الأجانب في الصين يشاركون الصينيين في الاحتفال بعيد الربيع التقليدي

^{الفتاة الأجنبية تشارك الصينيين في الاحتفال بعيد الربيع} 

كلما حل عيد الربيع التقليدي الصيني، يجتمع أفراد كل أسرة صينية كبارا وصغارا تحت سقف واحد حسب العادة الشعبية القديمة موديعن سنة منصرمة ومستقبلين سنة جديدة. وفي هذه المناسبة وكعادة سنوية، توجد في كل أنحاء البلاد أنشطة احتفالية مختلفة تجذب أنظار المحليين والأجانب الذين يدرسون أو يعملون في الصين، إنهم يحبون هذه الأنشطة الشعبية المفرحة النابعة من الثقافة التقلدية الصينية ويشاركون المحليين في هذه الاحتفالات التي يطلق عليها الصينيون دائما إسم " قوه دا نيان".

الفرنسي أليكس دوبوس يعيش في الصين منذ ستة أعوام، فبعد دراسته للغة الصينية لمدة سنتين ، انخرط الآن في دراسة التجارة الدولية بجامعة الاقتصاد والتجارة الخارجية ببكين. وقال للمراسل إنه أصبح صينيا ويعيش الآن عيشة صينية بحتة، حيث قال:

"صحيح، عشت في الصين حوالي ستة أعوام، لذلك، تعودت الحياة والعيش على نمط الصينيين. والصينيون يهتمون كل الاهتمام بعيد الربيع التقليدي لأنه أكبر الأعياد الشعبية . فأيام الإجازة لهذا العيد طويلة. وذلك بالنسبة إليٌ فرصة جميلة للراحة. وبهذه المناسبة سيزورني والدايٌ قادمين من فرنسا إلى بكين حتى يتم لم شمل عائلتي مثل الصينيين احتفالا بعيد الربيع التقليدي."

إلى جانب الدراسة، يحب أليكس السياحة في مناطق الصين المختلفة، حيث زار كثيرا من الآثار التارخية في مدن بكين وشيآن وشاناغهاي وشيامين وغيرها، وربطته علاقات أخوية مع أصدقاء محليين وأجانب . عندما يراجع الذكريات الماضية ترتسم على وجهه علامات الفرح والسعادة وأضاف قائلا:

" بمناسبة عيد الربيع التقليدي للسنة الماضية، سافرت مع عدة أصدقاء إلى مدينة ونتشو لمقاطعة تشغجيانغ جنوب الصين ، وذلك بدعوة من صديقي لحضور حفل زواجه هناك. إن عيد الربيع التقليدي يعتبر خيرا وبركة وسعادة وفأل حسن، لذلك، فإن عددا كبيرا من الشباب الصينيين يقبلون على إقامة حفلات زواجهم في هذه المناسبة تمنيا بالعيد وحياة زوجية سعيدة . المعروف أن مدينة ونتشو تشتهر بممارسة الأعمال التجارية، ومعظم العائلات هناك غنية . لذلك، كان حفل الزفاف يكون دائما ضخما ورائعا ومثيرا وترك انطباعا عميقا في ذهني"

ظلت السيدة اليابانية ناكاهارى ميري في الصين منذ عام 1993. وفي ذلك الوقت ، كان عمرها فقط 14 سنة، لأن والديها انتقلا للعمل في الصين. وهكذا، بدأت تدرس وتعيش في الصين. قالت للمراسل إنها تحب الأطعمة الصينية كثيرا خاصة طعام جياو زي الذي ينبغي على جميع أفراد الأسر الصينية أن يتناولوه خلال أيام عيد الربيع التقليدي الصيني:

"أحب أوقات عيد الربيع التقليدي الصيني، إنه مهرجان شعبي ضخم يتضمن كثيرا من الأنشطة الاحتفالية الممتعة، زرت مهرجان ديتان المعبدي الذي يتميز بملامح العادات والتقاليد الشعبية الواضحة. وأيضا زرت بعض العائلات الصينية من أصدقائي وتناولت طعام جياوزي اللذيذ والمفيد . ولكن طريقة صنعه ليست سهلة."

جدير بالذكر أن المهرجان المعبدي نوع من الأنشطة الشعبية بمناسبة الاحتفال بعيد الربيع التقليدي يضم دائما أنواعا من الأطعمة الشعبية والأعمال الفنية واليدوية وعروض مسرحية وألعاب شعبية قديمة إضافة إلى بعض النشاطات الدينية التذكارية ومراسيم الطقوس وإعداد القرابين للآلهة تمنيا بالسلام والسعادة والاستقرار والحصاد الوافر والثراء في السنة الجديدة.

مدينة شيآن مدينة تاريخية قديمة بمقاطعة شانسي، يوجد فيها شارع خاص يتميز بالملامح الإسلامية، وعلى جانبيه مطاعم إسلامية خالصة توفر الناس الأطعمة الإسلامية التقليدية. وكلما حل عيد الربيع التقليدي الصيني سنويا، يتزاحم الزوار المحليون والأجانب على هذا الشارع . التقى مراسلنا بالسائح مايك لويس القادم من الولايات المتحدة إلى الصين للسياحة، حيث قال للمراسل:

" أحب السفر في كل مكان بالعالم، قد زرت بعض المناطق الصينية الجميلة. مدينة شيآن تعتبر واحدة من أهم العواصم العالمية القديمة. وهذا الشارع قديم ومتميز يزدحم بالصينيين والأجانب. والأطباق هنا لذيذة فعلا."

يوجد الآن الكثير والكثير من الأجانب يعرفون عيد الربيع التقليدي الصيني ويشاركون فيه ويستفيدون منه ويتعرفون خلاله على الثقافة الصينية القديمة الرائعة.