|
||
cri (GMT+08:00) 2012-01-17 10:12:21 |
مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم! طابت أوقاتكم بكل خير! وهذه أجمل تحية لكم من إذاعة الصين الدولية. ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي: الصين تحت المجهر. اليوم، في الجزء الأول، نقدم لكم تقريرا بعنوان "قصة القهوة الأسطورية في قرية تشوكولا بمدينة دالي بمقاطعة يوننان". وفي الجزء الثاني، نقدم لكم تقريرا بعنوان "سوء استخدام المضادات الحيوية في الصين".
*************************************
عندما نتحدث عن تاريخ القهوة في الصين، لا يمكننا عدم التطرق إلى قهوة تشوكولا بمدينة دالي في مقاطعة يوننان، الذي له دور مهم جدا في دفع تطور تاريخ القهوة في الصين. الجدير بالذكر أن البن في قرية تشوكولا يكون حجمه صغيرا جدا ومتميزا وتنفرد بإنتاجه مقاطعة يوننان، نوعيته ممتازة، ومعروفة ب"الأحفور الحي" للقهوة الصينية. وفي برنامج اليوم، دعونا نستكشف أسطورة القهوة التي امتدت لمائة سنة في قرية تشوكولا.
وتقع قرية تشوكولا في عمق الجبال بشمال شرقي بلدة بينغتشوان بمحافظة بنتشوان بمقاطعة يوننان، وعلى المناطق الحدودية بين تشوشيونغ ودالي وليجيانغ، وتكون محاطة بنهر يوباو وهو رافد نهر جينشا. وبسبب وجود صعوبات في مجال النقل والمواصلات، كادت القرية أن تكون معزولة عن العالم، وهي القرية الخاصة لأبناء قومية يى وغير معروفة لدى الناس.
وقال تان جيا لين أحد السكان المحليين:
"تُعد غابة البن في منطقة تشوكولا الأقدم من نوعها في الصين، لأنه توجد فيها 24 شجرة قديمة يتجاوز عمرها 100 سنة، وتنتج البن الصغير الحجم، ممتاز النوعية، وتعتبر أقدم أشجار البن الصيني وخاصة البن الصغير الحجم في مقاطعة يوننان، وله قيمة مرتفعة في البحوث العلمية والتنمية الصناعية."
وتجدر الإشارة إلى أن مقاطعة يوننان متميزة بتقاليد عريقة ومناخ صالح لزراعة أشجار البن. ويكون طعم القهوة المصنوعة من البن صغير الحجم المنتج في مقاطعة يوننان لذيذ وغير مر، ولها نكهة الفاكهة، حيث اعتقدت منظمة القهوة الدولية أن نوعية البن الصغير الحجم في مقاطعة يوننان متشابهة مع البن الصغير الحجم في كولومبيا، ومتميزة بالقدرة التنافسية في السوق. وفي الوقت الحالي، يتم إنتاج 95 ٪ من البن الصيني في مقاطعة يوننان، ولذلك، تؤدي صناعة القهوة في مقاطعة يوننان دورا على المدى البعيد لتطور صناعة القهوة في الصين.
وتقع قرية تشوكولا في سفح الجبل المطل على نهر يوباو، ومحاطة بغابة البن الخضراء. وخلال فصل الخريف، سلطت الشمس أشعتها على القرية الصغيرة بأسرها، ويبدو كأنها لوحة الزيت الجميلة. ولم يتلاش الضباب الخفيف بعد على قمم الجبال، وهذه هي قرية تشوكولا المعروفة ب"جنة النعيم".
بعد دخول قرية تشوكولا، شممنا رائحة القهوة المتميزة. وبالفعل، ومع مرور الزمن الطويل، فقد أصبح شرب القهوة عادة القرويين المحليين في الحياة. وقال تشي فنغ هوا أحد السكان المحليين جميع سكان القرية رجالا ونساء، مسنين وصغارا يحبون شرب القهوة. ولكن تكون عملية صناعة القهوة سرا، ولا تُسمح بتوريثها إلى الزوجة، ولا البنت أيضا.
وبعد شرب القهوة ذات النكهة الأصلية، زرنا غابة البن التي تعد أقدم الغابات من نوعها في الصين، حيث تنمو سلسلة من البن على الأشجار القديمة، مع اقتراب حلول موسم النضج، قد أصبح بعض حبوب البن حمراء. وأشار تشي فنغ هوا إلى أن غابة البن هذه تُعرف بأقدم الغابات من نوعها في الصين، ويصل عدد الأشجار إلى 1134، ومن بينها 24 شجرة يتجاوز عمرها 100 سنة، وبدأ المبشر الفرنسي زراعتها خلال بناء كنيسة في قرية تشوكولا للتبشير بالدين المسيحي عام 1892.
وفي عام 1892، زار المبشر الفرنسي قرية تشوكولا لتبشير الدين، وعمل على بناء كنيسة في المنطقة المحلية، وانتشرت عادة شرب القهوة هناك أيضا، حيث قام بزراعة غابة البن، وتعليم القرويين المحليين زراعة أشجار البن وشرب القهوة وبيعها. ومنذ ذلك الحين، استمرت العادة المتعلقة بالقهوة في المنطقة المحلية حتى اليوم.
وفي هذا الصدد، قال لي فو شنغ أحد السكان المحليين في قرية تشوكولا ويبلغ عمره 86 سنة:
"تمت زراعة هذه الشجرة من قبل المبشر الفرنسي، ويبلغ عمرها 117 سنة."
ولي فو شنغ هو رئيس القرية الأول، وشاهد تاريخ أشجارالبن في قرية تشوكولا. وفي عام 1948، شجع لي فو شنغ القرويين على زراعة أشجار البن على نطاق واسع لتمتد مساحتها إلى 80 مو (حوالي 7.3 هكتار)، ولكن، بسبب الثلوج الكثيفة في عام 1983، ماتت أشجار البن التي كانت بعيدة عن القرية، وبقيت 1134 شجرة فقط في 13 مو.
وقالت هوانغ شو يون العالمة الثقافية بمقاطعة يونننا:
"كان أحد خبراء القهوة الماليزيين يشير إلى أن الحفاظ على البن القديم في مقاطعة يوننان يكون بمثابة الحفاظ على مكانة الصين في تاريخ القهوة في العالم، الجدير بالذكر أن هذا النوع من البن قد أصبح نادرا جدا في مقاطعة يوننان، ولذلك، من الضروري حمايته وتنميته بصورة ملحة."
وخلال السنوات الأخيرة، أدركت الحكومة المحلية أهمية حماية البن الصغير الحجم في مقاطعة يوننان وتنميته، فاتخذت صناعة القهوة كصناعة رئيسية لحمايتها وتطويرها. وخصصت محافظة بنتشوان 100 ألف يوان سنويا لتطوير العلامة التجارية "قهوة تشوكولا الممتدة لمائة سنة". وكان يانغ تي وو مدير مكتب الاقتصاد ببلدة بينغتشوان يعمل على تربية الأغراس في قرية تشوكولا، إذ قال:
"بعد وصولنا إلى قرية تشوكولا، أولا وقبل كل شيء، علينا بناء قنوات لري أشجار البن، ثانيا، الوقاية من الأمراض والآفات الحشرية والسيطرة عليها، ثالثا، القيام بالتشذيب لحماية أشجار البن القديمة، وعلى هذا الأساس، علينا القيام بتربيتها وتنميتها بصورة جيدة في الخطوة التالية".
الآن، تم تربية أغراس البن الأصلية في الشهر السابع، ويمكن توزيعها على القرويين المحليين مجانا في السنة المقبلة. حينذاك، ستُقدم 500 يوان صيني لكل مو كمكافأة للمزارعين من أجل دفع تطور صناعة القهوة، وفي هذا الصدد، قال تشي فنغ هوا إنه يشعر بثقة تامة في قيادة القرويين لزيادة الدخل وتحقيق الثروات.
مستمعينا الأعزاء، استمعتم في الدقائق الماضية، إلى تقرير إخباري بعنوان "قصة القهوة الأسطورية في قرية تشوكولا بمدينة دالي بمقاطعة يوننان". وفي الجزء الثاني، نقدم لكم تقريرا إخباريا بعنوان "سوء استخدام المضادات الحيوية في الصين". وبعد أخذ قسط من الراحة، سنلتقي مرة أخرى في برنامج "الصين تحت المجهر"، تفضلوا بالتواصل معنا.
***********************
أعزائي، نرحب بكم مرة أخرى إلى برنامج "الصين تحت المجهر"، وفي الدقائق التالية، نقدم لكم تقريرا بعنوان "سوء استخدام المضادات الحيوية في الصين".
قال ياو جيان هونغ نائب مدير إدارة الشؤون الصيدلية بوزارة الصحة الصينية مؤخرا أن سوء استخدام المضادات الحيوية في المستشفيات الصينية أصبحت مشكلة بارزة جدا في صناعة الطب والأدوية في الصين. فبعد دخول استخدام المضادات الحيوية في مرحلة " الأخطر في التاريخ"، قدمت وزارة الصحة برنامج توعوي يهدف إلى الاستخدام الآمن والفعال والاقتصادي للمضادات الحيوية السريرية على الصعيد الوطني. لكن ما مدى جدية استعمال المضادات الحيوية في الصين، ما هي أسباب هذه الظاهرة؟ وهل يمكن تغييرها تماما؟
معدل الاستهلاك الفردي للمضادات الحيوية في الصين يزيد عشر مرات عن ما في الولايات المتحدة
قام البروفيسور تشو يونغ هونغ وخبراء آخرون من "معهد علم الصيدلة السريرية" في جامعة بكين باستطلاع حول "المضادات الحيوية في الصين " في عام 2007، أظهر أن الصين تنتج حوالي 210 آلاف طن من مواد الخام لصناعة المضادات الحيوية، بالإضافة إلى تصدير نحو 30ألف طن، واستخدام 180 ألف طن من المضادات الحيوية في النظام الصحي والقطاع الزراعي، ويصل معدل الاستهلاك الفردي للمضادات الحيوية في الصين إلى 138 غراما وهو يزيد عشر مرات عن معدل الاستهلاك الفردي في الولايات المتحدة.
وفي نفس الوقت، فإن سوء استخدام المضادات الحيوية أدى الى نتائج عكسية عند الأطفال في الصين. وقال يانغ يونغ هونغ أستاذ في مستشفى بكين للأطفال، أن ثلث ما يقرب 10 آلاف طفل مريض في المستشفى يوميا يقبلون العلاج باستعمال المضادات الحيوية. في عام 2009، أظهرت نتائج استطلاع في خمس مستشفيات في بكين وشانغهاي وقوانغ جو وووخان أن معدل استخدام المضادات الحيوية للأطفال في الصين يزيد عن 2الى 8 مرات عن معدل استخدام المضادات الحيوية للأطفال في الخارج في نفس الفترة.
80% من المرضى في الصين لا يحتاجون إلى استخدام المضادات الحيوية
قال تشو تشنغ قانغ رئيس قسم كلية الطب في جامعة المواصلات بشنغهاي أن من أكثر العواقب الواضحة في الإفراط في استخدام المضادات الحيوية هو ظهور سلالات مقاومة قوية، تؤدي إلى النمو السريع للفيروسات المقاومة، وزيادة عدد من الأمراض، مما يسبب ظهور "البكتيريا السوبر" التي يصعب معالجتها.
أظهرت نتائج استطلاع قامت به وزارة الصحة الصينية ،أن 70٪ من المرضى في الصين يستخدمون المضادات الحيوية، وتزيد هذه النسبة مرتين عن الولايات المتحدة وأوروبا. وتصل نسبة المرضى المستخدمي للمضادات الحيوية في العمليات الجراحية الى97 ٪. وتصل نسبة المستخدمين للمضادات الحيوية من اجل الوقاية الجراحية95 ٪ ،في حين أن أقل من 20 ٪ فقط من المرضى بحاجة إلى استخدام المضادات الحيوية.
وأشار ما شياو وي نائب وزير الصحة أيضا، إلى أن وزارة الصحة الصينية نظمت لجنة من الخبراء تابعين للوزارة لتدريب العاملين في مجال الصحة في المنشآت الطبية على مستوى الصين على الاستخدام السليم للمضادات الحيوية السريرية، حتى يتم الحد من حدوث العدوى في المستشفيات.
وأشار الخبراء إلى أن هناك بعد الحالات لا تظهر عليها أي مضاعفات بعد العملية الجراحية، لكن الطبيب ينفذ نظام التعقيم للحفاظ على النظافة والصحة البيئية واستقرار الحالة المرضية.
الدافع الرئيسي وراء الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في الصين
قال ما شياو وي إن وزارة الصحة تنفذ أنظمة استخدام المضادات الحيوية بصرامة .حيث أن نسبة استخدام المضادات الحيوية انخفضت إلى 60% بعد ما كانت تصل إلى 70% وحتى 80%. بالإضافة إلى ذلك،فإن مستشفيات الدرجة الثالثة لا يمكن أن تستخدم اكثر من 50 صنفا من المضادات الحيوية، ومستشفيات الدرجة الثانية لا يمكن ان يتعدى 30 صنفا، كما سيتم العمل على التخلي عنها تدريجيا.
ومع ذلك، أظهرت الأشهر الستة الماضية من تنفيذ البرنامج التوعوي صعوبة تحكم وزارة الصحة في استخدام المضادات الحيوية. أصدرت إدارة الغذاء والدواء مؤخرا نتائج المصادقة على الأدوية الجديدة العام الماضي، ولا تزال المضادات الحيوية تمثل 60% من الأدوية الجديدة. في الوقت الحاضر،تمتلك الصين أكثر من 6آلاف مصنع أدوية، ينتج أكثر من ألف نوع من المضادات الحيوية المختلفة، وعشرات الآلاف من المنتجات. وقال المدير العام لمجموعة المستحضرات الصيدلانية أن استخدام المضادات الحيوية في الصين خطير جدا. في الواقع، إن العديد من الأطباء يدركون جيدا مدى خطورة الإفراط في استخدام المضاد الحيوي،لكن الجشع والسعي إلى تحقيق أرباح سريعة على حساب صحة المستهلكين، إضافة إلى عدم وجود قوانين صارمة على الصناعات الدوائية في الصين
قال ما شياو وي:" قامت وزارة الصحة الصينية قبل نهاية العام الماضي بتكوين لجنة خاصة للقيام بعملية التفتيش في المستشفيات من الدرجة الثالثة وغيرها. وفي العام الجديد، سوف يقوم الخبراء المختصين بتقديم تقرير خاص بشأن استخدام المضادات الحيوية في المستشفيات، ومدى تنفيذ تلك المستشفيات لبرنامج التوعية، وتقييم المؤشرات الرئيسية."
مستمعينا الأعزاء، إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من برنامج "الصين تحت المجهر"، من تقديم سحر وأسامة مختار، وإعداد وإخراج ريحانة جيا يان، شكرا لحسن متابعتكم، ولمزيد من المعلومات، تفضلوا بزيارة موقعنا على شبكة الانترنت:arabic.com.cn، إلى اللقاء مع أطيب التمنيات.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |