويات الجديدة

^{الحياة الريفية بمنطقة نينغشيا}

غالبا ما تكون الحياة الريفية في أنظار الناس مليئة بالوحدة والعزلة بالنسبة إلى المسنين والأطفال وحتى النساء، لأن معظم الرجال والشباب يسافرون إلى الخارج للعمل من أجل كسب رزق الأسرة. ولكن الحالة في القرى الريفية التابعة لمدينة ووتشونغ بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي غرب الصين تختلف عن ذلك اختلافا كبيرا، حيث تواجد أنشطة ثقافية ورياضية متنوعة تقام دائما بين القرويين مما جعل حياتهم الريفية لطيفة ومفيدة ومفعمة بالحيوية والنشاط .

زار مراسلنا مؤخرا أسرة ريفية من قرية ييشينغ بالمنطقة، وما إن دخل دارها الواسعة حتى أعجبته ترتيبات هذا المنزل الفلاحي، حيث توجد منصة كرة الطاولة وغرفة الكتب للمطالعة وغرفة أوراق اللعب والشطرنج وغيرها من المنشآت الرياضية والترفيهية الأساسية، ويجتمع هنا بعض القرويين للعب والأحاديث بفرح وغبطة . استقبل صاحب الدار يه شياو يون المراسل بحماس وأخبره أن الحكومة المحلية طرحت فكرة بناء بعض دور الأنشطة الثقافية والرياضية في القرى الريفية لتوفير حياة القرويين ورفع مستواهم الثقافي ووعيهم الاجتماعي، وأطلقت عليها خطة بناء دار الثقافة الريفية. وبسبب أنه رجل متحمس يريد مساعدة الآخرين، ومساحة منزله واسعة ومناسبة لبناء دار الثقافة الريفية وتنظيم الأنشطة، فاختارته إدارة القرية ليكون مسؤولا عن تنظيم الحركات الثقافية الجماهيرية وفتح غرف اللعب والمطالعة في داره، وذلك بدعم الحكومة. وهكذا، أصبح بيته مكانا خاصا يحب القرويون التوجه إليه كل يوم لممارسة الألعاب المختلفة وقراءة الكتب أو لتبادل الأحاديث والآراء والأخبار المختلفة.

السيد يه شياو يون رجل ذكي ونشيط، وبعد أن أصبح منزله مكانا لاجتماع القرويين ، وجد من ذلك فرصة عمل آخر يجب الاستفادة منها جيدا. وبدعوته وقيادته، تم تأسسس الفرق التعاونية القروية الخاصة لممارسة نقل الأيدى الريفية العاملة إلى الخارج وتعليم تربية الأسماك وزراعة الفواكه والمزروعات الاقتصادية وتصنيع الأعمال اليدوية الفنية وغيرها، كما ساعد القرويين على تسويق المنتجات والعثور على فرصة تجارية جديدة. وبفضل تعاونهم العملي، جنى هو والقرويون كثيرا من الفوائد الإضافية من خلال أعمالهم هذه.

دائما يقول السيد يه شياو يون للآخرين إن دار الثقافة القروية تساعد على تقدمه في طريق الثراء مؤكدا أهميتها في تنشيط حياة القرويين وتوعيتهم ورفع مستواهم الثقافي والفني والاجتماعي. كلما تأتي المناسبات والأعياد التقليدية يقوم السيد يه شاو يون بتنظيم بعض النشاطات الشعبية لمشاركة القرويين فيها ، وبذلك لتعزيز الوحدة والتعاون والألفة بين جميع القرويين.

ذكر السيد تشانغ مينغ شينغ الأمين العام للجنة القيادية لمدينة ووتشونغ أن بناء دار الثقافة القروية في أرياف الصين يعتبر عملا مفيدا في دفع بناء أرياف الصين الجديدة، ويتم بناؤها على مبدأ " البناء المحلي مع الدعم الحكومي"، أي تقدم الطلب أولا من صاحب المنزل، ثم تقوم الإدارات المحلية المختلفة بتقييمه وتقديره حسب المقاييس المحددة حتى تمت الموافقة عليه ليصبح مسؤولا خاصا عن إقامة النشاطات الثقافية المختلفة في القرية في نهاية الأمر. لدينا الآن أكثر من ثلاثمائة دار للثقافة القروية وهي تلعب دورا ايجابيا كبيرا في تحديث أرياف الصين. وبفضل ذلك، بدأ القرويون يهتمون بقراءة الكتب والأخبار ودراسة الفنون والمهارات بعيدا عن الأحساس بالعزلة والملل وإدمان الكحول ولعب القمار.

إن السيد دو هاي من قرية لياوشياو صاحب دار الثقافة القروية الريفية ، ومنزله كناد قروي صغير توجد فيه غرفة المطالعة وصالة كرة الطاولة والبلياردو وغرفة الكمبيوتر وصالة الغناء والرقص وساحة كرة السلة وكرة التنس وغيرها من الأنشطة. قال السيد دو إن الشباب والأطفال يحبون اللعب في الخارج لتقوية الأجسام. فجهزت أرضا خاصة لهم للعب والمسابقة. وبمناسبة عيد الربيع التقليدي الصيني للعام الماضي، قام بتنظيم مسابقة لكرة السلة وحفلة شعلة ليلية في فناء داره حضرها القرويون واجتمعوا في مكان واحد احتفالا بالعيد . دار الثقافة الريفية مرغوبة لدى القرويين .