|
||
cri (GMT+08:00) 2011-03-09 09:12:44 |
الدكتورة تسانمويو
في اللهجة التبتية، تعني جهسانج السعادة، فتسمى زهور جهسانج بزهرة السعادة أيضا، وتعتبر زهرة مقدسة ترمز إلى الحب والبركة في منطقة التبت الذاتية الحكم بغرب الصين. إنها زهور جميلة وناعمة، لا تذبل تحت أشعة الشمس، ولا تموت من تأثير العاصفة الثلجية. وتنقل على ألسنة أبناء التبت حكاية جميلة: من وجد زهرة جهسانج ذات ثماني تويجات، سيجد السعادة. وفي حلقة اليوم، سنتعرف معا على السيدة تسانمويو – الخبيرة في رعاية المواشي، وهي من أبناء قومية التبت، وتلقّب بين رعاة التبت بزهرة جهسانج لأنها جلبت السعادة لهم.
إذا جئتم إلى مرج تشيانغتانغ الواسع على هضبة التبت، يمكنكم رؤية قطعان من الخرفان والبقر التبتي حتى في أعماق الشتاء القاسي. حيث قابل مراسلنا السيدة تسي رن تشيو تشن – الراعية في محافظة آندو أثناء عودتها إلى البيت بعد إطعام المواشي بالعلف الاحتياطي، وكانت تحمل دلوا مملوءا بالحليب الذي حلبته من الخرفان والبقر قبل قليل. حيث قالت لمراسلنا بفرح وسرور:
" في الماضي، كنت أرعي البقر والخرفان لإعالة أسرتي فقط، ولم نستطع كسب أموال كثيرة منها. عندما حلّت العاصفة الثلجية الشديدة، مات عدد كبير من البقر والخرفان عندنا، فتعرضنا للخسائر الفادحة. علّمتنا الخبيرة تسانمويو فنون الرعاية الحديثة. وبعد ذلك، بدأت مواشينا تنمو بصورة أقوى، وازداد إنتاج الحليب بكثرة، وحاليا نكسب آلاف اليوانات من خلال بيع الحليب فقط كل عام."
السيدة تسانمويو هي باحثة مساعدة في معهد بحوث رعاية المواشي والطب البيطري بأكاديمية علوم الزراعة بمنطقة التبت، وتبحث في علوم رعاية البقر الحلوب والخراف بصورة أساسية، وقدمت مساهمة بارزة في زيادة إنتاج الحليب وحصيلة المال للفلاحين والرعاة في منطقة التبت. وأصبح إسمها معروفا لدى الجميع في المزارع والمروج المنتشرة في كل أنحاء التبت.
كانت تسانمويو تعيش في قرية صغيرة بمدينة شيكاتسي في منطقة التبت منذ صغرها. وتعرف بوضوح الصعوبات التى يواجهها الفلاحون والرعاة في المعيشة. ورغم أنهم بذلوا مجهودات كبيرة في العمل، غير أنهم لم يحققوا الحصاد المرجو بسبب نقص الدعم التكنولوجي. فعزمت على دراسة العلوم والتكنولوجيا المتخصصة لمساعدتهم على تحقيق رغادة العيش.
من أجل تحقيق هدفها، التحقت تسانمويو بتخصّص رعاية المواشي بجامعة الزراعة بشمال غربي الصين وهي في سن التاسعة عشرة من عمرها، وبدأت تنهمك في بحث علوم رعاية المواشي. وتخرجت منها بنتيجة ممتازة بعد دراسة لأربع سنوات، وأصبحت معلّمة في كلية تربية الحيوان والطب البيطري بمعهد الزراعة ورعاية المواشي بمنطقة التبت. وانضمّت إلى معهد بحوث رعاية المواشي والطب البيطري بمنطقة التبت منذ عام 1995. ومن أجل استيعاب علوم تغذية المواشي، قررت تسانمويو مواصلة بحوثها في الجامعة رغم أنها بلغت واحدا وثلاثين عاما من عمرها. وعندما حصلت على شهادة الدكتوراه لتخصّص تغذية الحيوان بجامعة الزراعة الصينية عام 2004، طلبت تأسيس مكتب بحوث تغذية الحيوان بمعهدها. وقال زميلها تسيو قوانغ بنغ لمراسلنا:
" كثيرا ما رأيتها تعمل في المختبر خلال الساعات الإضافية حتى في الليالي وعطلة الأسبوع وتعلّمنا يدا بيد. ونحن رفقاؤها الشباب نشعر بالتشجع الشديد والتأثر العميق منها. ونعتبرها قدوة ممتازة لنا."
وترى تسانمويو أن منطقة التبت غنية بموارد المواشي، وتتمتع بالآفاق المشرقة في هذا الخصوص. ولكن بالنسبة إلى الباحثين في تخصص رعاية المواشي، فما زال أمامنا طريق طويل ومهمّات شاقة. حيث قالت تسانمويو:
" ما زالت أوضاع الزراعة ورعاية المواشي في منطقتنا متخلفة عما كانت عليه في المناطق المتقدّمة النمو في البلاد. وما زال مستوى الإنتاج فيها منخفضا نسبيا. وبصفتي عاملة في مجال العلوم والتكنولوجيا، أدركت أنني أتحمل مسؤولية كبيرة لتحسين أعمال رعاية المواشي في منطقتنا. وسأقدّم مساهمة فعالة في هذا الخصوص."
وخلال السنوات الثلاثين الماضية، تركت تسانمويو بصمات عميقة في قلوب زملائها بموقفها الجاد في البحوث العلمية وروح المسؤولية العالية تجاه العمل. حيث قالت زميلتها بو يو هونغ:
"لقد عملت معها مدة طويلة، وأرى أنها إمرأة قوية، تتحلى بروح المسؤولية العالية في العمل. ولم يؤثر ذلك على حياتها، فلديها أيضا أسرة سعيدة."
وخلال السنوات الماضية، فازت تسانمويو بكثير من الجوائز العلمية والتكنولوجية والألقاب الفخرية في منطقة التبت. وقامت بزيارة الكثير من المزارع والمروج فيها، وتلقّب بزهرة جهسانج التى لن تذبل في قلوب زملائها والفلاحين والرعاة في المنطقة. حيث قال زميلها دون جو جيان تسان:
"في قلوبنا، نعتبر الدكتورة تسانمويو خبيرة محترمة في مجال رعاية المواشي. وتشبه زهرة جهسانج متفتحة إلى الأبد."
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |