CRI Online

الحي السكني الخاص لمتعاطي المخدرات

cri       (GMT+08:00) 2010-11-19 09:55:33


حي يولو السكني

في ولاية هونغخه ذاتية الحكم للأقليتين القوميتين يي وهاني بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين يتواجد حي سكني خاص يعيش فيه ستمائة شخص يختلف عن المواطنين الآخرين ، لأنهم قبل انتقالهم للإقامة في هذا الحي، كانوا من متعاطي المخدرات الغربية، وبعد تلقيهم العلاج الإجباري من إدمان المخدرات جاؤوا إلى هنا بإرادتهم للعيش الجماعي، ويعملون بعض الأشغال لسد حاجياتهم اليومية، ويقبلون المساعدات الضرورية المختلفة من قبل الإداريين والعاملين والأطباء المتخصصين لإنهاء إدمانهم من تعاطي المخدرات كليا. ويعتبر هذا العمل أساسيا ولازما قبل إعادة دمجهم في المجتمع. فأطلق الناس على هذا الحي السكني الخاص إسم " حي يولو السكني"، ويعنى باللغة الصينية حي نعمة الندى السكني، أي تقديم المساعدات والعناية الدقيقة لمدمني المخدرات لإسترجاع صحتهم البدنية وطبيعتهم النفسية .

عندما تجول المراسل في حي يولو السكني، لم يشعر بأي إختلاف عن الأحياء السكنية الأخرى. وفي أحد المطاعم الواقعة في شارع شينغفو، التقى المراسل بالسيد شيو يون هوي وهو مجتمع مع بعض أصدقائه لتناول الأطعمة. فأخبر المراسل بصراحة أنه كان يتعاطي المخدرات، وبعد تلقيه العلاج الإجباري لمرات عديدة، قرر المجيئ إلى هذا الحي السكني للعيش من جديد. حيث قال:

" كنت متعاطيا للمخدرات ودخلت مركز العلاج الإجباري ثماني مرات لإقلاع عن ذلك، ولكن لم أنجح تماما. ثم اخترت الحياة في هذا الحي السكني الخاص للتخلص نهائيا من إدمان المخدرات . يوجد في هذا الحي السكني بعض المنشآت الترفيهية الأساسية وملعب لممارسة التمارين البدنية. أحب الحياة هنا، لأن العلاقات بين المقيمين هنا هي علاقات صداقة خالصة ودون معاملات باردة وتمييز اجتماعي."

كان السيد شيو يقطن في ولاية هونغخه المحلية، وبسبب موقعها الجغرافي الخاص، أصبحت منطقة معروفة ببيع ونقل المخدرات بشكل سري في ثمانينات القرن الماضي. وعلى الرغم من أن السيد شيو لم يصل إلى سن الرشد في ذلك الوقت، إلا أنه أصبح من متعاطي الهيروين بتأثير من الآخرين. قد تلقى العلاج مرات في مركز العلاج الإجباري منذ عام 1997، ولكنه لم يقلع عن ذلك نهائيا، مما جعله يفقد الثقة في نفسه. بعد دخوله إلى حي يولو السكني، عزم على تركيز كل قوته للتخلص من هذا الفعل الخطير . وبفضل جهوده ومساعدة الآخرين، أحرز نتيجة ملموسة وبدأ يرى روعة الحياة الجديدة تدريجيا.

وفي الحقيقة توجد في حي يولو السكني المنازل الرخيصة والمجهزة بأدوات الحياة المطلوبة لإستئجارها للمقيمين، كما يوجد فيه المطعم العام الكبير لإعداد الوجبات اليومية لهم ومحطة العلاج والصيدلية لضمان حاجاتهم الطبية بالإضافة إلى مكتبة وغرفة الحلاقة صالون التجميل وتصفيف الشعر و محل تجاري وغيرها من منشآت الخدمات المختلفة، وأهم شيء هو أن يوفر حي يولو السكني بعض التدريبات العملية المناسبة لهؤلاء المقيمين ليجد كل منهم عملا خاصا لكسب راتب المعاش الشهري.كإنتاج صناديق الطاقة الشمسية وخياطة الملابس الجاهزة وتصنيع الأدوات والحقائب الجلدية وزراعة الخضروات والنباتات الاقتصادية الخاصة وتربية الأحياء المائية والدواجن وغيرها. وذلك أيضا لإعادة إدماجهم في المجتمع من خلال مشاركتهم في هذه الأعمال .

لم يوفر الحي السكني الوظائف المناسبة للمقيمين لحل مشكلة تعايشهم في الحي السكني وضمان حياتهم الأساسي فحسب، بل يهتم بتعزيزعواطف الأسرة بين المقيمين وأفراد عائلاتهم وأقاربهم ليشعروا بدفء والألفة مع أهاليهم ، وغالبا ما يدعو أفراد الأسر إلى حي يولو السكني لزيارتهم تشجيعا لهم على إبتعادهم عن المخدرات وإعادتهم إلى الحياة الجديدة. قال السيد شيو يون هوي للمراسل بإنفعال:

" كلما رأيت إبنتي وزوجتي، شعرت بأسف كبير على ما فعلته في الماضي. لقد بقيت هنا سبعة أشهر واستعدت ثقتي الكاملة ن جديد للتغلب على نفسي وإزالة هذا العيب الخطير."

بعد إنتهاء مدة الاتفاق الموقع بين السيد شيو يون هوي وحي يولو السكني للعيش هنا لسنة كاملة، ينوي السيد شيو الذهاب إلى مقاطعة قوانغدونغ للعمل في مصنع الحقائب الجلدية لكسب أموال أكثر وخلق حياة أجمل لأفراد عائلته.

ومنذ تأسيس حي يولو السكني بالدعم الحكومي لمساعدة متعاطي المخدرات في العلاج وعودتهم إلى المجتمع بصورة طبيعية، خرج منه أكثر من 1500 شخص وهم يعملون بنشاط في مختلف المواقع العملية ويعيشون عيشة طبيعية سعيدة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي