الفنان الصيني وانغ جونغ مين وتماثيله الصلصالية الجميلة

^{التمثال الصلصالية للفنان وانغ جونغ مين}

توضع في مكتب الفنان الصيني المشهور وانغ جونغ مين كثير من التماثيل الصلصالية الملونة الجميلة بأشكال مختلفة، وكل هذه الأعمال الفنية من صنع يد وانغ جونغ مين، إنه فنان نحات مشهور بكونه "أول شخص قادر في صنع التماثيل الصلصالية في منطقة شينجيانغ". فيما يلي نروي لكم قصة حول هذا الفنان الذي يكن مشاعر عميقة لمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور.

استقبل وانغ جونغ مين مراسلنا في مكتب عمله الواقع بمدينة أورومتشي حاضرة منطقة شينجيانغ، ورتبت في كل مكان بالغرفة التماثيل الصلصالية الجميلة وخاصة تلك التماثيل التي تبدو وكأنها حية مفعمة بالحيوية والنشاط، ومن أجملها وأكثرها إبداعا مدينة نحتية قديمة على الطراز المعماري من منطقة غربي آسيا، مطبوع عليها المعالم العرقية ذات السحر الغامض من الصحراء. أشار إليها وانغ بيده قائلا:

" هذه البنايات النحتية الصلصالية عملتها على أساس منازل قاوتاي القديمة بوادي تويو في منطقة تولوفان، ومثل هذا الشكل من المنازل الشعبية القديمة التي بناها أسلاف سكان منطقة تولوفان ، كانت منتشرة في طريق الحرير القديم بمنطقة شينجيانغ في قديم الزمان. ثم اختفت في الطبيعة مع مرور السنين. أحب هذه الأشياء القديمة والبسيطة ، من الطبيعة وإلى الطبيعة، وارتبطت ارتباطا وثيقا مع الحياة."

وإذا دققنا النظر إلى هذه المنازل الشعبية القديمة المصنوعة من الطين، فسنجد أن فن عملها تم بدقة متناهية ، وتحيطها الجدران الترابية من الجوانب، عليها نوافذ صغيرة وكبيرة، وعلى قمة المنازل غرف صغيرة خاصة لتجفيف الزبيب. وبجانب الباب حزم من الحطب مكدسة بانتظام.... وهذا العمل يعيد مشهد الحياة لمدينة لولان القديمة التي شيدت في عصر أسرة هان الصينية القديمة قبل أكثر من ألفي سنة كانت جوهرة طريق الحرير القديم، ثم اختفت بشكل عجيب بعد ازدهارها الكبير.

عاش وانغ جونغ مين منذ صغره في إحدى المزارع الجماعية ، لأن والداه من الجيش الزراعي الصيني المرابط بمنطقة شينجيانغ لدعم البناء الاشتراكي على الحدود الصينية، وكانت روح رجال الجيش القوية التي تتحلى بالتواضع والتفاؤل والجرأة بالعمل الشاق غير مبالين الصعوبات المختلفة قد أثرت عليه تأثيرا كبيرا وقال للمراسل:

"كانت روحهم الشجاعة المثابرة على العمل الشاق لتحويل الأرض البور إلى الحقول المزروعة وتحويل الصحراء إلى الواحات الجميلة، قد تركت في قلبي انطباعا عميقا. إنهم ثروة وكنز نفيس لمنطقة شينجيانغ ."

ومع الحب العميق والإخلاص الصادق لمنطقة شينجيانغ، بدأ وانغ جونغ مين عمله النحتي من الطين المحلي. وبذكائه وجهده، أبدع كثيرا من الأعمال الفنية الممتازة والمحببة لدى الناس، وكلها من مواد حياة السكان المحليين الأصلية والطبيعية بغية عرض جوهر العادات والتقاليد الشعبية والثقافات القديمة من 13 أقلية قومية بالمنطقة، وذلك لم يفد في حماية الآثار الثقافية والقومية الشينجانغية فحسب، بل ساهم في إمداد الأسواق المحلية بالمنتجات السياحية والأعمال الفنية واليدوية الوفيرة.

وفي عام 1988، التحق وانغ جونغ مين بمعهد التربية والتعليم التابع لمنطقة شينجيانغ لدراسة الفنون الجميلة ، مما فتح صفحة جديدة من حياته. وبعد تخرجه من المعهد، اشتغل كمتخصص في تصميم واجهات الفنادق والمعارض والإعلانات التجارية والثقافية المتنوعة وتصميم الديكورات والمشاهد الخلفية للحفلات وغيرها. ومع التطور السريع لقطاع السياحة في منطقة شينجيانغ خلال السنوات الأخيرة، لاحظ وانغ جونغ مين أن بعض المواقع السياحية الطبيعية بمنطقة شينجيانغ والبنايات الصناعية المحلية ذات الصفات المميزة، جذبت أنظار الناس بشدة. فخطرت بباله فكرة جديدة حول إبداع الأعمال اليدوية لإبراز المعالم الواقعية والمعمارية ذات الصفات الشينجيانية الخاصة، وذلك للحفاظ على جمالها وروعتها في أعين السياح للأبد.

عام 2005، قام وانغ جونغ مين بجولات ميدانية إلى مدينتي تشوان تشو وشيامين بمقاطعة فوجيان على سواحل البحر الجنوبي لمعرفة الأحوال حول تسويق التماثيل الصلصالية ومستواها الفني والعملي. وبعد عودته من الرحلة، أسس أول معمل له لنحت التماثيل الصلصالية الملونة في مدينة أورومتشي رسميا. وعندما عرض تلك الأعمال الفنية اليدوية الجميلة والمحبوبة التي تنبض بالحياة والنشاط أمام أنظار الناس، أعجبوا جميعا بجمالها وروعتها ونالت تقديرهم الكبير.

أصبح وانغ جونغ مين الآن عضوا من أعضاء لجنة التماثيل المنحوتة التابعة للرابطة الصينية لفناني الحرف اليدوية وأعمال الفنون الجميلة. كما فتح مدرسة الفنون الجميلة لتدريس الأطفال صنع المنحوتات الصلصالية أملا في استمرار توارث هذه الفنون الشعبية والتقليدية للأجيال المقبلة ، وليشعر أكبر عدد من الناس بجمالها وجمال منطقة شينجيانغ طبيعيا وثقافيا وصناعيا.