CRI Online

محافظة تونغشين في شمال غربي الصين

cri       (GMT+08:00) 2012-03-05 14:48:24


مسجد تونغشين

تقع محافظة تونغشين في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة شمال غربي الصين. ويمثل المسلمون فيها ثمانين بالمائة من مجموع سكانها. ندعوكم أولا لزيارة المسجد هناك والذي يعتبر جزء لا يتجزأ من حياة الأبناء المسلمين.

يتواجد اليوم في منطقة نينغشيا أكثر من ثلاثمائة مسجد، ويعتبر مسجد تونغشين الواقع في محافظة تونغشين أكبر وأقدم مسجد في منطقة نينغشيا بأسرها. وحول ما يتعلق بتاريخ مسجد تونغشين، قال مسؤول معني بإدارة المساجد في محافظة تونغشين لمراسلنا:

"إن مسجد تونغشين مبنى قديم، تأسس في عام 1369 م في بداية أسرة مينغ الملكية، ويرجع تاريخه إلى أكثر من 600 سنة، ولذلك فيعتبر من أقدم المساجد العشرة في الصين."

وشرح المسؤول لنا تطور المسجد تاريخيا، وقال إن منطقة نينغشيا قد شهدت انتفاضة مسلحة شارك فيها عشرات الآلاف من الثوريين المسلمين. وكان مسجد تونغشين مقرا لقيادة الثوريين المسلمين. وقد تهدم المسجدُ بحرائق متعمدة على أيدي القوات المسلحة بعد احتلالها مدينة تونغشين عام 1865. وبعد أربعين سنة من ذلك، قام المسلمون هناك بإعادة بنائه اعتمادا على تبرعاتهم، الأمر الذي جعله يحتفظ بملامحه الأصلية.

وحول ما يتعلق بالأسلوب المعماري للمسجد، أشار المسؤول إلى أن عمران المسجد يتسم بالأسلوب المعماري التقليدي الصيني، حيث قال:

"بسبب تاريخه العريق، فإن أسلوبه المعماري يختلف عن الأساليب المعمارية الحديثة. لأنه قبل أكثر من 600 سنة، ورغم دخول الدين الإسلامي إلى الصين، غير أن الأسلوب المعماري العربي كان لم ينتشر إلى الصين، لذلك يتسم الأسلوب المعماري لهذا المسجد بالمميزات الصينية التقليدية."

تتسم زخارف مسجد تونغشين المعمارية بسماتها الخاصة. فترى على جملون قاعة الصلاة اليساري مثلا نقوشا دقيقة وممتعة، تصور طاقم الشاي وأزهار البُرقوق وزهرة عود الصليب واللوتس وأشجار الصنوبر والسرو ودالية العنب وشجيرات البامبو وغيرها. أما أبواب قاعة الصلاة ونوافذها الخشبية فهى تسر الناظرين أيضا بما تزهو به من الزخارف الجميلة.

ولا يعتبر مسجد تونغشين معبدا مفضلا للعابدين فحسب، بل له قيمة أثرية ثورية أيضا، إذ أعلن فيه عن تأسيس حكومة محافظة يوهاي الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة سنة 1936 بمساعدة الجيش الأحمر للعمال والفلاحين. وما ان تحررت هذه البقعة حتى أدرج المسجد في قائمة أهم الآثار الإسلامية المحمية. ومنذ تطبيق سياسة الانفتاح على الخارج في الصين استقبل مسجد تونغشين عددا كبيرا من البعثات الإسلامية والاخوة المسلمين من مختلف البلدان، والذين عبروا عن سرورهم الشديد بنجاته من التخريب الجسيم بأعجوبة. وفي هذا الصدد، شرح مسؤول معني بإدارة المساجد في محافظة تونغشين:

"أولا، إن هذا المسجد يعتبر من أقدم المساجد في الصين، ثانيا، تعتبر هذه المنطقة منطقة يسكن فيها عدد كبير من المسلمين، حيث تمتلئ بالبيئة الإسلامية العميقة. ومن الصعب أن يجد الزوار مثل هذا في المناطق الصينية الأخرى. لذلك فإن المسجد يعجب الزوار الأجانب كثيرا."

في الوقت الحالي، يعتبر هذا المسجد نصبا تذكاريا في قلوب مواطني تونغشين، ويعد أيضا فخرا كبيرا لجميع المواطنين هناك.

مستمعينا الأعزاء، يمكننا القول إن المساجد تلعب دورا هاما في تعريف الأبناء المسلمين بتقاليدهم وعاداتهم . وعلى صعيد آخر، يسهم التعليم الإسلامي الحديث إلى حد كبير في تطوير الأبناء المسلمين حضاراتهم وثقافتهم. وندعوكم الآن لمعرفة التعليم الإسلامي في محافظة تونغشين، والذي قدم مساهمات كبيرة في دفع نمو هذه المحافظة القديمة إلى الأمام.

عندما نتحدث عن التعليم الإسلامي في محافظة تونغشين، فلا بد أن نذكر كلية اللغة العربية هناك.

وقد تأسست كلية اللغة العربية في محافظة تونغشين في مارس من عام 1985 ، وأصبحت مركزا هاما لتدريب وإعداد الكوادر المتخصصة في مجال اللغة العربية هناك. وحتى العام الماضي، تخرج أكثر من 2000 طالب من هذه الكلية ومعظمهم يعملون في مجال تدريس اللغة العربية وأعمال الترجمة في المؤسسات والأجهزة الوطنية. وأثناء زيارتنا لهذه الكلية، صادفنا بعض الطلاب الذين كانوا يدرسون هناك. وحول ما يتعلق بسبب اختياره دراسة اللغة العربية في هذه الكلية، قال الطالب خه ياو الذي قد درس فيها لمدة سنة قال لمراسلنا:

"جاءت رغبتي لدراسة اللغة العربية لكوني مسلما. وبالإضافة إلى ذلك، أعيش في شمال غربي البلاد، مما أدى إلى أن تكون أفكاري محدودة نسبيا. لذلك، إذا أردنا أن نضيق الفرق بيننا وبين أبناء شرقي البلاد، فيجب علينا أن نتمسك ونطور ما تمتاز به قوميتنا. لذلك، قررت دراسة اللغة العربية في هذه المدرسة."

بعد التطور والتحسن لعدة سنوات، اشتهرت كلية اللغة العربية في محافظة تونغشين بتعليم ودراسة اللغة العربية في منطقة نينغشيا وحتى في البلاد بأسرها، وجذبت العديد من الأصدقاء الأجانب لزيارتها. نظرا للمساهمات التي تقدمها الكلية في تطوير التعليم القومي في منطقة نينغشيا، منحت الحكومة المحلية لها لقب "زهرة في التعليم القومي".

بالإضافة إلى تعلم اللغة العربية، فتحت الكلية العديد من المواد الأخرى مثل اللغة الانجليزية والكوبيوتر، من أجل تدريب وإعداد المزيد من الكوادر في مجال التعليم.

وفي الوقت الحالي، تلعب هذه الكلية دورا متزايد الأهمية في إعداد الكوادر المتخصصين في مجال اللغة العربية والتعليم القومي. وقال رئيس الكلية إنه يثق بأن تشهد الكلية المزيد من التقدم في المستقبل، وتقدم مساهمات كبرى في أعمال التعليم لمحافظة تونغشين.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي