بدأ الريفيون يسكنون في المنازل الجديدة بعد الزلزال الكبير

^{بلدة تسوييويهو}

قبل ثلاثة أعوام، هز زلزال كبير محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان، مما أسفر عن خسائر فادحة من الأرواح والممتلكات، وتدمرت كثير من البلدات والقرى المحلية بأكملها في لحظة واحدة. غير أن المحليين لم يستسلموا للكوارث الطبيعية، وبعد أن مسحوا دماءهم وجففوا دموعهم، ركزوا كل قوتهم من جديد للمشاركة في إعادة تعمير ديارهم بالاعتماد على دعم الحكومة ومساعدات المناطق الأخوية الأخرى. وبفضل جهودهم المشتركة، تم تشييد المنازل الجديدة والمنشآت الأساسية الهامة في معظم المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال بشدة، وبدأ الريفيون المحليون الآن يعيشون عيشة آمنة بعد انتقالهم إلى هذه المساكن الطابقية الجديدة.

تقع بلدة تسوييويهو في منطقة تبعد عن مدينة دوجيانغيان بعشرة كيلومترات، وكانت تشتهر بالزراعة نتيجة ظروفها الطبيعية الملائمة. ولكن الزلزال الكبير غير كل شيء ، حيث انهارت تقريبا كافة بيوت القرويين إضافة إلى أضرار جسيمة لجميع المنشآت الأساسية كالري والمواصلات وإمداد الكهرباء والمراسلة والخدمات ... فكيف عاش الريفيون وقد خسروا منازلهم وحقولهم؟ كانت البلدة تواجه اختبارا صارما لا مثيل له في تاريخها.

ومن أجل إعادة الإعمار في المناطق المنكوبة بسرعة بعد الزلزال الكبير، قررت حكومة الصين تكليف 19 مقاطعة ومدينة مركزية ذات قوة اقتصادية قوية لمساعدة تلك المناطق المتعرضة للخسائر في البناء باعتماد طريقة " مدينة أو مقاطعة مقابلة محافظة منكوبة". وحسب التخطيط الموحد، فإن مدينة شانغهاي أصبحت مكلفة بإعمار بلدة تسوييويهو. وفضلا عن ذلك، وحسب السياسات الحكومية المتعقلة، فإن كل أسرة ريفية يمكنها أن تحصل على الإعانة الحكومية التي بلغت قيمتها أكثر من عشرين ألف يوان لاستخدامها في بناء المنزل الجديد بصورة خاصة، إضافة لحصولها على قروض الإنشاء الخاصة من البنك بمبلغ محدد. وهكذا، لم يدفع القرويون إلا ثمنا قليلا جدا في شراء منزل جديد مجهز بالماء والكهرباء والغاز الطبيعي وغيرها من ضروريات المعيشة. كانت السيدة شيو لي عاملة في مصنع محلي لإنتاج الأغذية قبل حدوث الزلزال الكبير، وأصبحت اليوم أحد الإداريين للأحياء السكنية المحلية بعد انتقالها إلى المنزل الجديد، حيث أخبرت المراسل أنها راضية جدا عن بيتها الجديد وحياتها السعيدة الحالية، وقالت للمراسل:

"كنت أحسد سكان المدن دائما لامتلاكهم المنازل الشخصية الجميلة والنظيفة لم أصدق أنني أمتلك الآن المنزل الجميل الخاص بي أيضا. ويسرني أيضا أن أستطيع استخدام الغاز الطبيعي للاستحمام وطبخ الوجبات اليومية بدلا من احراق الحطب في الماضي. كل هذا بفضل دعم الحكومة."

تم إنشاء المنازل الجديدة ليسكن الجميع فيها بفرح وطمأنينة، وذلك يعتبر خطوة أولية لتنمية بلدة تسوييويهو. وهناك أيضا خطة التنمية الأكبر. وحول ذلك، قال مسؤول الإدارة المحلي للمراسل:

"طبقا لخطة التنمية الجديدة لبلدتنا، سنعمل على تركيز القوة في مجالين، أولا القيام بتنسيق التشكيلات الزراعية المحلية من جديد لتحويلها من زراعة الأغذية إلى المحاصيل الاقتصادية لرفع قيمتها الإضافية. ثانيا تطوير قطاع السياحة الريفية المميزة لجذب المزيد من الزوار والسياح إلى منطقتنا للراحة وقضاء العطلات بالاستفادة من الظروف الطبيعية المحلية والمناظر الخلابة، مما يزيد دخل الريفيين المحليين. والآن نستعد لإدخال نوع جديد من الخضار من محافظة تشونغمينغ على ضواحي مدينة شانغهاي لزرعه في أفنية منازل المحليين. عندما يأتي السياح إلى منطقتنا للزيارة ويقيمون في هذه المنازل، يمكنهم قطفه بأنفسهم، ثم طبخه وتناوله كخضار طازج وطبيعي خالص دون أي تلوث صناعي."

تجدر الإشارة إلى أن موقع بلدة تسوييويهو قريب جدا من جبل تشينغتشينغ الذي يعتبر منطقة سياحية مشهورة في الصين. لذلك، يوجد كثير من السياح يرغبون في الإقامة بالبلدة لشهر أو شهرين أملا في تجربة الحياة الريفية المريحة وتنفس الهواء النقي وتقوية الصحة وتصفية النفس والعقل من تأثيرات ضوضاء المدن. واليوم، عاد السلام والهدوء إلى بلدة تسوييويهو من جديد بعد أن ضربها الزلزال الكبير، ومازال القرويون يبنون ديارهم بأيديهم بقوة ونشاط أكبر لتصبح أفضل وأجمل.