CRI Online

أريم – الشخص الذي ترك بصمات عميقة في قلوب الصينيين

cri       (GMT+08:00) 2011-02-18 09:58:44


أريم

أريم هو بائع كباب في شارع مدينة بيجيه بمقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين، ولكنه احتلّ المرتبة الأولى في اختيار الأشخاص الذين تركوا بصمات عميقة في قلوب الصينيين لعام 2010 فيما بين الملايين من متصفحي شبكة الإنترنت.

بلغ أريم التاسعة والثلاثين من عمره هذا العام، وهو من قومية الويغور. وغادر بيته في محافظة خهجينغ بمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور شمال غربي الصين منذ العشرين من عمره لبحث فرص العمل. ثم عمل متتاليا في مدن أوروموتشي وبكين وتشونغتشينغ وكونمينغ وغيرها حيث تعرض للعديد من الصعوبات والمشاقّ بسبب الفقر.

وفي صيف عام 2001، وصل أريم إلى مدينة بيجيه بمقاطعة قويتشو. واعتمادا على مائة يوان أعارها له مدير بار لم يعرفه قبل ذلك، بدأ أريم يبيع الكباب أمام دكّانه، وكسب عشرين يوانا حتى ثلاثين يوانا كل يوم. وبعد أسبوع، أعاد أريم مائة يوان إلى مدير البار. وأرجع المدير ليو جيونغ ذكرياته قائلا:

" في نهاية عام 2001، وصل أريم إلى هنا بعد التشرد في مختلف الأماكن لمدة طويلة. ولم تكن لديه أموال، فأعطيته مائة يوان، ودعوته أن يسكن في دكّاني."

ومن أجل كسب الرزق، بدأ أريم يبيع الكباب، بينما يتأثر بمودة سكان مدينة بيجيه، حيث قال:

" خلال إقامتي في هذه المدينة، ساعدني الكثير من الناس بمودة."

ومن أجل ردّ الجميل لسكان مدينة بيجيه، قرّر أريم تقديم مساهمته في الأعمال الخيرية. وتبرع بأمواله المكتسبة لمساعدة الطلاب الفقراء في معهد بيجيه طوال السنوات الماضية.

في عام 2006، ذهب أريم إلى معهد بيجيه، وقال لمسؤولي المعهد إنه قرر التبرع بخمسة آلاف يوان لمساعدة الطلاب الفقراء فيه. وعندما عرف مسؤولو المعهد أن أريم ادّخر هذه الأموال ببيع الكباب، تأثروا به تأثرا عميقا. ومن أجل التعبير عن التقدير العاطر لأريم، سمّى معهد بيجيه هذه التبرعات المالية بمنحة أريم الدراسية، وأضاف إليها خمسة آلاف يوان أخرى. حيث قال السيد تانغ يو هاو – نائب الأمين العام للجنة الحزب الشيوعي الصيني في معهد بيجيه:

" كانت في الأموال المتبرّعة بأريم الكثير من النقود الصغيرة القيمة وكانت ملطّخة بالزيت والشحم وما زالت تبقى عليها رائحة الكباب المشوي. وقال أريم لنا إنه قرر التبرع بهذه الأموال لمعهدنا. والجدير بالذكر أن كل كباب يباع بنصف يوان فقط. وهذا يعنى أن أريم ادّخر هذه الأموال ببيع عشرة آلاف كباب. وبعد التشاور مع رئيس المعهد، قررنا تسمية هذه التبرعات بمنحة أريم الدراسية."

ومنذ عام 2006، قدّمت منحة أريم مساعدة مالية لعشرين طالبا فقيرا كل عام. وازدادت القيمة الإجمالية لهذه المنحة الآن بعشرة أضعاف عما كانت عليه في البداية بفضل التبرعات المالية من مختلف الهيئات والأشخاص الكثيرين الآخرين.

وعرف أريم من سكان مدينة بيجيه أنه يوجد العديد من الأطفال الفقراء في المناطق الجبلية النائية، وتقع فيها قرية جيوخه لم يصل إليها أي طريق عام، وكان فيها أكثر من مائة وثمانين طالبا تنقصهم حقيبة مدرسية حينذاك. فاشترى حقائب، وأخذها إلى تلك القرية بالباص عبر الجبال والأودية لمدة أكثر من ساعتين، وأهداها إلى الطلاب الفقراء هناك. وخلال مكوثه في القرية، صادف أريم مسنّا تجاوز عمره ثمانين عاما وتنقصه أغذية في البيت. فتبرع إليه بكل الأموال الباقية معه.

وقد قضى أريم عشر سنوات في مدينة بيجيه، حيث باع أكثر من ثلاثمائة ألف كباب، وتبرع بثمانين في المائة من أمواله المكتسبة لمساعدة الطلاب الفقراء، وتجاوزت قيمتها مائة ألف يوان، فاستفاد منها أكثر من مائة طالب فقير. وبالإضافة إلى ذلك، شارك أريم بنشاط في الأعمال الخيرية الأخرى لمساعدة الجماهير المنكوبة في مختلف أنحاء البلاد، وتبرع بأمواله إلى المناطق المنكوبة بكارثة العاصفة الثلجية الشديدة في مقاطعة قويتشو والزلزال الكبير في محافظة ونتشوان عام 2008. وبعد حدوث الزلزال المدمّر في محافظة يوشو عام 2010، اشترى أريم مواد إغاثة بلغت قيمتها ثمانية آلاف يوان، وذهب معها إلى محافظة يوشو، ثم عمل مع الجنود على نصب الخيام للمنكوبين وتوزيع مواد الإغاثة.

شارك أريم في العديد من الأعمال الخيرية، ولكنه ما زال يسكن في منزل قديم استأجره قبل سنوات وتبلغ مساحته أربعين مترا مربعا فقط، وظل يعيش بصورة بسيطة كغيره من عامة الناس. وبفضل أعماله الخيرية، ترك أريم بصمات عميقة في قلوب سكان مدينة بيجيه حتى جميع الشعب الصيني. وتم اختيار أريم ضمن الشخصيات المشهورة العشر بمقاطعة قويتشو في عام 2007 والقدوة الأخلاقية بمقاطعة قويتشو في عام 2010. وكذلك، احتل أريم المرتبة الأولى فيما بين الأشخاص الذين تركوا بصمات عميقة في قلوب الصينيين لعام 2010 بواسطة الترشيح والتصويت من قبل الملايين من متصفحي شبكة الإنترنت.

وهكذا، نشرت قصة أريم على شبكة الإنترنت، وأثارت اهتمام الكثير من المتصفحين، فأعربوا متتاليا عن تقديرهم العالي للسيد أريم عبر شبكة الإنترنت. حيث قال أحدهم:

" أنا من أبناء منطقة شينجيانغ، وأمارس التجارة الحرة خارج المنطقة. ونعتبر أريم قدوة ممتازة لنا، وسنبذل أقصى جهودنا لمساعدة الآخرين."

وقد أصبح أريم شخصية معروفة لدى الجميع في مدينة بيجيه، ولاقى كبابه ترحيبا حارا من قبل الناس. ولكنه ثابر على التبرع بأمواله لمساعدة الطلاب الفقراء. وفي معهد بيجيه الذي يتبرع أريم بأمواله له، أقبل الطلاب إلى التعلّم منه، ويشاركون بنشاط في الأعمال المتطوعة لبناء المدينة ومساعدة الآخرين.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي