معرض التراث غير المادي في شينجيانغ

يقام الآن وفي هذه الأيام معرض التراث غير المادي في شينجيانغ ولا يمكننا أن نفوت هذه الفرصة علينا، لنتنسم عبق هذه الحضارات المتلاحقة على هذه البقعة من الأرض.

هذه الحضارة التي ضربت جذورها في أعماق التاريخ، فترى فنون الخزف والفخار بأروع اللوحات والتشكيلات.

الأزياء التقليدية لقومية الويغور

ويسحرك الزي التقليدي المزركش لقومية الويغور حتى ليتخيل إليك أنها حيكت على يد نحات أتى من عصور الرومان وليس خياط شينجياني بسيط.

تمازج الألوان وتماهيها يعود بعجلة الزمان ليأخذك إلى شهرزاد وألف ليلة وليلة.

بريقها ومرصعاتها وحتى الفتيات التي تعطي لهذه الأزياء الروح وتجعل الحياة تسري فيها.

ولا يكتمل المشهد إلا بلباس الرأس فتقف أمامه لترى الأشكال الهندسية واليدوية من فرو الثعالب المحلية والغزلان والصوف وشعر الجواميس واللاما وغيرها، مظهرها وحده كفيل بأن يمنحك شعوراً بالدفء والبهجة.

ويخبرك الخط الويغوري عن تبادل الحضارات والمعارف بين الأمم، وإرخاء ظلالها على ثقافتهم كانسياب نهر الغانتسي بين التلال والسهول ليروي زهورها وأشجارها وتتغذى وتنهل من مياهه ينابيعها فهو خلق من رحم الحروف العربية وتأثر بها تأثر الطفل بوالديه.

ويتمتع هذا الخط بشعبية لا مثيل لها وهذا ما تستشفه من الإقبال الكبيرعلى شراء المخطوطات أو على الأقل قراءتها فهي حكم أمثال وعبر.

كهذه المخطوطة التي كتب فيها "العلم شجرة والعمل ثمارها"، فحق لها أن تكتب بماء الذهب على سندس أخضر وليس بالمداد الأسود الخاص بالمخطوطات الويغورية.

وقد خطت على ورق صنع يدوياً من الخشب ليحاكي بردي الفراعنة.

ومن خلال زيارتك لهذا المعرض تشعر بأنك تسير على طريق الآباء والأجداد طريق الحرير أو بالأصح نهر طريق الحرير الذي يفيض الإرث الإنساني والحضارة البشرية على ضفتيه، ليعم خيره كل ما يحتك به أو يحاذيه فهو حمل إلى جانب كل هذا، الأديان والمعتقدات لتنحني بأغصانها الغضة و تفيء على هذه الفنون والصناعات.

وبعيداً عن كل هذه الروائع وأكثر ما لفت نظري وهو الأروع هو إبتسامة القائمين والمشاركين والجمهور والذي تحس بصدق مشاعرهم وحرارة ترحيبهم وتلامسها بقلبك قبل أن تطرق أسماعك فلا يمكن أن ترى هذا الترحيب و تشم عبيره إلا في هذه الرقعة، فأنت تعود محملاً بالهدايا الثمينة و الذكريات العطرة وأرقام الجوالات والعناوين البريدية وكماً كبيراً من الأصدقاء الجدد.