"شهر القراءة" في مدينة شين تشين حركة مفيدة ودائمة منذ عشر سنوات

^{شهر قراءة} 

من المعروف أن قراءة الكتب أمر مفيد للغاية. ومنذ إقامة "شهر القراءة" كل سنة في مدينة شين تشين جنوب الصين اعتبارا من نوفمبر عام 2000، لاقت هذه الحركة ترحيبا كبيرا من المواطنين المحليين، وحتى اليوم وبعد مضي عشرة أعوام عليها، لم تقتصر فائدتها على تثقيف الناس فحسب، بل أصبحت رمزا ثقافيا للمدينة في بناء الثقافة المدنية .

عام 1996، أقيمت في مدينة شين تشين الدورة السابعة لسوق الكتب الوطنية لعموم الصين، وطبقت مدينة الكتب المحلية نظام قطع التذكرة لدخولها. وبالرغم من ذلك، زار مدينة الكتب يوميا حوالي عشرة آلاف شخص. وبعد فتح مدينة الكتب بعشرة أيام فقط، وصلت قيمة مبيعات الكتب إلى 21.77 مليون يوان صيني، وهو رقم جديد من نوعه لم يسجل على مستوى الدولة فحسب، بل عكس حماس وطلب المحليين الكبيرين لقراءة الكتب طلبا لمزيد من المعرفة.

كتب السيد خه تشون هوا رئيس مكتب الإدارة لمكاتب شينخوا بمدينة شين تشين تقريرا إخباريا في الجريدة المحلية الهامة بعنوان(( مواطنو مدينة شين تشين يدعون لإنشاء "مهرجان قراءة الكتب")) وأشاد فيه بهذه الرغبة الثقافية الجميلة. وبعد ذلك طرح بعض العلماء والمثقفين والإداريين مقترحات خاصة بهذا الشأن وقدموها أمام مسؤولي إدارة المدينة للشؤون الثقافية للموافقة والتتنفيذ.

افتتحت الدورة الأولى من " شهر القراءة " في مدينة شين تشين في نوفمبر عام 2000. وحتى اليوم وبعد مضي عشر سنوات عليه، تجري هذه الفعالية بشكل مستمر تحت تأييد الحكومة المحلية وإرشاد العلماء والدعم القوي من مختلف أوساط المجتمع ووسائل الإعلام واستثمارات المؤسسات الصناعية والتجارية إلى جانب التأييد والإقبال من قبل الجماهير الغفيرة، وبالإضافة إلى ذلك، كثيرا ما أقيم في فترة إقامة "شهر القراءة" مجموعة من الأنشطة الثقافية والمنتديات الخاصة بالموضوعات الهامة ليشارك فيها العلماء والخبراء والمتخصصين والهواة ، الجدير بالذكر أن أنشطة الموضوعات الرئيسية في فترة " شهر القراءة" قد ازدادت وتطورت من عشرات المشروعات في البداية إلى 400 مشروع لهذه السنة ، شارك فيها أكثر من تسعة ملايين شخص.

بعد مواصلة " شهر القراءة" لعشر سنوات وتنظيم مشروعاته المختلفة لجذب المزيد من الناس للمشاركة فيه، أصبحت هذه الفعالية جزءا هاما في خطة التنمية الاستراتيجية الثقافية لمدينة شين تشين، حيث تنبثق منها الكثير من منتديات الكتب للشباب ومنتديات القراءة والمطالعة وندوات تلاوة القصائد والأشعار ولقاءات الكتاب مع الجماهير وغيرها، وبعض هذه النشاطات قد رسخت جذورها في عمق المجتمع وحياة المواطنين المحليين ولقيت ترحيبا كبيرا منهم.

عام 2009، انعقد في مدينة شين تشين الاجتماع الوطني لتبادل التجارب الجماهيرية في مطالعة الكتب، حيث قدر تقديرا عاليا تجربة شين تشين في تطوير مطالعة الكتب الجماهيرية على نطاق واسع. كما شارك فيه أيضا الممثلون من عشرات المدن الصينية الأخرى التي أقامت مهرجانات مختلفة الشكل لتطوير المطالعة الجماهيرية للكتب مثل عيد نانقوه لعطر الكتب بمقاطعة قوانغدونغ وشهر القراءة سانشيانغ لمقاطعة هونان وشهر المطالعة الجماهيرية للكتب لمقاطعة سيتشوان وتتابع قراءة الكتب بمنطقة منغوليا الداخلية وغيرها، كلها أقيمت بعد تعلمهم من تجربة مدينة شين تشين.

مدينة شين تشين مدينة شابة ولدت على سواحل جنوب الصين منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج في الصين، كانت معروفة ب" صحراء الثقافة" في البداية بسبب أنها قرية صغيرة متخلفة. وبفضل تمسكها بتطوير حركة "شهر القراءة" لمدة عشر سنوات، أصبحت اليوم " مدينة تعبث بعطر الكتب". والآن، تتواجد في المدينة مجموعة كاملة من المنشآت الثقافية والفنية، منها قصر الشباب والناشئين والمكاتب العامة وصالة الموسيقى ودور السينما والمعارض الثقافية ... . وحسب الإحصاءات فإن حجم مبيعات الكتب في مدينة شين تشين ظل يتصدر المرتبة الأولى في كل البلاد لسنوات متتالية.

هناك مكتبة صغيرة تسمى " الحياة المادية"، تقع بمفرق شارع المدينة، قبل أيام، استقبلت ذكرى تأسيسها ال11 سنة. ةتعد مكتبة مشهورة لدى الناس، حيث أدرجت في قائمة " مكاتب الثقافة الإنسانية ذات القوة المثيرة للصينيين ". قالت مؤسستها شياو يو: إن مكتبتها استطاعت البقاء لليوم نتيجة محبة المحليين للقراءة. وهي كبذرة تنشر بذور ثقافية وروحية في قلوب المواطنين بمدينة شين تشين.