شاديان، بلدة إسلامية متميزة

الفتيات المسلمات ببلدة شاديان  

إذا وصلت إلى بلدة شاديان، فستجد أنها بلدة تتميز بالخصائص الإسلامية البارزة، إذ توجد فيها العديد من المساجد المتسمة بالأسلوب المعماري العربي، مما يجعلك تشعر بأنك قد وصلت إلى بلدة بدولة عربية. وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر المنازل السكنية الفاخرة والمتسمة بالخصائص الإسلامية من المميزات البارزة لهذه البلدة الصغيرة. ولكن، في الحقيقة، لا تبلغ المساحة الزراعية لكل فرد ببلدة شاديان 250 مترا مربعا، مما وضع حدا كبيرا على تطوير اقتصاد البلدة. ومن أجل مواصلة تطوير الاقتصاد وإسعاد السكان المحليين المسلمين، قررت الحكومة المحلية للبلدة العمل على تطوير السياحة الثقافية المتميزة بخصائص قومية هوي المسلمة في شاديان.

أنشأت بلدة شاديان عام ألفين وعشرة مسجدا كبيرا بتبرعات بلغت مائة وعشرين مليون يوان صيني من المسلمين المحليين ويمكنه أن يتسع لعشرة آلاف شخص لأداء الصلاة في آن واحد، ويعتبر أكبر مسجد في منطقة جنوب شرقي آسيا، ويعد أيضا جزءا مهما لأعمال تطوير السياحة الإسلامية بهذه البلدة المسلمة.

وإلى جانب ذلك، يعتبر "الشارع المسلم"، الذي يبلغ عرضه 42 مترا وطوله 1.5 كيلومترا وباستثمار نحو أربعة ملايين يوان صيني، مشروعا رمزيا آخر لتنمية الاقتصاد ببلدة شاديان. ومع استكمال بناء المستشفيات المسلمة ودار ثقافة قومية هوي المسلمة ومركز الرياضة والثقافة لقومية هوي المسلمة وغيرها من المباني الإسلامية المتميزة في شاديان، تنتشر سمعة البلدة أكثر فأكثر في أرجاء البلاد، حيث جذبت شاديان العديد من الزوار إليها.

ما مينغ، طالب في كلية اللغة العربية بجامعة بكين، قال بعد زيارته لبلدة شاديان إن عظمة المسجد وجمال البلدة أدهشاه كثيرا:

" أشعر بدهشة كبيرة، إن مسجد شاديان عظيم جدا، وأعتقد أنه الأعظم والأجمل ضمن المساجد التي زرتها سابقا، لقد ترك جماله إنطباعا عميقا لدي. وإلى جانب ذلك، وجدت أن المنازل السكنية في شاديان جميلة وفاخرة، ويعيش السكان المحليون هنا عيشة سعيدة."

بفضل الملامح الإسلامية المتميزة لبلدة شاديان، شهد الاقتصاد السياحي هناك تطورا متواصلا خلال السنوات الأخيرة، حيث تستقبل بلدة شاديان عشرة آلاف زائر تقريبا كل سنة، مما يوفر للتنمية الاقتصادية بالبلدة فرصا غير مسبوقة.

توجد في "شارع التجارة المسلم" ببلدة شاديان عشرات المتاجر التجارية، حيث تباع مختلف البضائع، بما فيها الضروريات اليومية والأزياء المتسمة بالخصائص الإسلامية والمأكولات المسلمة والمنتجات المحلية المتنوعة، مما يعجب المستهلكين والزوار كثيرا.

وحول ما يتعلق بتطور بلدة شاديان، قال رئيس الجمعية الإسلامية بمقاطعة يوننان السيد ما كاي شيان:

"كانت بلدة شاديان تتمتع بأساس متين للثقافة الدينية في التاريخ، وبعد اتخاذ البلاد سياسات الإصلاح والانفتاح، أثارت السياسات القومية والدينية للبلاد حب وحماسة المسلمين في تطوير الاقتصاد المحلي، وتوافق سياسات البلاد مع الروح الإسلامية التي تدعو إلى السلام والتقدم والعمل. وإذا لم يكن هناك مثل هذا المناخ الجيد، فلا يمكن أن تتحقق التنمية الاقتصادية المحلية لمختلف مناطق البلاد."

في الوقت الحالي، ما زالت بلدة شاديان تعمل على تحسين منشآتها السياحية، وبعد استكمال كل المشاريع، فمن المؤكد أنها ستجذب المزيد من الزوار المسلمين وغير المسلمين لزيارتها والتعرف على خصائصها الإسلامية وثقافة قومية هوي المسلمة هناك.