العرض الفني مقام داولانغ

يقيم أحمد عبد قادر وأسرته في مدينة كاشغار بمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية ويغور المسلمة شمال غربي الصين، وعندما دخل مراسلنا إلى بيته، وجد أن كل أفراد الأسرة يجلسون على الحرام، حيث يعزف البعض منهم على الآلات الموسيقية بينما يغنى البعض الآخر، ويطلق على عرضهم إسم "مقام داولانغ".

ينتمي أبناء داولانغ إلى أبناء قومية ويغور المسلمة، ويقيمون في منطقة شينجيانغ، لذلك فإن مقام داولانغ يعتبر جزء هاما من ثقافة قومية الويغور. ومنذ القرن ال12 الميلادي، كان أسلاف الويغوريين يحبون الغناء الارتجالي أثناء ممارستهم للصيد والرعي في الجبال والمروج. وفي هذا الصدد، قال وانغ جيون من مصلحة الثقافة بمدينة كاشغار:

"تنتمي ثقافة داولانغ إلى ثقافة حوض نهر يارتشيانغ، ونمت من حياة أبناء الويغور المقيمين على ضفتي نهر يارتشيانغ. "

في منطقة شينجيانغ، يحظى العرض الفني --"مقام داولانغ" بترحيب كبير لدى المسلمين من مختلف القوميات، حيث انتشر عن طريقة تعليمات شفهية منذ زمن بعيد حتى الآن. وفي هذا الصدد، قال المسلم عبد قادر :

" عرفت عرض (مقام) منذ صغري، وتعلمت الفن في مدرسة فنية. ونحن من أبناء داولانغ، وعلمني أبي رقص مقام الذي يعرفه كل أفراد أسرتنا أيضا."

أسهمت التعليمات الشفهية في انتشار مقام داولانغ بشكل واسع بين الأبناء المسلمين. ومن أجل تعزيز انتشار وتطور هذا العرض الفني القومي التقليدي، ومنذ الستينيات من القرن الماضي، أنشأت حكومة منطقة شينجيانغ مكتب البحث والفرقة الفنية الخاصة بالمقامات على التوالي. جاء المسلم آوالي من فرقة المقامات الفنية وهو كان فنانا شعبيا لعرض مقام داولانغ، وقال إنه بفضل حماية الحكومة للمقامات، إنضم إلى الفرقة الفنية، وبذلك حصل على دخل مستقر، حيث قال:

"التحقت بالفرقة الفنية في ال16 من عمري بسبب تفوقي في العزف على الآلات الموسيقية."

وبفضل الدعم الكبير من الحكومة المحلية، شهد العرض الفني –مقام داولانغ تطورا سريعا في منطقة شينجيانغ وحتى في أنحاء البلاد. وقال وانغ جيون المسؤول بمصلحة الثقافة بمدينة كاشغار إن "مقام " لاقى ترحيبا كبيرا لدى المشاهدين في منطقة تايوان الصينية عندما عُرض هناك، حيث قال:

"رغم أن الجمهور في تايوان كانوا غير فاهمين لكلمات مقام، غير أنهم كانوا متأثرين بهذا العرض الفني الجميل."

في الوقت الحالي، أصبح العرض الفني –مققام داولانغ من النقاط المتميزة لسياحة شينجيانغ، ويعرض الفنانون "مقام داولانغ" في فترات منتظمة في المناطق السياحية، مما أسهم في انتشار ثقافة قومية الويغور المسلمة بالإضافة إلى زيادة دخول المنطقة.

في الوقت الحالي، ظهرت العديد من الأشكال الفنية لمقام داولانغ، من بينها جمباز لمقام. وفي الدورة الأولى لمسابقة الجمباز الرياضي التقليدي للأقليات القومية على مستوى البلاد والتي أقيمت عام 2005 في مدينة قوانغتشو جنوبي الصين، حقق جمباز المقام الرياضي نتائج جيدة. وفي هذا الصدد، قال وانغ جيون من مصلحة الثقافة بمدينة كاشغار:

"فاز وفد مدينتنا بالجائزة الثانية في مسابقة الجمباز على مستوى البلاد عام 2005، والآن، تنظم المدارس والشركات والدوائر الحكومية في مدينتنا دورات لموظفيها لممارسة جمباز مقام في وقت الفراغ من أجل تقوية الجسم."