CRI Online

مسجد تشيوفو بمقاطعة شاندونغ الصينية

cri       (GMT+08:00) 2012-05-14 17:24:43





autostart="true"

src="mms://webcast.cri.cn/cairo/musilin/20120512musilin.wma"

type="video/x-ms-wmv" width="285" height="44">

تقع مدينة تشيوفو بجنوب شرقي مقاطعة شاندونغ شرقي الصين، وكانت المدينة عاصمة لدولة لو الملكية في عصر الربيع والخريف بالتاريخ الصيني، وتعتبر أيضا مسقط رأس الفيلسوف الصيني المشهور كونفوشيوس، لذلك فإن مدينة تشيوفو تسمى ب"المدينة المكرمة الشرقية" في الصين، ويسكن فيها أبناء مختلف القوميات ومن بينهم المسلمين الذين يعيشون هناك بصورة سعيدة. ويعتبر مسجد تشيوفو بيتا للأبناء المسلمون في هذه المدينة.

تأسس مسجد تشيوفو في منتصف عهد أسرة مينغ الملكية، ويرجع تاريخه إلى ما قبل خمسمائة سنة. وبسبب تاريخه الطويل وقلة الإصلاحات والترميمات، وحتى نهاية القرن الماضي، لم تبق من قاعات المسجد إلا القاعة الغربية. وفي أوائل القرن الماضي، تأسست "الدورة الدراسية للقرآن الكريم باللغة العربية" في هذا المسجد والتي تعتبر أول مدرسة تعلم أطفال قومية هوي المسلمة في مدينة تشيوفو اللغة العربية و"القرآن الكريم" و"الحديث النبوي" والدين الإسلامي.

وفي فصل الربيع من عام ألفين وواحد، وبرعاية الحكومة المحلية والأجهزة المعنية، أُستؤنف بناء المسجد على مساحة تبلغ ثلاثة ألاف وثلاثمائة وثمانين مترا مربعا، وتتسم القاعة الرئيسية ذات الطابقين بالخصائص العربية، وتبلغ مساحتها تسعمائة وسبعة أمتار مربعة. وبالإضافة إلى ذلك، أُنشئت المئذنة والمكتبة وبعض المنازل السكنية في الوقت نفسه. وحول ما يتعلق بإعادة بناء المسجد، قال أحد المسؤولين بالمسجد إنه في عام ألفين، أرسلت الحكومة المحلية بمدينة تشيوفو فريق عمل يتكون من ستة أشخاص إلى المسجد لزيارة الأبناء المسلمين هنا، حيث وجد الفريق أن ظروف المسجد كانت حينذاك غير متطابقة مع التنمية الاجتماعية، فقررت الحكومة بعد ذلك إعادة بناء هذا المسجد القديم.

وقال المسؤول أيضا إن الحي السكني القومي في مدينة تشيوفو قام في ذلك الوقت بجمع تبرعات بلغت مليون وثمانمائة ألف يوان صيني لإعادة بناء المسجد. وفضلا عن ذلك، قدمت مختلف الشخصيات في مدينة تشيوفو مساعدات مالية كبيرة لأعمال إعادة البناء. وبفضل ذلك، سارت أعمال البناء بشكل سليم.

بعد إعادة بناء المسجد، قام الأبناء المسلمون بالعديد من الأنشطة الدينية العادية هناك. وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي عدد السكان في هذا الحي الذي يقع فيه مسجد تشيوفو يبلغ أكثر من ثلاثة ألاف وأربعمائة نسمة، بينهم أكثر من ألفي شخص من قومية هوي المسلمة. ولذلك، لاقت إعادة بناء المسجد ترحيبا حارا من قبل الجماهير المسلمة في مدينة تشيوفو.

وبمناسبة يوم الجمعة، يمتلأ المسجد بالكثير من الناس، والذين يأتون إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، حيث خصص المسجد مكانا خاصا للنساء المسلمات لأداء الصلاة فيه. وفي الوقت الحالي، يحب المسلمون بمدينة تشيوفو القيام بالأنشطة الدينية في هذا المسجد. فإذا واجه الأبناء المسلمون صعوبات، ساعدهم المسجد على حلها. فأصبح المسجد يعتمد اعتمادا على المسلمين هناك، بينما يعتبر الأبناء المسلمون المسجد كبيتهم المشترك.

وقال نائب رئيس الجمعية الإسلامية بمدينة تشيوفو الشيخ يوان تساي دونغ إن المسجد لا يساعد المسلمين على استكمال الأعمال الدينية الأساسية فحسب، بل يقيم نشاطات بمناسبة سفر المسلمين إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج. وبالإضافة إلى ذلك، تقام الأنشطة بمناسبات الأعياد الإسلامية الهامة في هذا المسجد أيضا، ومنها مناسبات صلاة يوم الجمعة وعيد الفطر وعيد الأضحى وعيد المولد النبوي الشريف وشهر رمضان، حيث يعلم شيخ المسجد تعاليم ومبادئ الدين الإسلامي لأبناء المسلمين.

وفي الوقت الحالي، لا يعتبر مسجد تشيوفو مكانا يقيم فيه أبناء المسلمين نشاطات دينية عادية فحسب، بل أصبح الآن منصة تعمل من خلالها الشخصيات الدينية والجماهير المسلمة على تعزيز الإنسجام القومي.

انتشر الإسلام في الصين في أواسط القرن السابع الميلادي. وفي أسرة تانغ الملكية التي يرجع تاريخها إلى ما قبل أكثر من 1400 سنة، كان يعيش في الصين العديد من التجار العرب والفرس، والذين حافظوا على ديانتهم وتزوجوا مع الصينيين.

ومع مرور الزمن، شهد عدد المسلمين في الصين ازديادا متواصلا، وفي الوقت الحالي، تنتشر الأحياء الإسلامية في عموم الصين، وخاصة في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة ومنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور شمال غربي الصين.

وتوجد في الصين عشر قوميات تدين بالإسلام، وهي: قوميات هوي والويغور والقازاق والقرغيز والأوزبك والتتار والطاجيك ودونغشيانغ وسالار وباوآن، والتي يبذل أبناؤها جهودا مشتركة مع أبناء القوميات الأخرى لبناء الوطن.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي