مباني جديدة في بكين تجذب أنظار الناس

^{المسرح الوطني الكبير}

بكين عاصمة الصين، مدينة تاريخية مشهورة في العالم، تتميز بالعادات والتقاليد القديمة الموروثة والثقافة العريقة، ومع تنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح على الخارج في الصين، أصبحت بكين مدينة مفتوحة وحديثة طرأت عليها تغيرات وتطورات كبيرة، ومنها الكثير من البنايات الجديدة والرمزية التى تقف شامخة هناك شاهدة بعظمتها وروعتها، وهي تجسد الموضة والحداثة والتكنولوجيا العالية من حيث الأشكال والتصميمات والتجهيزات، مما جعل هذه المدينة القديمة تزخر بالحيوية والنشاط المتجدد. واليوم نعرفكم بالمسرح الوطني الكبير الذي يقع في قلب بكين .

يقع المسرح الوطني الكبير في قلب مدينة بكين، بغربي ميدان تيان آن مون ويجاور قاعة الشعب الكبرى، تتجاوز مساحته الإجمالية 200 ألف متر مربع، شكله الخارجي على شكل قبة نصف دائرية ، ارتفاعه 46.68 مترا ، وبعضه يكون تحت الأرض ، ويصل طول محيطه إلى أكثر من 600 متر. الجدير بالذكر أن هياكله الخارجية مكونة من 18398 قطعة من اللوحات المعدنية الصلبة و1226 قطعة من الزجاج الشفاف القوي، وخطوط الترتيب والتربط بينهما وتشكل تشكيلا متشابكا جميلا جدا، ولامعا تحت أشعة الشمس نهارا، وخياليا بعد إضاءة المصابيح ليلا، مما يضيف على هذا المسرح الوطني سحرا غامضا وجمالا تصوريا في عيون زائريه أو من يمرّون به ليلا ونهارا ، ويقولون إنه كلؤلؤة نادرة عائمة على سطح المياه، لأن هناك حوض مياه يحيطه من كل الجوانب . عندما تحدث السيد يانغ جينغ ماو نائب مدير المسرح الوطني الكبير عن هذا التصميم الغريب، قال للمراسل:

" شكل المسرح الوطني الكبير في عيني يشبه شكل بيضة، وهذا الشكل يقدم للناس تصورات عديدة ، كأن فيه قوة كامنة جياشة لا تحملها المسارح الأخرى في العالم ."

أما في داخل المسرح الوطني الكبير فتبدو تشكيلاته وترتيباته وتجهيزاته الداخلية حديثة وفريدة ومتقدمة. وبعد الدخول من الباب الشمالي الرسمي، يوجد ممر زجاجي طويل يكون نصفه تحت الأرض ، وتعلوه المياه من فوقه كأنه معرض فني تحت الماء، وعلى جانبيه أجنحة العرض للأعمال الفنية والثقافية والمسرحية. وتقع في الطرف النهائي للممر دار الأوبريات ذات البوابة الحمراء الجميلة المجسمة من الطراز التقليدي الصيني، ومرصعة عليها 180 قطعة معدنية مذهبة تبهر الأنظار. يضم المسرح الوطني الكبير في الحقيقة ثلاثة أقسام خاصة لأداء العروض الفنية المتنوعة، وهي دار الأوبريات والمسرحيات ودار الدراما وقاعة الموسيقى.

قاعة الموسيقى مزخرفة باللون الأبيض بصورة رئيسية لتبدو نظيفة وناصعة وأنيقة ، وتعرض فيها العروض السيمفونية القومية والغربية دائما وغيرها من المعزوفات الموسيقية الصينية والدولية الرفيعة المستوى. وحول ذلك قال نائب مدير المسرح: " لقد صعدت بعض الأوركسترات السيمفونية العالمية المشهورة على خشبة المسرح الوطني الكبير لعرض برامجها السيمفونية الكلاسيكية أمام المشاهدين الصينيين. كما عرضت أبرز الجوقات الموسيقية الصينية برامجها الرائعة فيها منذ بدء تشغيلها قبل نهاية عام 2007 . وأصبحت قاعة الموسيقى للمسرح الوطني الكبير مكانا مفضلا لجميع الفنانين والمشاهدين لعرض الأعمال والتمتع بها."

تبدو دار الأوبريات والمسرحيات فاخرة في أجمل ديكوراتها ومزخرفة باللون الذهبي بشكل رئيسي، وتستخدم دائما لعروض الأوبريات الموسيقية والراقصة الضخمة والمشهورة محليا وعالميا. ويوجد فيها أكثر من 2300 مقعد مركبة في الطوابق الثلاثة. وقد أضاف نائب مدير المسرح قائلا: " تجهيزات هذه الدار حديثة ومتقدمة، وتناسب عرض كل المسرحيات والأوبريات الضخمة، لأن مساحة الخشبة المسرحية واسعة جدا، ويمكن تغيير مختلف الديكورات الخلفية أثناء العرض بسهولة. الجدير بالذكر أنه يوجد خمسمائة ممثل كانوا يشاركون في العروض الفنية في نفس الوقت خلال مراسم افتتاح المسرح الوطني الكبير ، مما ترك إنطباعات عميقة في أذهان المشاهدين."

يمكن القول إن المسرح الوطني الكبير ليس موقعا جميلا خاصا لعرض ونشر الفنون الصينية والعالمية على المستوى الرفيع التى تلعب دورا هاما في تعزيز التبادلات الفنية والثقافية بين الصين ودول العالم كما أنها ترمز إلى أحدث التصميمات المعمارية والتشكيلية على المستوى العالمي.