|
||
cri (GMT+08:00) 2012-02-16 16:40:21 |
الحكومة الصينية جهودا كبيرة لتحسين ظروف حياة الأطفال المتبقين
هناك جماعة من الأطفال في الصين، غادر والداهما البيوت منذ صغرهم، وسافروا إلى مدن بعيدة للعمل، وهم يبقون في البيوت بأنفسهم. الكثير منهم لا يحسون بوجود الوالدين إلا من خلال الاتصالات التلفونية. الصينيون يلقبون هؤلاء الأولاد بلقب ((الأطفال المتبقين)). وخلال السنوات الماضية، أولى المجتمع الصيني اهتماما بالغا لهم، وبذلت الحكومة الصينية جهودا كبيرة لتحسين ظروف حياتهم.
"أبي وأمي لن يعودان إلى البيت إلا خلال عطلة عيد الربيع، وأغبط زملائي الذين يعيش أبواهما معهم في البيت. أنا أشتاق إلى أبي وأمي."
البنت التي كانت تتكلم هي من أحد الأطفال المتبقين في قرية شيجين بمحافظة تشالين، اسمها تان هوان هوان، عمرها 13 عاما، وهي في الصف الأول في المدرسة الإعدادية. إن محافظة تشالين مصدر رئيسي للعمالة، الكثير من أهلها يخرجون للعمل في المدن. وحسب الاحصائيات، عدد الطلاب في مرحلة المدرسة الابتدائية والإعدادية هو 46502 طالب، ومنهم 13409 طالب ينتمي إلى جماعة ((الأطفال المتبقين))، و79.7% من هؤلاء الأطفال الذين يشرف على تربيتهم أجدادهم، و13% منهم يربيهم الأقارب الآخرين، و7.3% منهم لا يوجد أحد يتحمل مسؤولية تربيتهم.
هذا ومن أجل ضمان حياة الأطفال المتبقين في البيوت، قامت حكومة محافظة تشالين قبل كل المواسم الدراسية بجمع معلومات كاملة عن كل الطفل، وإنشاء آلية الدعم المالي لهؤلاء الأطفال بالتعاون مع المنظمات الجماهيرية المحلية، والعمل على توفير مساكن لكل الأطفال داخل المدارس. وحسب الإحصائيات، قد تم توزيع علاوة بقيمة 12.16 مليار يوان صيني خلال الفترة ما بين عام 2000 وعام 2011.
هذا وبسبب سوء الظروف الجغرافية وقلة المواد الطبيعية، تتخلف محافظة تشالين من حيث التنمية الاقتصادية، الأمر الذي يجبر الكثير من الشباب على العمل في الخارج. إن البيت هو ملجأ لكل شخص يتمتع بالراحة والحب فيه، لكن الأطفال المتبقين يفقدون حب أفراد العائلة منذ صغرهم. وفي عام 1993، بدأ تان وان ده، أبو تان هوان هوان، مسيرته للعمل في الخارج. وقال لمراسلنا:
"عملت في الخارج لمدة طويلة، في عام 1993، كنت لم أتزوج، وأغادر مسقط رأسي للعمل في مكان بعيد لكسب الأموال من أجل الزواج. كنت أعمل في مقاطعة قوانغدونغ، وبدأت إدارة دكان صغير في مقاطعة يوننان هذا العام. كنا نأتي ببنتنا إلى مكان عملنا، وبعد بلوغ عمرها سنة واحدة، عدنا بها إلى مسقط رأسي، ليربيها والديّ. حاولت العودة إلى البيت كل عيد الربيع، لكن أحيانا لا أستطيع ذلك، وعندما أقضي العيد في الخارج، أشتاق إلى أفراد أسرتي شوقا شديدا... مقاطعة يوننان بعيدة جدا."
إن هؤلاء الأطفال ينقصهم حب الوالدين، والإرشاد الصحيح في مجال أسلوب التفكير والقيم، حتى أجدادهم لا يستطيعون مساعدتهم في الدراسة، ورقابة تصرفاتهم بشكل دقيق، ولذلك بعضهم قد يصبحون شواذ من حيث الشخصية والمزاج. الآن، تقوم جدة تان هوان هوان بتربيتها، فإن تان وان ده لم يكن مطمئنا لبنته المتبقية في البيت، حيث قال:
"أنا أقلق قليلا حول بقاء بنتي في البيت وأمي تربيها. لكن من الضرورة أن أكسب أكثر في الخارج لتوفير رسوم الدراسة وتكاليف الحياة لها. لكن أقلق حول دراسة بنتي، إذا لم تدرس جيدا في طفولتها، فذلك يعد خسائر كبيرة لها ومن الصعب تعويضها في المستقبل."
هذا ومن أجل خلق جو أسري للأطفال المتبقين، أنشأت مدرسة سيتسونغ أول مركز الوصاية للأطفال المتبقين، الذي يلقب بـ((بيت الأطفال المتبقين))، وتشجع المعلمات بالمدرسة على تقديم رعاية خاصة للأطفال. وقال رئيس المدرسة السيد تشو:
"مع اتساع جماعة الأطفال المتبقين، مركز الوصاية يؤدي دورا أكبر في مساعدة ورقابة دراسة وحياة هؤلاء الأطفال، إننا ننشأ هذا المركز بهدف تقديم بيت جديد للأطفال المتبقين بعد انتهاء الدوام الدراسي، وضمان سلامتهم الجسمانية والنفسية."
هذه الأغنية تم إبداعها من أجل الأطفال المتبقين، وقالت بعض كلمتها: "المدرسة نشأت بيت الأطفال الجديد لنا، ونحن لا نخشى البقاء في بيتنا على حدة، نحن أصدقاء مثل الإخوة."
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |