الصين تبذل أقصى جهودها لدفع بناء المساكن الضمانية

انتقلت تشو لان هوا إلى مسكنها الجديد فى يوم 31 مارس 2011 . أما بالنسبة لهذا اليوم فهى تتذكره بسهولة، ولكنها تخجل من تذكر تجربتها وقت الزواج من شريك عمرها مضيفة بأن " أخواتى العزيزات يقلن جميعا أننى جلبت لهن السرور مع إقامتي في هذه الشقة الجيدة. ولم يتسن لي الدراسة بالمدرسة إلا قليلا، ولست ماهرة فى دبج كلمات يطرب لها السمع، والآن لا أرغب فى قول أى كلمة سوى توجيه الشكر للحزب والحكومة."

ويعتقد المسن منغ شياو قوانغ وزوجته من مجمع " لونغ فانغ بى يوان " السكنى بالمدينة المذكورة آنفا ان بناء الحكومة للمساكن الضمانية يعد من الشؤون الجيدة للغاية إذ لم يعد لديهما قلق حيال ظروف السكن عند الشيخوخة .

فى الماضى استأجرا مسكنا صغيرا فيه سرير واحد فقط، وعندما كانت ابنتهما، التى تدرس فى الجامعة ، تعود إلى بيت العائلة ، يضطر منغ إلى النوم على الأرض بعد نوم زوجته وابنته .

هذا وقد تم فى مساكن المجمع السكنى المذكور آنفا تركيب معدات الغاز الطبيعى والسخانات، ويمكن الإقامة فيها بصورة مباشرة بدون جلب أى أثاث. وبعد انتقال منغ إلى المجمع السكنى قال لزوجته " إنه يشعر كما لو أنه يسكن فى فندق، وما كان يلائمه ذلك فى الأيام الأولى ."

وفى كثير من المدن الصينية، أدى الارتفاع المجنون لأسعار المساكن إلى عدم قدرة بعض عامة الناس من تحمل ذلك، الأمر الذى أدى إلى شكاوى متزايدة من قبلهم سعيا وراء " الإسكان المريح والمعيشة بطمأنينة والعمل بارتياح". كما أضافت أسعار المساكن المرتفعة الشاذة عناصر غير مستقرة على الأداء الاقتصادى. ففى عام 2010 بلغ نصيب الفرد من الإيرادات القابلة للتصرف للمواطنين الحضريين بمدينة بكين العاصمة الصينية 29073 يوانا، ويعنى ذلك أن شخصا يمكنه شراء شقة مساحتها حوالى 90 مترا مربعا بالعمل المتواصل لمدة 60 سنة بدون أكل أو شرب .

وعلى هذه الخلفية قررت الحكومة الصينية دفع تنفيذ مشروع الإسكان المريح الضمانى باعتباره توسيع للطلب المحلى ودفع النمو الاقتصادى بينما طرحت فى نوفمبر 2008 إجراءات رئيسية لمواجهة الصدمات الناجمة عن الأزمة المالية العالمية .

وخلال أكثر من سنتين بعد ذلك تم فى عموم البلاد بناء 13 مليون شقة من المساكن الضمانية المختلفة مثل المساكن رخيصة الإيجار والمساكن ذات الاستئجار العام والمساكن التوطينية والإصلاحية بمناطق الأكواخ والمساكن الاقتصادية والصالحة للاستخدام والمساكن التجارية ذات الأسعار التقييدية، وبما فى ذلك تم إنجاز تدشين أكثر 8 ملايين شقة، ما جعل مجموعة كبيرة من عامة الناس الذين تواجههم صعوبات فى الإسكان يحققون حلمهم في توفير الإسكان المريح .