CRI Online

حياة الفتاة ماريا الفائزة بمسابقة آنسات العالم في الصين

cri       (GMT+08:00) 2011-01-31 09:55:39


الفتاة ماريا

عاشت الفتاة السيراليونية ماريا نحو سبعة أعوام في الصين، وقالت دائما للآخرين إنها تحبّ الصين وتعتبرها موطنا ثانيا لها. وأجرى مراسل إذاعتنا مقابلة صحفية معها، حيث قالت للمراسل:

" جئت إلى الصين عام 2004 عندما شاركت في المهرجان الدولي للطائرات الورقية الذي أقيم في مدينة ويفانغ بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين. وبعد ذلك، سافرت إلى مدينة شنتشن في جنوب الصين لزيارة أصدقائي، وولكن، أصبت بمرض خطر في القطار. وكانت بالقطار عمّة صينية طيبة القلب اعتنت بي بدقة طوال السفر، ثم رافقتني إلى المستشفى للعلاج على حساب من نفسها. وسألتها: لماذا تساعديني بدفع كثير؟ وأجابتني: لأنني أمّ ولدي أولاد، أعتني بك كعنايتي بأولادي. قلت لها: شكرا جزيلا، أنت أمّي. وبعد عودتي إلى بلادي، قلت لأمي: إنني قد وجدت موطنا ثانيا."

وبعد ذلك، قالت ماريا لأمّها إنها قررت مغادرة أفريقيا للتوطين في الصين. واندهشت أمّها دهشة كبيرة، وعرفت أن إبنتها قد سافرت إلى العديد من الدول في العالم، لكنها لم تقرر التوطين في أية دولة منها. وأخيرا وافقت الأم على قرار ماريا لأنّها تحبّ الصين أيضا كمعظم مواطني سيراليون الآخرين وهم يحبّون مشاهدة الأفلام الصينية وألعاب كونغفو التقليدية الصينية وأوبرا بكين.

يقع بيت ماريا في فريتاون عاصمة سيراليون. وقبل سفرها إلى الصين، لم تعرف الصين كثيرا إلا أنها دولة عريقة وتتميز بالكثير من الخصائص الثقافية، وتوجد فيها الأقليات القومية المتعددة التى ما زالت تحافظ على تقاليدها الأصلية. وكانت تتطلع إلى زيارة الصين لمعرفة ثقافة الأمة الصينية بكثرة. وبعد زيارتها الأولى للصين في عام 2004، كان كرم المواطنين الصينيين وحماسهم انطباعا عميقا في قلب ماريا.

بعد عودتها من الصين إلى سيراليون، بدأت توثق العلاقات مع الصينيين المقيمين في بلادها لتعزيز التبادلات والمحادثات معهم. وفي الوقت نفسه ظلت تهتم بتطور الصين. حيث قالت ماريا:

" ساعدتنا الصين على إنشاء الإستاد الوطني ومركز للشرطة في سيراليون. ويقع بيتي قريبا من الإستاد. وعرفت الصينيين العاملين في سيراليون، ولكن، لم أستطع التكلّم معهم باللغة الصينية حينذاك. وخلال زيارتي للصين في عام 2004، تعلمت قليلا من الكلمات الصينية، فحاولت التحدّث معهم بعد عودتي إلى أفريقيا. وقلت لهم بمزح (( أنا صينية مثلكم.)) فسألوني (( آه، إنت صينية؟)) فأجبتهم (( أيوه، أنا صينية.)) وهم يشعرون بسرور بالغ. وأرغب في الحديث معهم لأن الصينيين مفعمون بالحماس."

عادت الفتاة السيراليونية ماريا إلى الصين مرة أخرى، وقضت عدة سنوات في الصين حتى الآن. واليوم، لا تستطيع التكلم باللغة الصينية بطلاقة فحسب، بل لاقت إقبالا كبيرا لدى معظم الصينيين. ومن خلال معاملتها مع الصينيين، اندمجت ببطء في المجتمع الصيني، وربطت مصيرها مع هذه الدولة ربطا وثيقا.

وفي الثاني عشر من شهر مايو عام 2008، حدث زلزال كبير قوته 8 درجات على ميقاس ريختر في محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان جنوبي الصين. ولم تتمالك ماريا عن حزنها البالغ كجميع المواطنين الصينيين. وفي اليوم الثاني بعد وقوع الزلزال، ظهرت ماريا في المنطقة المنكوبة بمحافظة ونتشوان لمشاركة الصينيين في أعمال إنقاذ المنكوبين، ومعها عشرة كيلوغرامات من الأدوية اللازمة. وكان عملها هذا يؤثر على السكان المحليين كثيرا. وراجعت ماريا ذكرياتها قائلة:

" كانت زيارة عقيلة رئيس سيراليون للصين ستبدأ في الثالث عشر من شهر مايو، وقلت لهم (( أنا معذرة، لا أستطيع حضور مراسم استقبالكم، يجب أن أذهب إلى مقاطعة سيتشوان لأن إنقاذ المنكوبين من الزلزال أمر مهم للغاية.)) ثم وصلت إلى محافظة ويتشوان، وعرفني كثير من الناس هناك، لكني لا أعرفهم. وكان الطريق إلى محافظة ونتشوان المنكوبة مغلقا. وطلبت من المسؤولين بإلحاح أن أرسل الأدوية إلى المنطقة المنكوبة. وقالوا (( إنك فتاة أجنبية.)) وأجبتهم (( أشعر بأنني صينية.)) "

ومن خلال عمليات الإغاثة وإنقاذ المنكوبين في مقاطعة سيتشوان، أصبحت ماريا فتاة قوية وشجاعة وقادرة على مواجهة مختلف التحديات في حياتها بهدوء.

وجدير بالذكر أن ماريا قد فازت بلقبي أفضل عارضة الأزياء وأروع آنسة ذات المهارات الفنية في نهائيات مسابقات آنسات العالم التى أقيمت في جمهورية جنوب أفريقيا عام 2009. وأضافت للمراسل قائلة:

" في الحقيقة، كنت أريد المشاركة في مسابقات آنسات العالم لعام 2008. ولكن بسبب حدوث زلزال ونتشوان بمقاطعة سيتوشان في الصين، فإنني غيّرت قراري بدلا منه بالمشاركة في أعمال الإنقاذ. ولكن منظّمو المسابقات أتاحوا لي فرصة أخرى للمشاركة في نفس المسابقات لعام 2009. فشاركت فيها وحققت نجاحا."

وقالت ماريا لمراسلنا إنها شاركت في مسابقات آنسات العالم رغبة تعريف العالم كله بثقافة الأمة الصينية وحماس وكرم المواطنين الصينيين ودمج الثقافة الصينية والثقافة الأفريقية بصورة جيدة وعرضهما على مسرح العالم. وخلال العروض الفنية التى أجادتها الآنسات المشاركات في نهائيات مسابقات آنسات العالم، قدّمت ماريا أمام المشاهدين عرضا فنّيا رائعا بتغيير أقنعة الوجوه التمثيلية الذي يعتبر نوعا فريدا من المهارات التقليدية الصينية ونفث اللهب من الفم الذي يعتبر عرضا فنيا معروفا لدى الأفريقيين. ها هي ماريا تقول:

" فزت ببطولة المسابقات نتيجة أن أدمج العوامل الثقافية الصينية في العرض الفني. لديّ حظّ سعيد مع الصين. إن الصين هي موطني الثاني."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي