CRI Online

الحصاد الوافر في أعين المزارعين الصينيين

cri       (GMT+08:00) 2011-02-25 10:00:38


المزارع الصيني

انتهى عام 2010 ، عام صعب ومفرح أيضا بالنسبة إلى معظم الفلاحين الصينيين، لأنه في العام الماضي، تعرض عدد كبير من مقاطعات الصين للكوارث الطبيعية النادرة مثل الجفاف الساحق والفيضانات والانهيارات الأرضية وغيرها. وبالرغم من ذلك، استقبلت الصين حصادا سابعا للمحصولات والحبوب على التوالي وذلك بعد المجهودات الكبيرة المبذولة من الحكومة والمزارعين، مما جعل معدل الدخل الفردي السنوي للفلاحين الصينيين يصل إلى 6000 يوان صيني بزيادة 766 يوانا عن العام السابق، وتحقق الحصاد الوافر وزيادة الدخل في آن واحد.

القروي لي جينغ فلاح معروف ولديه خبرات كثيرة في زراعة الأرز بمحافظة ووتشانغ بمقاطعة هيلونغجيانغ شمال شرقي الصين، وله مساحة كبيرة من حقول الأرز الممتاز النوعية. لأن موطنه مشهور "بموطن الأرز" في الصين، والأرز المنتج من هنا يتميز بطعم لذيذ وعطر زكي، فيقبله الناس كثيرا. عندما تذكر الفلاح لي جينغ فترة البرودة الشديدة من الجو الطبيعي النادر الوجود في أوائل السنة الماضية، شعر بقلق كبير لحصاد المزروعات، وقال للمراسل:

" أرز "داوهواشيانغ" نوع ممتاز جدا من الأرز، يحبه الناس كثيرا وهو رائج في الأسواق الداخلية والخارجية. فبذرته على مساحة كبيرة وفقا للظروف الموسمية. لم أفكر في مجيئ جو البرودة الشديدة غير الطبيعية في ربيع العام الماضي، كنت قلقا للغاية خوفا من خسائر المحاصيل. وبرحمة الله، صمدت المزروعات أمام هذه الكارثة الطبيعية. وبعد رعايتنا الدقيقة لها، حققنا حصادا وافرا جديدا حيث ربحنا منه كثيرا حتى بلغ دخلنا الصافي من المزروعات في العام الماضي سبعين ألف يوان، وتجاوز ذلك المستوى المحلي المتوسط."

عندما تحدث المزارع لي جييغ عن ذلك، كان وجهه مليئا بالفرح والسعادة. وأخبر المراسل أن أسرته كانت فقيرة قبل خمسة أعوام، والعيشة صعبة جدا ومنخفضة عن المستوى الطبيعي بكثير نتيجة قلة الحقول والأيدى العاملة. حيث أضطرت إبنته الثانية على ترك المدرسة لمساعدة والدها للعمل في الحقول. أما إبنته الكبيرة التي تدرس الآن في الجامعة، فرسومها المدرسية تعتمد على دعم الأهالي والاقتراض من الآخرين. ومن أجل رفع مستوى الحياة وكسب المزيد من الأموال، بدأ الفلاح لي جينغ يتعقد بمقاولة الحقول. ويزرع الآن أكثر من 100 فدان من حقول المزروعات وأصبح مزارعا معروفا كبيرا بالمنطقة. ومع زيادة الدخل السنوي بدأ يواجه مشاكل أخرى كارتفاع سعر مقاولة الأراضي وتكاليف الأيدي العاملة المؤجرة والأسمدة ومبيدات الحشرات للمزروعات وغيرها.

الفلاح ون جيا شين يعيش في قرية تشانغجياشياو بمقاطعة هونان جنوب الصين، أخبر المراسل أنه وزوجته احتفلا بحصاد وافر أيضا في العام الماضي وكسبا عشرين ألف يوان من الدخل السنوي الصافي من المحاصيل المزروعة، وذلك بفضل تنفيذ الأعمال الزراعية باستخدام الأجهزة الميكانيكية الزراعية على نطاق واسع بالمنطقة. قال للمراسل:

" لديٌ أكثر من عشرين فدانا من حقول الأرز، وهذه الحقول ليست كثيرة بالنسبة إلى عائلتي، ولكن ابني يعمل دائما بالخارج، فجميع الأعمال الزراعية أتمها أنا وزوجتي، وهي متعبة وصعبة للغاية. فأطلب من إدارة القرية أن تقدم لنا بعض الأجهزة الميكانيكية الزراعية لمساعدتنا في زراعة شتلات الأرز ورعايتها وحصادها. وذلك لم يخفف عبء العمل فحسب، بل خفض تكلفة استقدام الأيدي العاملة. لذلك، نرغب في زراعة الأراضي باستخدام الآلات والأجهزة الميكانيكية الحديثة."

وفي عام 2010 الماضي، سجلت الصين رقما تاريخيا جديدا في إنتاج الحبوب، أي وصل اجمالي حجم الإنتاج الزراعي إلى 540 مليون طن، مما أزاد الأرباح الصافية للمزارعين الصينيين من المحاصيل ورفع مستوى حياتهم بصورة ملحوظة. ولكن، مازالت هناك فجوة كبيرة بين المدن والأرياف في الصين في الوقت الراهن، وكيفية تقديم المزيد من التفضيليات للفلاحين للاستفادة من تأمينات حكومية واجتماعية مختلفة مثل المواطنين المدنيين، هي موضوع هام يحتاج إلى اهتمام الحكومة الصينية به على المدى البعيد في المستقبل.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي