CRI Online

السيدة المسلمة التي تعمل على إنشاء جسر لأبناء مسقط رأسها

cri       (GMT+08:00) 2012-03-19 10:13:48

يقام على نهر صغير يمر بمحافظة تشينغخه الواقعة في أقصى شمالي منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور المسلمة شمال غربي الصين جسر فولاذي معلق يبلغ طوله 91 مترا وعرضه 1.4 أمتار، ويساعد هذا الجسر السكان المحليين على أحد مجري النهر في الاستمتاع بسعادة وفرح أكثر مما كان الحال عليه سابقا.

ويسمى هذا الجسر ب"أمينة" الذي كان اسما لإمرأة عادية من قومية الويغور المسلمة، وقيل إن تسمية الجسر بالاسم الشخصي للمرأة العادية أمر وحيد في محافظة تشينغخه.

أمينة ساووتي إمرأة ويغورية يبلغ عمرها 56 سنة، تعمل في التجارة في مركز محافظة تشينغخه. رغم أن متجرها صغير ودخلها غير كثير، غير أن أمينة يسعدها أن تقدم مساعدات للآخرين. وفي هذا الصدد، قالت كونغ شيو تشين التي تعمل في التجارة الصغيرة في المركز التجاري بالمحافظة:

"مهما كان من يواجه صعوبات ويحتاج إلى مساعدة، تقدم أمينة له معونات، ولهذا السبب، تحظى باحترام كبير لدى السكان هنا، وهي طيبة جدا."

يحيط نهران مركزَ محافظة تشينغخه، أحدهما النهر الذي يقيم على أحد مجرييه آلاف العائلات من ثلاثة أرياف. وعزل هذا النهر هؤلاء الريفيين ومركز المحافظة، وبسبب الطريق الموجه من أريافهم إلى مركز المحافظة والذي يمتد ب62 كيلومترا، لذلك اختاروا المرور بالنهر مباشرة نحو المجرى المقابل، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بالأمراض بسبب البرد الشديد في مياه النهر.

وشكى العديد من هؤلاء الريفيين لأمينة أثناء زياراتهم لمتجرها صعوباتهم في الوصول إلى مركز المحافظة من منازلهم ، واستعرضت أمينة مثالين حول هذا الصدد، حيث قالت:

"قبل سنوات، كانت هناك سيدة حامل في قرية أخارين، وكانت في الأربعين من عمرها تقريبا. وحان موعد ولادتها التقريبي، غير أن هذه المنطقة كانت منطقة بثلوج كثيفة. وبسبب المسافات الطويلة والجو السيء، لم تستطع المرأة الوصول إلى المستشفى في وسط المحافظة في الوقت المناسب، وتعرضت لنزيف حاد في الطريق إلى المستشفى وتوفيت قبل الولادة. وهناك مثال آخر، حيث أصيب شاب من نفس القرية بنزيف في الدماغ ليلة ما، ونُقل إلى مستشفى وسط المحافظة، غير أنه توفي بسبب المسافة الطويلة والطريق الصعب فور وصوله إلى المستشفى. وأحزنتني كثيرا هذه الأمور."

وبسبب هذا، ظهرت فكرة في ذهن أمينة، وهي إنشاء جسر على هذا النهر لربط هذه الأرياف الثلاثة ووسط المحافظة، غير أن الوديعة المالية لأمينة كانت 40 ألف يوان صيني فقط، ويحتاج إنشاء جسر على هذا النهر إلى 300 ألف يوان على الأقل. وكانت محافظة تشينغخه فقيرة، ولا تستطيع دفع هذا المبلغ.

كيف تجمع هذا المبلغ الهائل لإنشاء الجسر؟ كان زوج أمينة يرى أن فكرتها مستحيلة للتحقيق. غير أن الريفيين قدموا لها دعما كبيرا، وقالت أمينة:

"ذات يوم، جاء مسن من هؤلاء الريفيين إلى متجري، وقلت له فكرتي في إنشاء جسر لهم، وتأثر المسن كثيرا وأعطاني 500 يوان صيني وقال لي: يا ابنتي، افعلي، سنقدم لك مساعدات."

وقالت أمينة إن الدعم الكبير من الريفيين قدم لها تشجيعا كبيرا، كما أسعدها تأييد أولادها، حيث قالت:

"عمل ولدي الكبير في مؤسسة، وقدم لي أكثر من 10 آلاف يوان صيني، وأعطاني ولداي الثاني والثالث أربعة آلاف وخمسة آلاف يوان صيني لإنشاء الجسر."

وأثرت تحركات أمينة على العديد من الناس الذين قدموا مساعدات كبيرة لإنشاء الجسر. وقالت أمينة:

"قال المسؤول عن ممارسة الأعمال المعمارية: هذه العمة وفرت الأموال من أجل إنشاء جسر للرعاة والريفيين، فلا نريد أية فائدة من هذه الأعمال المعمارية إلا تكاليف المواد ورواتب العمال."

وجرت أعمال إنشاء الجسر بصورة سلسة، واستمرت لمدة شهر فقط. وفي نهاية أكتوبر عام 2009، استكملت الأعمال المعمارية، وانتصب جسر معلق فولاذي جميل على النهر. وفي ذلك اليوم، ارتدى الريفيون المقيمون على أحد مجريي النهر ملابس جديدة وغنوا ورقصوا للاحتفال بتشغيل الجسر. وقال زوج أمينة إنه لم يتوقع حتى في الحلم أن زوجته بإمكانها إنجاح هذا الأمر الذي أسعد كل الأبناء الريفيين في هذه المنطقة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي