قصة الطبيب جيانغ تشي قوه وإسهامه الكبير في علاج مرض الجذام الخبيث

^{الطبيب جيانغ تشي قوه}

في محافظة توانفونغ بمقاطعة هوبي وسط الصين مخزن للمياه يدعى مخزن نيوتشخه، تقع وسطه جزيرة صغيرة تحيط بها المياه من ثلاثة جوانب، وعلى ظهرها جبل أجرد منحدر. ولا يمكن الوصول إليها إلا بطريق مائي أو درب جبلي خطير. وبنيت عليها مستشفى خاصة للمصابين بمرض الجذام الخبيث منذ مدة طويلة. وخوفا من الإصابة بهذا النوع من الأمراض الكريهة، دائما ما يبتعد المحليون عن هذه الجزيرة ناهيك عن زيارتها. ومع مرور الأيام، أصبحت هذه الجزيرة منعزلة عن الخارج في معظم الأوقات، وأطلق عليها الناس "جزيرة المخاوف".

لذلك، لا يزورها عادة إلا قلائل.

تم تشييد المستشفى في الجزيرة عام 1964، وقد عاش فيها مائة شخص أو أكثر من المصابين خلال السنوات الماضية، وتوفي معظمهم ، ويقيم فيها الآن 19 مصابا. وبسبب شدة الملل والعزلة في العمل والحياة بالجزيرة بشكل عام، استقال ثمانية مدراء للمستشفى من العمل خلال تسعة أعوام. حتى مجيئ الطبيب المؤمن جيانغ تشي قوه الذي وصل إلى هنا عام 1972، وظل يعمل في منصبه كمدير للمستشفى حتى اليوم. وخلال هذه المدة الطويلة التي امتدت أربعين سنة ، قدم كل جهده وحياته في سبيل علاج ورعاية المرضى . حيث قال للمراسل:

"تخرجت من مدرسة الطب المحلية عام 1970، ثم جئت إلى هذه المستشفى الخاص للعمل حسب توزيع الوظائف من الحكومة. وقبل وصولي إلى هنا، لم أشاهد المصابين بمرض الجذام الخبيث من قبل. حينما رأيتهم معن قرب، اندهشت من ملامحهم المخيفة التي تضم الأفواه الملتوية والعيون المنحرفة التي تشبه عيني الأرنب، وأيديهم تشبه مخالب الدجاجة، وعلى أذرعهم بثرات متقيحة يسيل منها الدم، وتنبعث منها رائحة كريهة... كانت روحي قد إنهارت تقريبا بمواجهة هؤلاء المصابين كل يوم، لم أتحمل ذلك. وبعد أسبوعين، طلبت إجازة من المستشفى ورجعت إلى البيت مبتعدا عنهم."

بقي جيانغ تشي قوه في البيت لشهرين، وأخبر أمه أنه لا يريد العمل في هذا المستشفى. لم تلمه أمه ، بل أعربت عن تفهمها الكبير له، وفي الوقت نفسه، أكدت على أهمية الوظيفة الطبية ومسؤولية الطبيب مع واجبه الملتزم وقلبه المخلص واللطيف والرحيم، وأن عليه العودة إلى العمل لخدمة المرضى. وأخيرا، أطاع جيانغ تشي قوه نصيحة والدته وعاد إلى المستشفى. ومن خلال تعامله الطويل مع هؤلاء المصابين الذين يحسون دائما باليأس والحزن ، بدأ يشفق عليهم ، ويرغب في مساعدتهم لضمان حياتهم الطبيعية بدنيا ونفسيا. وهكذا، تمسك بالعمل في هذه المستشفى الخاصة حتى الآن.