توعية الشعب قانونيا للحفاظ على حقوقهم المشروعة

^{قاعة الشعب الكبرى}

مع تعزيز تنفيذ القواعد واللوائح القانونية في الصين خلال السنوات الأخيرة والتشكيل الكامل المتدرج للمنظومة القانونية المتميزة بالصفات الصينية، أصبح بإمكان المواطنين الصينيين استخدام القانون كأفضل الوسائل للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم في كافة القضايا التي تواجههم .

القروي قوه تسينغ قوانغ فلاح بسيط يعيش في ضاحية مدينة باودينغ بمقاطعة خبي، وقد أصبح الآن رجلا ذائع الصوت بين العمال الريفيين الذين يعملون في مدينة بكين لاستخدامه مع ستين من العمال الوسائل القانونية لاسترداد أجورهم غير المدفوعة من قبل المقاول خلال مدة طويلة امتدت خمسة أعوام. وقبل ذلك الأمر، تفاوضوا مرات عديدة مع مقاول المشروعات أملا في حل القضية سلميا، ولكنهم فشلوا في ذلك. شعر بعضهم باليأس واستعدوا لاتباع طريقة أخرى غير طبيعية لمواجهة المقاول . حول ذلك قال السيد قوه للمراسل:

"شاركت و68 عاملا ريفيا في بعض مشروعات البناء ببكين تحت إشراف المقاول، ولكنه لا يريد أن يدفع لنا أجورنا التي وصلت إلى أكثر من 33000 يوان بعد الانتهاء من الأعمال . عندما ذهبت إليه نيابة عن زملائي لأخذ حقوقنا، لم يوافق عليها فحسب، بل دعا بعض رجاله لضربي. غضب العمال غضبا شديدا حتى إنهم حاولوا قتل هذا المقاول ."

أخيرا، وبمساعدة محامين من مركز المساعدات القانونية الخاص للقاصرين والأحداث والعمال الريفيين ببكين، قرر السيد قوه تشينغ قوانغ استخدام سلاح القانون ورفع شكوى قضائية أمام المحكمة . وبعد خمسة أعوام من رفع القضية أمام المحكمة ، استرد السيد قوه وزملائه جميع مستحقاتهم من المقاول . ومن خلال هذه العملية القضائية الطويلة، لم يتعلم السيد قوه كثيرا من الأحكام والقواعد القانونية فحسب، بل عرف جيدا كيفية استخدام القانون لللحصول على حقوقه وحماية مصالحه المشروعة. لقد صار الآن متطوعا شعبيا لتعميم ونشر القواعد القانونية مسهما في محو الأمية القانونية بين عامة الناس. وأضاف للمراسل قائلا:

"أنا فلاح بسيط وبصفتي مواطنا صينيا، فإن من واجبي نشر التعاليم القانونية وتوعية الجماهير بها لتكون وسيلة سليمة مناسبة وفعالة لحماية الحقوق المشروعة وتسوية المشاكل والاحتكاكات."

تجدر الإشارة إلى أن المحامية تونغ لي هوا التي ساعدت السيد قوه تشينغ قوان في رفع القضية القضائية المذكورة سابقا أمام المحكمة، هي المسؤولة والمؤسسة لمركز المساعدات القانونية ببكين، وهو أول مركز خاص من نوعه يقدم المساعدات والمشورات القانونية للقاصرين والأحداث والعمال الريفيين، لأن هذه المجموعة من الناس تنقصهم المعارف القانونية، ولا يعرفون كيفية استخدام القانون لحماية حقوقهم ومصالحهم في معظم الأوقات. ومنذ عشر سنوات بعد تأسيس هذا المركز، ساعدت المحامية تونغ لي هوا وزملاؤها عشرة آلاف شخص للحصول على حقوقهم عن طريق المحاكمة. أخبرت المراسل أنها سعيدة جدا عندما وجدت المزيد من الناس بدأوا يعرفون أهمية استخدام القانون في تسوية القضايا ويطلبون منا المساعدة. حيث قالت:

" خصصت الحكومة كثيرا من الأموال لتشكيل هيئات المساعدات القانونية على مختلف المستويات، وقد لعبت دورا كبيرا قانونيا وإيجابيا في الحياة الواقعية للمواطنين الصينيين، مما جعل ثقافتهم القانونية ترتفع وتتعزز تدريجيا."

كان الصينيون في الماضي عندما يواجهون المشاكل والقضايا الصعبة، كانوا غالبا ما يطلبون من إدارات الدوائر والوحدات التي يعملون فيها مساعدتهم في حلها. أما الآن فمعظمهم يرغبون في حل القضايا عبر طريق القانون . وهذا يدل على أن أسلوب حل الاحتكاكات والخلافات الاجتماعية اعتمادا على القوة المؤثرة الإدارية قد انتهى، وأصبح استخدام الوسائل القانونية للحصول على الحقوق والمصالح المشروعة إقبالا كبيرا من المواطنين لمحليين .

ومن أجل استكمال القواعد القانونية المختلفة وتحسين المنظومة القانونية تدريجيا لتواكب تطور الأوضاع الجديدة وملء الفراغ القانوني في بعض المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، قامت الصين بتعديل الدستور أربع مرات إضافة إلى وضع عدد من القوانين الجديدة مثل (( قانون حقوق الملكية)) و(( قانون الملكية الفكرية)) و(( قانون عقود العمل)) و(( قانون سلامة الأغذية)) وغيرها، مما وفر ضمانات قانونية قوية لإدارة البلاد بمقتضي القانون وبناء الدولة الاشتراكية القانونية وتحقيق الأمن والاستقرار الدائم.