CRI Online

قصة السيدة سونغ شيانغ لي في بلدة شوي مو

cri       (GMT+08:00) 2011-05-27 14:45:40


بلدة شوي مو

بلدة شوي مو بلدة صغيرة في ولاية آبا غربي مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين. وعندما وقع زلزال ونتشوان الشديد بقوة ثماني درجات بمقياس ريختر في مقاطعة سيتشوان قبل ثلاث سنوات، وبالتحديد في الثاني عشر من مايو، دمرت بلدة شوي مو، وتحولت مبانيها إلى أنقاض.

عاشت السيدة سونغ شيانغ لي في هذه البلدة لفترة أربعين عاما. وتذكرت قائلة لمراسلنا: "عندما عدت إلى البلدة لأول مرة بعد إعادة إعمارها، كدت أضلّ طريق عودتي إلى بيتي. حيث تنتشر فيها العديد من الديار الجديدة المبنية بالأسلوب المعماري التقليدي في هذه المنطقة، ويمرّ حولها نهر صاف رقراق. ويبدو أن بلدة شوي مو التى كانت ملوّثة بالغبار الكثيف والدخان الأسود والمياه القذرة قد اختفت." حيث قالت السيدة سونغ شيانغ لي:

"بدأنا الإقامة في البيوت الخشبية منذ طفولتنا. ولكن المباني الجديدة أجمل منها بكثير، والأبواب والشبابيك مزخرفة بالصور المنقوشة الرائعة. وكدت أضلّ في الطريق إلى بيتي. ولم يكن في حسباننا أن بلدة شوي مو ستصبح جميلة إلى هذه الدرجة بعد إعادة إعمارها."

قبل وقوع زلزال ونتشوان عام 2008، كانت بلدة شوي مو منطقة صناعية رئيسية في ولاية آبا. تبلغ مساحتها أقلّ من 90 كيلومترا مربعا، ولكنها كانت مكتظة بأكثر من ستين مؤسسة عالية الاستهلاك في الطاقة وشديدة التلوث. وكثرت شكوى سكانها من هذه المشكلة، لأن البلدة كانت تلوث بالغبار الكثيف حتى تغطّى الخضراوات بتلك النوعية من الغبار والأتربة. ها هي السيدة سونغ شيانغ لي تقول لمراسلنا:

"في الماضي، كانت تنتشر في بلدة شوي مو الكثير من المداخن العالية والتى يرتفع منها الدخان الأسود الكثيف. عندما كنت أستيقظ كل صباح، أرى على أرض شرفة شقتنا طبقة سميكة من الغبار. وإذا أمطرت السماء، تصبح الطرق موحّلة، وبالتالي، تتلطخ ملابسنا بالوحل."

وبعد وقوع الزلزال الشديد قبل ثلاث سنوات، لم يقم أبناء البلدة بإعادة إعمارها كما كانت عليه في الماضي بصورة عشوائية، بل عملوا على تحويل البلدة من منطقة صناعية شديدة التلوث إلى منطقة تعليمية وسياحية نظيفة وجميلة ومتطورة. فانتقلت تلك المصانع على التوالي من هذه البلدة، واختفت معها المداخن العالية. حيث قالت السيدة سونغ شيانغ لي:

"كنت أحسّ بأن البلدة يسودها جو خانق موبوء في الماضي. أما الآن فأصبحت السماء زرقاء صافية من جديد. ومن البديهي أن البلدة شهدت تغيرات كبيرة خلال عملية إعادة الإعمار. هذه ليست رؤيتي فقط، بل يشعر بها كل سكان البلدة بسرور وسعادة. فتحدونا رغبة شديدة لتحويل ما كانت عليه في الماضي للمشاركة في الأنشطة الترفيهية، ونتجمع كثيرا للغناء والرقص."

وبعد انتقال المصانع من البلدة وإعادة إنشاء المباني السكنية والمدارس والمستشفيات وغيرها من المرافق الأساسية، قررت حكومة البلدة إنشاء معهد إعداد المعلمين على مستوى الولاية وتنمية قطاع الخدمات الحديثة والزراعة البيولوجية الخالية من التلوث الكيماوي وتحويل البلدة إلى بلدة سياحية متميزة بتقاليد قومية تشيانغ المحلية في غربي مقاطعة سيتشوان.

واستفادت السيدة سونغ شيانغ لي من هذه التغيرات الكبيرة. قبل وقوع الزلزال، فهي كانت تعمل في مصنع تعدين، حيث كانت ظروف العمل غير جيدة وراتبها منخفض، ولم يكن لديها وقت كاف لرعاية أفراد أسرتها. وبعد إعادة إعمار البلدة، فتحت السيدة سونغ مطعما في بيتها لطبخ السمك وغيره من الأطعمة المميزة المحلية. وتمشيا مع زيادة السياح في بلدة شوي مو، لاقى مطعمها ترحابا حارا أكثر فأكثر. حيث قالت السيدة سونغ:

"بعد إعادة الإعمار، أصبح بيتي الجديد أحسن كثيرا عما كان عليه في الماضي. فقررت المشاركة في مجال السياحة. ويأتي الآن إلى معطمي الكثير من السياح كل يوم، خصوصا عند الظهر لتناول وجبة الغداء. وأرى أن عددهم المتوسط خلال يوم واحد تجاوز إجمالي عدد السياح السنوي في شارعنا قبل حدوث الزلزال. ودخلي الحالي أكثر من راتبي السابق في المصنع."

يتحسن مستوى معيشة سكان البلدة بصورة مستمرة. وحول خطة تنمية البلدة في المستقبل، قالت السيدة لين بو – نائبة الأمين العام للجنة الحزب الشيوعي الصيني في بلدة شوي مو:

" لا نسعى إلى تنمية التعليم والسياحة في بلدتنا فحسب، بل سنعمل أيضا للحفاظ على زراعة الشاي وخوخ القرد وتربية الدجاج وغيره من الدواجن والمواشي في المنطقة الجبلية حتى تحقق النمو الشامل في بلدتنا."

خلال السنوات الثلاث الماضية، حققت بلدة شوي مو نهضة وازدهارا على أطلالها المدمرة جراء الزلزال الشديد. ووجد أبناء البلدة مستقبلهم المشرق من جديد. ونتمنى لهم حياة أحسن وأسعد في المستقبل.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي