|
||
cri (GMT+08:00) 2011-06-24 15:01:45 |
الحلي والزينات التقليدية لقومية التبت
تقع منطقة التبت ذاتية الحكم لقومية التبت في هضبة تشينغهاي- التبت، حيث توجد الأعياد التبتية المتباينة والاحتفالات الشعبية المبهجة، ويقال إن عددها لا يقل عن 25 عيدا تقليديا وشعبيا، ومن أشهرها عيد رأس السنة الجديدة حسب التقويم التبتي وعيد شيودون وعيد وانغقوه وعيد جيانغتسداما وعيد سباق الخيول وغيرها. ودائما ما يحتفل التبتيون بها بفرح وغبطة مرتدين الأزياء القومية الزاهية المعلق عليها بعض المجوهرات التبتية الجميلة والمميزة. وهم يغنون ويرقصون بنشاط كبير مما يزيد أنشطة الاحتفالات سرورا ومتعة.
يعيش في إقليم تشانغدو بمنطقة التبت مجموعة السكان التبتيين الأصليين يسميهم الناس سكان كانغبا الذين يمكن تمييزهم عبر زيناتهم الخارجية. إذ غالبا ما يتمتع رجالهم بالقامة الطويلة والجسم القوي ويتميزون بالشجاعة والجرأة والتعبير عن الحب والكراهية بصراحة. أما النساء فيتمتعن أيضا بالقامة الطويلة والجسم القوي والسخاء . جدير بالذكر أن المجهورات والحلي والزينات التقليدية القومية التي يرتديها سكان كانغبا تعكس أيضا طبيعتهم الشخصية بصورة واضحة. وهذه المجوهرات والحلي التقليدية تصنع عادة من الذهب والفضة والعقيق والفيروز وغيرها من الأحجار الكريمة ذات الألوان الجذابة حتى تقدم للناس إحساسا صادقا حيويا ونشيطا.
يرتدي رجل كانبا التبتي عادة قبعة فرو الثعلب أو الغنم، وتعلق حول عنقه قلادة مصنوعة من الأحجار الكريمة المتنوعة كالمرجان والفيروز أو تمثال بوذي خاص، ويتدلى في وسط جسمه دائما خنجر من الطراز القومي التبتي تجسيدا لقوة الرجولة والعظمة. أما شعره، فغالبا ما يكون مضفرا مختلطا مع الخيوط الحريرية الحمراء والسوداء، وملفوفا على رأسه باعتباره عقدة البطل. إضافة إلى ذلك، يعلق على إحدى أذنيه قرطا مرصعا بالأحجار الكريمة. وويرتدي في قدميه جزمة جلدية طويلة من الطراز القومي. قال أحد الرجال المحليين بمنطقة تشانغدو للمراسل:
" أحب ارتداء الزينات التبتية القومية كثيرا، خاصة عندما ألبس الملابس القومية بمناسبة الاحتفالات بالأعياد. وبعض الحلي والمجوهرات التقليدية الجميلة من تقديم والديٌ وبعضها الآخر اشتريتها بنفسي. أحتفظ بها جيدا كتراث نفيس. اشتريت لابني الصغير بعض المجوهرات الغالية لحفظها حتى يستخدمها بعد أن يكبر، لأن الزينات التبتية القومية ضرورية لدينا وتظهر قوة الرجولة."
أما مرأة كانبا التبتية، فهي غالبا ما ترتدي الملابس التبتية الزاهية بالألوان الحمراء والصفراء والخضراء الأساسية ، وتعلق على رأسها وعنقها ووسطها كثيرا من الحلي والمجوهرات والزينات التقليدية الجميلة المرصعة بالأحجار الطبيعية الكريمة كالفيروز والمرجان والكهرمان والعقيق. وترتدي في قدميها أيضا جزمة جلدية طويلة مطرزة بالتصاميم الشعبية الجميلة. بعضها من تقديم الوالدين كهدية أو مهر للزواج أو من الأشياء الموروثة من الأجداد. لذلك، تعتني بها بدقة وتحافظ عليها جيدا. قالت فتاة تبتية للمراسل:
" أحب هذه الحلي والمجوهرات الثمينة ليس بسبب صنعها الجميل وثمنها الغالي فقط، بل بسبب أن بعضها جاءت من والديٌ وأجدادي كهدايا خاصة ومهر للزواج لي. لا أرتديها عادة إلا في مناسبات هامة. طبعا لا بد أن أرتديها مع الملابس التبتية التقليدية في حفلة زواجي في المستقبل لأصبح أجمل."
مدينة لاسا حاضرة منطقة التبت وهي أيضا المركز السياسي والاقتصادي والثقافي للمنطقة، يعيش فيها السكان التبتيون من الأقاليم المختلفة مثل سكان كانبا وسكان قونغبو وسكان ويتسان وسكان آلي وسكان شاننان وغيرهم. ولأسباب تاريخية وجغرافية وبيئية ومناخية، تختلف أشكال ملابسهم وزيناتهم وعاداتهم الشعبية وطبيعتهم الشخصية، ولكن لهم إيمان مشترك بالدين البوذي التبتي الموحد.
تمشيا مع ارتفاع مستوى حياة التبتيين بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة ، أصبحت الحلي وزينات الملابس التقليدية القديمة للرجال والنساء من قومية التبت متعددة الأنواع والأشكال، بل وتدخلها بعض عوامل الحداثة والعصرنة، أما الأحجار الكريمة الأربعة المعروفة بالمرجان والكهرمان والفيروز والعقيق الخاص المنشأ في منطقة التبت، فلا تتغير أبدا، وهي مرصعة دائما على المجهورات والحلي والزينات التبتية القديمة والجديدة التي ظلت تحافظ على أسلوبها التقليدي القديم منذ أكثر من سبعمائة سنة.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |