حياة جديدة وسعيدة لأسرة فانغ تشونغ ده بعد نجاتها من الزلزال الكبير

^{أسرة فانغ تشونغ ده}

 في اليوم الأخير من مايو من عام 2008، أي بعد أكثر من عشرة أيام عقب حدوث الزلزال الكبير في محافظة ونتشوان، تم إنجاب مولود جديد في مستشفى ميداني مبني في مدينة دوجيانغيان بالتعاون المشترك الصيني والألماني لدعم وإنقاذ المنكوبين، كانت هذه الحياة الجديدة تعطي الناس أملا كبيرا للمستقبل وتشجعهم لرفع معنوياتهم والتغلب على كل الصعوبات أمام تلك المأساة المحزنة. ومن أجل التعبير عن الشكر الجزيل على الجهود المشتركة التي بذلها الأطباء الصينيون والألمان في استقبال مجيء هذا المولود المحظوظ إلى العالم، سماه والداه إسما جميلا " فانغ تشونغ ده " لذكرى تجربته الخاصة . مضى الوقت كسهم، سيصل عمر المولود الآن إلى ثلاث سنوات. كيف حاله؟ مع هذا السؤال زار مراسلنا مؤخرا هذه الأسرة العادية بمدينة دوجيانغيان .

اتصل مراسلنا بوالد الطفل قبل مغادرة بكين لمعرفة عنوان بيته الجديدـ لأن الزلزال الكبير دمر جميع المنازل والمنشآت العامة بأكملها في المنطقة، فأخبره الأخير مسرورا أن لديه الآن أحد المنازل الجديدة التي تقع في منطقة ييجيهشيو ببلدة بويانغ التابعة لمدينة دوجيانغيان، إنها جزء من البنايات الجديدة التي تمت إعادة تعميرها في المنطقة بدعم ومساعدة مدينة شانغهاي. وتبلغ مساحة منطقة ييجيهشيو خمسة كيلومترات مربعة، وتوجد فيها الآن المساكن ومكتبات ودار الثقافة ومركز النشاطات للنساء والأطفال والمستشفى والمدرسة الإبتدائية وروضة الأطفال وغيرها من المرافق العامة اللازمة، مما يسهل الأمور على المحليين كثيرا.

ما إن دخل مراسلنا منطقة ييجيهشيو حتى رأى المساكن الجديدة مرتبة بانتظام على جانبي الشوارع، وجدرانها المطلية باللونين الأحمر والأبيض تلفت الأنظار بشدة، وتبدو أنيقة وجميلة. وجد المراسل أن الطابق الأرضي لمعظم المنازل يتكون من محلات متنوعة أو مطاعم أو دكاكين للملابس والأغذية وغيرها من الخدمات العامة. كما وضعت على هوامش الأحياء السكنية بعض أجهزة التمارين البدنية إضافة إلى إنشاء عدة ميادين مركزية لراحة الناس. بحث مراسلنا بسهولة وفقا للعنوان عن بيت الطفل فانغ تشون ده، واستقبله أفراد الأسرة بحماس. ثم عرفته أم الطفل تشانغ يان بالأحوال قائلة:

"الزلزال الكبير دمر بيتنا تماما، ولكن لدينا الآن منزل جديد وأجمل بفضل مساعدة الحكومة والمناطق الأخوية الأخرى. موقع منزلنا الآن بجانب الطريق العام، وذلك يسهل الخروج بالحافلة إلى أماكن أخرى. أما طفلنا الصغير، فهو يحب هذا البيت الجديد حبا جما. وبعد شهرين سيدخل روضة الأطفال المبنية في هذا الحي السكني. وهنا أيضا المدرسة الابتدائية. وباختصار فإن معيشتنا الآن أفضل مما كانت."

عرف المراسل من خلال الحديث مع أفراد الأسرة أنه بمقتضى التحديدات الحكومية المحلية، يمكن لكل فرد من المحليين الذين فقدوا منازلهم وأراضيهم خلال الزلزال الكبير، أن يحصل على 35 مترا مربعا من مساحة المسكن الجديد فضلا عن ثمانية أمتار مربعة من مساحة المحلات التجارية من توزيع الحكومة. وهكذا، حازت أسرة الطفل فانغ تشونغ ده ذات الأفراد الخمسة، أي الطفل فانغ ووالداه وجده وجدته، على شقتين وأربعين مترا مربعا من المحلات التجارية. ورأى المراسل أن غرف بيتهم مطلية بألوان خفيفة ولطيفة، وعلق على حائط غرفة الضيافة جهاز تلفزيون حديث، أما المطبخ فهو مجهز بالغاز الطبيعي وجهاز الغسل والثلاجة واللوازم الضرورية الأخرى. كبر الطفل فانغ تشونغ ده بسلامة تحت الرعاية الدقيقة من جميع أفراد الأسرة ، وهو ولد قوي ونشيط ، يحب مشاهدة برامج التلفزيون كثيرا. كلما استعرضت أمه تلك المشاهد الحزينة والأيام الصعبة بعد الزلزال الكبير، تأثرت كثيرا حتى أنها لا تجد كلمات مناسبة لوصفها. ولم تتوقع أن معيشة أسرتها يمكن أن تصبح أفضل مما كانت عليه.

قالت نائبة مسؤول الإدارة لمنطقة ييجيهشيو للمراسل إن السكان المحليين المقيمين في هذه المنطقة، كانوا جميعا من منكوبي الزلزال وممن فقدوا ديارهم القديمة. ولذلك، تهتم إدارة الأحياء السكنية كل الاهتمام بصحتهم البدنية والنفسية وكثيرا ما تقوم بتنظيم الأنشطة الشعبية المفيدة لترفيههم ومساعدتهم للسير على الطريق السليم بعيدا عن تأثيرات الزلزال المؤلمة.

قبل مغادرة بيت الطفل فانغ تشونغ ده، قال والده للمراسل إن ولده أمل كل أسرته للمستقبل. سيربيه بكل جهده ليكون قويا صحة وعقلا حتى يصبح رجلا قادرا ومفيدا للمجتمع، ويستطيع أن يواجه صعوبات الحياة بحكمة وشجاعة. نتمنى أن تعيش هذه الأسرة حياة أسعد وأفضل وتتحقق آمالها في المستقبل.