|
||
cri (GMT+08:00) 2011-01-20 14:35:57 |
الشباب الصينيون
في عام 2010 الماضي، ارتفعت أسعار الشقق السكنية والسلع بصورة مستمرة وتفاقم اختناق الطرق بالعربات في المدن، فتعرّض الصينيون للقلق والاضطراب حتى شعروا بخيبة الأمل إزاء تلك الأمور. ولكن في نفس العام، استكمل نظام التأمين الصحي وغيره من أنظمة الضمان الاجتماعي ليشمل الكثيرين في المدن والأرياف الصينية، فيستفيد منها المزيد من الناس. وخلال العام الماضي، يشعر الكثير منهم بالسعادة لأنهم انتقلوا إلى الشقق الخاصة لهم واشتروا سيارات مفضلة لديهم واستخدموا منتجات الرفاهية المشهورة في العالم.
السيدة تشواي يوي شيانغ في الخامسة والخمسين من عمرها حاليا، وتسكن مع زوجها في جنوب العاصمة بكين بعد تقاعدهما من العمل، ويحصلان على معاش يقلّ عن ثلاثة آلاف يوان صيني إجماليا كل شهر. وتمشيا مع ارتفاع أسعار السلع، ازدادت تكاليف معيشتهما بالكثير. حيث قالت السيدة تشواي يوي شيانغ:
"خلال الفترة الأخيرة، ارتفعت أسعار الأرز والطحين وزيت الطهي. حيث ارتفع سعر زيت الفول السوداني من ستين يوان صيني لكل عبوة في أواسط شهر نوفمبر الماضي إلى أكثر من تسعين يوان في نهاية العام الماضي. وأرى أن أسعار السلع ارتفعت بشكل كبير نسبيا."
في العام الماضي، ارتفعت أسعار السلع في الصين بشكل أسرع من توقّعات عامة الناس. ووفقا للإحصائيات الرسمية المعلنة من حكومة الصين، وصل مؤشر CPI– أي مؤشر ارتفاع أسعار السلع المستهلكة بالسكان الصينيين إلى 5.1% في شهر نوفمبر الماضي، وسجل رقما قياسيا جديدا خلال 28 شهرا قبل ذلك الوقت، الأمر الذي جعل المزيد من الناس يشعرون بالضغوط المعيشية. وتعمل السيدة تشانغ بين كمسؤولة إدارية على مستوى عال في فندق أربعة نجوم ببكين، أما زوجها فيعمل كمهندس في شركة كبيرة تمّ إدراجها ضمن قائمة أسماء الشركات الخمسمائة الأقوى في العالم، ويتجاوز راتبهما الإجمالي عشرين ألف يوان صيني كل شهر. ورغم أن دخلهما الشهري كثير بالمقارنة مع عامة الناس، غير أن تكاليف أسرتهما تزداد بصورة مستمرة بسبب ارتفاع أسعار السلع بالإضافة إلى دفع رسوم الدراسة لولديهما. فتفكّر السيدة تشانغ كثيرا الآن في كيفية تقليل تكاليف أسرتها. حيث قالت:
" في الماضي، كنت أشتري الحليب في أفضل عبوة وأطول مدة حفظ، لكني أشتري الآن الحليب المعبأ في الأكياس البلاستيكية لأن سعره أرخص. كما أشتري الآن الجمبرى المجمد أو الجمبرى المقشر المجمد بدلا من شراء الجمبرى الطازج لأن سعره غال."
رغم أن السيدة تشواي يوي شيانغ تحسّ بالقلق إزاء ارتفاع أسعار السلع، ولكنها تشعر ببالغ السرور لأن إحدى المشاكل التى كانت تزعجها لمدة طويلة حلّت في العام الماضي. وظلت السيدة تشواي تتعرض لعدة أمراض مزمنة خلال السنوات الماضية، وكانت تدفع أكثر من خمسة آلاف يوان صيني كل عام لعلاج تلك الأمراض وشراء الأدوية، وتعتبر هذه الأموال نفقات كثيرة بالنسبة إلى أسرتها. ولكنها لم تنزعج بهذا الأمر منذ عام 2010، لأنه تم بناء مستشفى صغيرة في حيّها السكني، وبدأ تشغيلها منذ العام الماضي. وإذا أحسّت بأن صحّتها ليست جيدة، يمكنها الاتصال بالمستشفى ليزورها الطبيب فورا في بيتها. وكذلك، لا تقلق بدفع نفقات كثيرة للعلاج الطبي. وبفضل نظام التأمين الصحي، ستدفع 15% فقط من نفقات العلاج الطبي، الأمر الذي خفّف أعباءها بالكثير.
خصصت حكومة الصين أموالا طائلة منذ عام 2009 لتعميم إصلاح نظام التأمين الصحي. وازدادت سرعة الإصلاح بصورة ملحوظة بالصين في العام الماضي. ووفقا لأحدث الإحصائيات، قد تجاوز عدد السكان المستفيدين من نظام التأمين الصحي 1.2 مليار نسمة في المدن والأرياف الصينية، أي أكثر من 90% من إجمالي سكان الصين يستفيدون الآن من هذا النظام.
بالإضافة إلى ذلك، انتقلت أسرة السيدة تشواي يوي شيانغ إلى بيتها الجديد في العام الماضي. وكانت أسرتها تسكن في بيت قديم صغير المساحة مكون من طابق واحد لمدة عشرات السنين. حيث بدأت حكومة مدينة بكين إعادة بناء الأحياء السكنية القديمة قبل عدة سنوات. وبفضل ذلك، انتقلت أسرتها إلى شقة جديدة في عمارة عالية. وها هي السيدة تشواي تقول:
" أرى أن بيتي الجديد أحسن من بيتي القديم بالكثير. وكنا نسكن في بيت صغير من طابق واحد، وبلغت مساحته تسعة أمتار مربعة فقط. أما الآن فنسكن في شقة جديدة في العمارة، وتبلغ مساحتها أكثر من خمسين مترا مربعا."
اشترت السيدة تشواي شقتها الجديدة بأقلّ من مائة ألف يوان صيني فقط بفضل السياسة التفضيلية من حكومة بكين. وجدير بالذكر أنه يمكن بيع شقتها بمليوني يوان صيني تقريبا في سوق العقارات حاليا. وفي مدينة بكين، تجاوز متوسط أسعار الشقق السكنية عشرين ألف يوان صيني لكل متر مربع. ووفقا لإحصاء غير رسمي، بالنسبة إلى الخريجين الجدد من الجامعات، إذا أراد فرد منهم شراء شقة تبلغ مساحتها ستين مترا مربعا وتقع بعيدة عن قلب المدينة، فلا بد صرف كل راتبه لتسديد تكلفة شراء الشقة بصورة مستمرة لمدة ثلاثين عاما على الأقل.
بدأ الشاب وانغ تشنغ جيون يعمل منذ ثلاث سنوات، ويستعد حاليا للزواج، فأراد شراء شقة كبيت له. ولكنه وجد أنه لا يستطيع تسديد تكلفة شراء الشقة في بكين أصلا. حيث قال:
" وفقا لراتبينا أنا وحبيبتي، يعجزنا شراء شقة في بكين، حتى لا مفر لنا من اقتراض الأموال لدفع أول قسط من تكلفة شراء الشقة. نحن أفراد من عامة الناس. وإذا ارتفعت أسعار الشقق بصورة مستمرة، فلا بد أن ننتظر."
من أجل كبح ارتفاع أسعار الشقق بصورة مفرطة، اتخذت حكومة الصين إجراءات متتالية في العام الماضي. ولكنها ما زالت تتعرض لصعوبات شديدة ولم تحقق هدفها حتى الآن.
كما شهد سوق السيارات ازدهار مفرط بالصين في العام الماضي. ووصل إجمالي السيارات المنتجة والسيارات المباعة نفس العام إلى ستة عشر مليونا وأربعمائة ألف تقريبا في الصين خلال الشهور الأحد عشر الأولى من العام الماضي، أي ازداد بأكثر من 30% عما كان عليه في العام السابق. وبذلك، احتلت الصين المرتبة الأولى في العالم بصورة مستمرة في خصوص كل من عدد السيارات المنتجة وعدد السيارات المباعة. وتوجد في الصين الآن حوالي مائتي مليون عربة آلية، ومنها أربعة ملايين وسبعمائة ألف سيارة في العاصمة بكين. الأمر الذي ترك تأثيرا سلبيا على المواصلات في المدن الصينية. ومن ضمن 667 مدينة كبيرة ومتوسطة صينية، تتعرض ثلثان منها لاختناق السير في المواصلات خلال فترتي الذروة الصباحية والمسائية. وأصبحت بكين واحدة من المدن التى تتعرض لأشد اختناق الطرق، حتى يصف بعض الناس بأن شوارع بكين أصبحت ساحة ضخمة لوقوف السيارات في ذروة المواصلات. السيدة سون شيو تشي من أهل مدينة بكين، وقالت لمراسلنا:
" أرى أن السيارات الخاصة بالعائلة كثيرة جدا حاليا، وأرى أن ركوب المترو أفضل من قيادة السيارة. واشترت ابنتي سيارة بورا بمائة وأربعين ألف يوان صيني، ولكنها تستخدمها قليلا جدا، لأن السير بالمترو أسرع من السير بالسيارة."
من أجل تخفيف اختناق الطرق، أعلنت حكومة بكين خطة جديدة لتحسين المواصلات والنقل في الثالث والعشرين من شهر ديسمبر الماضي. واتخذت العديد من الإجراءات لكبح زيادة عدد السيارات وغيرها من العربات الآلية ابتداء من أول يناير الحالي.
ولاقت أعمال الحكومة تقديرا عاليا من الجماهير. وبمناسبة حلول عام 2011، يكنّ الصينيون تطلعات جميلة للمستقبل، ويثقون بأن الحياة ستصبح أحسن في العام الجديد.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |