تحت شعار " لي فنغ " ، الصينيون يسعون وراء أخلاق الحياة المقدسة

 ^{اجتاحت موجة جديدة للتعلم من جندي اسمه " لي فنغ " البلاد في العام الحالي}

تواصل مجموعة من المواطنين الصينيين العاديين السعي وراء الارتقاء بأخلاقهم الحياتية المقدسة من خلال مساعدة الآخرين، ويقولون إنهم يتعلمون من جندي عادي توفى قبل عقود، رغم أن عددا كبيرا من الصينيين الآخرين في المجتمع الحالي قد تركوا هذه الأفكار على خلفية الاقتصاد السوقي السريع النمو .

وقد اجتاحت موجة جديدة للتعلم من جندي اسمه " لي فنغ " ، اجتاحت البلاد في العام الحالي ، حيث تكرر حدوث مآسي أخلاقية حقيقية هزت نظام حياة الصينيين التقليدي .

وفي العاصمة الصينية بكين، نظم متطوعون فريق سيارات أجرة خاصة لمساعدة الركاب مثل الأيتام والمسنين في دور رعاية المسنين ، تحت شعار "لي فنغ" في السنوات الأربع الأخيرة . وقد بلغ عدد السيارات 65 .

وبالنسبة إلى تشاو يي نان ، وهو مذيع في محطة التلفزيون ببكين ، فقد افتتح أول دار سينما للمكفوفين في الصين ، حيث يساعد المكفوفين الذين يتوافدون على هذه الدار في شرح أحوال الأفلام المعروضة بشكل مجاني .

ونتعرف الآن على مسن صيني ينفذ وعده بالتعلم من لي فنغ خلال 49 سنة .

يبلغ شيوى شوانغ قونغ من العمر 72 سنة ويَقطُن مدينة تساو تشانغ بمقاطعة شاندونغ. ومُنِحَ المسن شيوى الذي ولد في نفس عام ميلاد لي فنغ رمز الإيثار الصيني لقب "لي فنغ في مدينة تساو تشانغ" ونموذج "مساعدة الآخرين" بمقاطعة شاندونغ تقديراً لتعلمه من لي فنغ خلال 49 سنة متتالية.

ومنذ عام 1963، شكل شيوى شوانغ دونغ مع بعض الشباب العاملين في نفس وحدة عمله "فرقة خدمة الشعب للتعلم من لي فنغ " من أجل مساعدة الآخرين على إصلاح الدراجات وأنابيب المياه وغيرها من الأشياء البسيطة في وقت فراغهم.

ومع مرور الأعوام، أصبح المسن شيوى الوحيد الذي لا يزال يخدم في الفرقة، ومن أجل خدمة الشعب بشكل أفضل، فتح شيوى خط تليفون ساخناً لتلقي الاتصالات من الذين يحتاجون إلى مساعدة.

ومع كِبر عمر شيوى، نصحه كثيرون بوقف الخدمة والاستراحة غير أنه كان يرد عليهم مُبتسِماً قائلاً إن العمر الكبير لا يعني العجز عن مساعدة الآخرين، وطالما تتحرك يداي وقدماي ويتحدث فمي، سأبذل ما في وسعي لخدمة الشعب كما فعل لي فنغ إلتزاماً بوعدي بـ"التعلم من لي فنغ والقيام بأفعال طيبة طول عمري".

وتجدر الإشارة إلي أن لي فنغ كان قد ولد في أواخر عام 1940 في مقاطعة هونان بوسط الصين، وأصبح يتيماً في سن السابعة. وبدأ العمل في مصنع للفولاذ في عام 1958 ثم التحق بالجيش في عام 1960 عندما كان في العشرين من عمره. واشتهر لي فنغ بتكريس معظم أوقات فراغه وأمواله لمساعدة المحتاجين في نكران ذات نادر. وتوفي جراء اصابته بجروح بعد تعرضه لضربة على الرأس بواسطة سارية عندما كان يساعد زميله الجندي في توجيه شاحنة يوم 15 أغسطس 1962. وبعد مرور عام على وفاته دعا الزعيم الراحل ماو تسي تونغ الأمة قاطبة لإتباع نموذج لي فنغ، وأصبح يوم 5 مارس من كل عام "يوم لي فنغ ".

مستمعينا الأحباء، تستمعون الآن إلى برنامج ((صور من المجتمع)) تقدمه إذاعة الصين الدولية. وبعد الفاصل الموسيقي، سنعود إلى الجزء الثاني من البرنامج، وسنقدم لكم تقريرا بعنوان: المؤتمر الاستشاري السياسي في عيون دبلوماسيين أجانب