|
||
arabic.news.cn (GMT+08:00) 2010-12-15 16:53:28 |
المسنتان الصينيتان
انتهى الاحصاء الوطني السادس لعدد السكان على عموم الصين قبل أيام بإضافة هذه المرة تحقيقات متعددة بشأن الأوضاع الصحية والمعيشية للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة، وتم تسجيل من ذلك المعلومات الجديدة حول الشيخوخة في المجتمع الصيني في الوقت الحالي.
مشكلة الشيخوخة مشكلة عالمية تواجهها أكثر من 60 دولة ومنطقة في الوقت الراهن، وبالنسبة للصين بصفتها دولة نامية كبيرة، لم تمر إلا بثلاثين سنة فقط من تطورها الاقتصادي السريع ، فبدأت تواجه الشيخوخة . قال الدكتور مو قوانغ تسونغ بمركز البحوث السكانية التابع لجامعة بكين:
"تواجه الصين مشكلة شيخوخة السكان تحت وضع غير متطور اقتصاديا واجتماعيا، ولم تكن على استعدادات جيدة فكريا وماديا أمام هذه المشكلة، وحتى نظام المعاشات التقاعدية ورعاية المسنين لم يصبح مثاليا وكاملا. وفي ظل هذا الوضع، ظهرت مشكلة الشيخوخة الخطيرة. فنسمى الصين " دولة شيخوخة قبل الغنى"."
وفقا للمعايير الدولية في هذا الصدد، بدأت الصين تدخل قائمة بلدان الشيخوخة منذ عام 1999، ويوجد الآن بين كل ثماني صينيين مسن واحد. وعلى نحو هذه السرعة، سيصل عدد المسنين الصينيين إلى ثلاثمائة مليون نسمة في أواسط القرن الحالي. الجدير بالذكر أن متوسط نصيب الفرد من اجمالي الإنتاج القومي في بعض الدول الغربية كان قد تجاوز عشرين ألف دولار أمريكي في السنة عندما بدأ في دخول مجتمع الشيخوخة. أما الصين التي أصبحت الآن ثاني دولة اقتصادية كبرى في العالم، فمتوسط نصيب الفرد من اجمالي الإنتاج القومي المحلي لم يصل إلا أربعة آلاف دولار أمريكي فقط، وذلك يشير إلى أن الصين مازالت غير متطورة وستحمل عبء رعاية المسنين الثقيل .
ومن أخطر المشاكل الاجتماعية التي تتسبب فيها الشيخوخة في الصين هي إضعاف نسبة الأيدي العاملة في الصين وإبطاء سرعة التطور الاقتصادي المحلي. ومن الضروري أن تجرى الصين إصلاحات سلسلة لتعزيز الضمانات الاجتماعية وإكمال نظام المعاشات التقاعدية ونظام رعاية المسنين وتعديل سياسة تحديد النسل وغيرها. كيف تواجه الصين هذه المشكلة؟ طرح السيد دو بينغ نائب رئيس مركز بحوث السكان والتنمية التابع لجامعة الشعب الصيني، طرح فكرة جديدة أطلق عليها " خلق الثروة بجهد من جانب، وتحسين العمل لمواجهة الشيخوخة من جانب آخر"، حيث قال:
"أعتقد أن مستوى التنمية الاقتصادية ومستوى الشيخوخة في الصين كلاهما على حد متوازن أساسيا خلال السنوات الأخيرة. لذلك، يجب علينا أن نعمل بجهود أكثر فيما بعد لرفع مستوى التنمية وتعزيز قوة التطور الاقتصادي بغية توفير أفضل وأكثر الضمانات والرعايات الاجتماعية للمواطنين الصينيين ولمواجهة الشيخوخة على أحسن وجه. ويمكن القول إننا أصبحنا الآن في نقطة تحول."
ما هو سن التقاعد المناسب في الصين؟ هو موضوع ساخن جدت من خلاله مناقشات واسعة بين الصينيين في سنوات أخيرة. وحسب نظام التقاعد الصيني الحالي فإن متوسط سن التقاعد في الصين هو 51.2 سنة، والفرق بين النساء والرجال من خمسة إلى عشرة أعوام. أكد الدكتور مو قوانغ تسونغ أن تعديل سن التقاعد للمواطنين الصينيين عمل هام:
"يجب أن نقوم بتعديل سن التقاعد نظرا للمعايير الدولية وانطلاقا من الأحوال المحلية، نقوم أولا بتوحيد سن التقاعد بين الرجال والنساء، ثم نجرب تطبيق نظام التقاعد المرن ، أي من يتقاعد مبكرا يأخذ معاشة التقاعد أقل ممن يتقاعد متأخرا. وهكذا، وباستخدام الوسيلة الاقتصادية لتطبيق سن التقاعد المرن للأفراد."
هل يمكن تخفيف مشكلة الشيخوخة في المجتمع الصيني بتأخير سن التقاعد على عموم الصين؟ هل سيؤدي ذلك إلى مشاكل أخرى مثل تشديد الضغط على التوظيف الاجتماعي؟ تبقى هناك وجهات نظر غير موحدة من مختلف طبقات المجتمع. لذلك، ظلت الحكومة الصينية تتخذ حذرها في هذا الصدد، وتستمعإلى آراء ومقترحات من مختلف أوساط المجتمع بصورة كاملة على نطاق أوسع. وفي الحقيقة، بدأ تطبيق تأخير سن التقاعد بين المواطنين المحليين في اليابان والولايات المتحدة وروسيا وغيرها من بعض الدول الغربية مع تنفيذ نظام التقاعد المرن لمواجهة الأزمة الاقتصادية. ونفس النظام في مدينة شانغهاي التي تعتبر مدينة تجربة في الصين في هذا الشأن. وبلا شك أن متوسط عمر السكان الصينيين المتوقع سيمتد باستمرار مما يزيد من مشكلة الشيخوخة وهي موضوع هام استرعى اهتماما بالغا من قبل الحكومة الصينية.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |