|
||
cri (GMT+08:00) 2012-05-07 15:51:36 |
انتشر الإسلام في الصين منذ أواسط القرن السابع، ويرجع تاريخه إلى ما قبل أكثر من 1300 سنة. ويعيش 70 في المائة من إجمالي عدد السكان المسلمين الصينيين في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور المسلمة ومنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة وكذلك مقاطعتي قانسو وتشينغهاي شمال غربي الصين، بينما ينتشر 30 في المائة الآخرون في أنحاء البلاد. ويبلغ عدد السكان المسلمين في مدينة بكين عاصمة الصين 250 ألف نسمة، حيث يوجد فيها أكثر من 2000 مطعم إسلامي وأكثر من 70 مسجدا.
تقع مقاطعة قانسو شمال غربي الصين، وتعتبر من المناطق الرئيسية التي يعيش فيها العديد من المسلمين في الصين، حيث هناك بلدة صغيرة إسمها لينتان التي تعتبر بلدة مسلمة عريقة. وتقع محافظة لينتان، التي كانت تسمى قديما "تاوتشو"، في جنوبي المقاطعة، فهي في المنطقة الرابطة بين المنطقة الزراعية ومنطقة الرعي بالطرف الشمالي لهضبة تشنغتسانغ العالية، وهي منطقة تمتزج فيها ثقافة قومية هان وثقافة قومية التبت. ويبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر 2825 مترا، وتبلغ مساحتها أكثر من 1500 كيلو مترا مربعا، وحسب الإحصاء السكاني الوطني عام 2004، يبلغ إجمالي عدد سكانها 150 ألف نسمة تقريبا، ومعظمهم في الريف، ويقطنها إضافة إلى قومية هان، أبناء تسع أقليات قومية، ومنها بعض القوميات المسلمية مثل قوميات هوي ودوشيانغ وسالار المسلمة. وتبلغ نسبة أبناء الأقليات القومية 30 % من إجمالي عدد سكان المحافظة، حيث يبلغ عدد أبناء قومية هوي المسلمة 23 ألف فرد، وتعد محافظة لينتان أكبر محافظة بولاية قومية التبت الذاتية الحكم بجنوب مقاطعة قانسو من حيث عدد الأبناء المسلمين.
قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، تأسست العديد من المدارس الإسلامية في محافظة لينتان، وانتشرت الثقافة الإسلامية انتشارا متواصلا. وخلال فترة جمهورية الصين، تطور التعليم الإسلامي الحديث بلينتان تطورا سليما وسريعا، وخرج منه عدد كبير من الشخصيات الهامة للدولة، وأصبح نظام التربية والتعليم الإسلامي الحديث بلينتان فرعا هاما للأنظمة الجديدة للتعليم والتربية الإسلامية على نطاق البلاد. وتجاوز تطبيق نظام التربية والتعليم الحديث للمسلمين هناك حدود الجنس والقومية مسايرة لخطوات تطور التعليم الحديث في الصين، حيث امتزج تطوير الثقافة الإسلامية بقضية التعليم لنهضة الدولة. وقد تحملت مهمة تطبيق نظام التعليم الإسلامي بلينتان الجمعيات الإسلامية المحلية التي أسست مدارس عدة للمسلمين هناك مما دفع تطور الثقافة والشعائر الإسلامية في هذه المحافظة.
شيداوتانغ هيئة إسلامية بلينتان تأسست في أواخر أسرة مينغ الملكية (1368- 1644م) وأوائل أسرة تشينغ (1616- 1911م)، وقد جمعت شيداوتانغ بين الحضارة الإسلامية وحضارة الصين التقليدية التي يمثلها رئيسيا المذهب الكونفوشي، وأقامت مدارس إسلامية رسمية تدرس فيها العلوم الإسلامية إلى جانب المواد الدراسية الوطنية واللغة الإنجليزية، وتقبل التلاميذ من القوميات المختلفة مجانيا، فتخرج منها دفعات كثيرة من المؤهلين والأكفاء، ووضعت أساسا عميقا للتعليم الإسلامي الحديث في هذه المنطقة. وحتى خمسينيات القرن الماضي، تخرج المئات في مدارس شيداوتانغ، والتحق أكثر من عشرة منهم بالجامعات الشهيرة في الصين، مثل جامعة بكين، جامعة تشونغشان، وجامعة لانتشو.
وفي عام 2004، بلغت نسبة دخول المدرسة للأطفال في سن الدراسة 96 %، وبلغ عدد الطلاب المسلمين الذين يدرسون في المعاهد والجامعات للحصول على شهادات الليسانس، الماجستير، الدكتوراه، ما بعد الدكتوراه، حوالي ألفي فرد، ويمثلون 10% من إجمالي الأبناء المسلمين في محافظة لينتان، وهي نسبة تفوق المعدل الوطني للتعليم في الصين. حتى عام 2003، بلغ عدد خريجي الجامعات من مسلمي لينتان، الذين حصلوا على شهادات الماجستير والدكتوراه وما بعد الدكتوراه، أكثر من ثلاثين فردا. وبذلك، تحدونا ثقة بأن يشهد التعليم الإسلامي بهذه المحافظة وبمنطقة شمال غربي الصين وحتى بأرجاء البلاد أكثر تطور في المستقبل.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |