حياة مسلمي شارع نيوجيه ببكين

يعيش في مدينة بكين العاصمة الصينية عدد كبير من المسلمين من مختلف القوميات، فهناك بعض المجمعات السكنية المسلمة المنتشرة في أنحاء المدينة، بما في ذلك شارع نيوجيه الذي يعتبر أكبر وأشهر مجمع إسلامي ببكين، وفي حلقة اليوم، سندعوكم لزيارته والتعرف على حياة المسلمين هناك.

يقع شارع نيوجيه في وسط حي شيوانوو بجنوبي مدينة بكين. وبني مسجد نيوجيه في عام تسعمائة وستة وتسعين. ومنذ ذلك الوقت، يعيش أبناء مختلف القوميات، وخاصة قومية هوي المسلمة، جيلا بعد جيل حول المسجد، ومن فترة ما قبل ألف سنة تقريبا حتى اليوم. ومسجد نيوجيه مزار لمسلمي الصين، كما زاره وصلى به كثير من قادة الدول الإسلامية كما يعتبر المسجد نافذة للأجانب في بكين لمعرفة الدين الإسلامي والمسلمين في الصين. وحديثة فإننا مازلنا

ويعيش اليوم أكثر من خمسين ألف نسمة في هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها واحد فاصل أربعة (1.4) كيلومترا مربعا، منهم أكثر من اثنتي عشر ألفا من قومية هوي، أي ثلاثة وعشرين في المائة من إجمالي عدد السكان.

قبل سنوات، كان شارع نيوجيه غير مزدهر مثلما هو الحال في الوقت الحالي. وكان عرض الشارع الرئيسي سبعة إلى تسعة أمتار فقط، وتطل عليه المساكن مباشرة، ويختلط فيه المشاة مع راكبي الدراجات والسيارات.

^{المسلمون يقومون بالصلاة الجماعية في مسجد نيوجيه}

قررت حكومة بكين ولجنة حي شيوانوو تنفيذ مشروع إعادة تعمير البنايات القديمة وتوسيع الشارع، اعتبارا من نوفمبر عام ألف وتسعمائة وسبعة وتسعين. وقد أولت الحكومات على مستوى المدينة والحي هذا المشروع اهتماما بالغا من أجل حماية السمات القومية الخاصة للشارع. وأصدرت الحكومات قرار "السماح بعودة سكان الشارع إلى نفس المنطقة بعد اكتمال المشروع وتشجيعهم على الانتقال إلى الخارج".

^{المسلمون يقومون بالصلاة الجماعية في مسجد نيوجيه}

الخامس والعشرون من سبتمبر عام ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين يوم خاص لأبناء شارع نيوجيه، ففي هذا اليوم، عادوا إلى بيوتهم الجديدة في شارعهم بعد إتمام المرحلة الأولى للمشروع. وعادت أكثر من ثلاثة آلاف أسرة إلى شارع نيوجيه الذي عمته الفرحة، وكأنه يوم عيد، رفرفت الرايات وساد الابتسام.

بدأت المرحلة الثانية للمشروع في نهاية عام ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين، وأقيمت المدرسة الإبتدائية لقومية هوي في عام ألفين واثنين ومجمع نيوجيه التجاري للأطعمة الإسلامية وفندق نيوجيه للمسلمين وشارع الأطعمة الإسلامية الخفيفة ومتجر للشاي وميدان ومطاعم إسلامية كبيرة أخرى عام ألفين وثلاثة .حديثة فإننا مازلنا

^{مسجد نيوجيه}

مع تحسن ظروف حياة المسلمين في نيوجيه، تتغير أفكارهم في العمل والدراسة والتجارة أيضا. العجوز تشيان ده تساي البالغ من العمر إثنين وسبعين عاما، وهو صاحب مطعم كعكة نيان قاو (نوع من الأطعمة الإسلامية) يعيش مع زوجته في شقة مساحتها مائة متر مربع، قال: "في الماضي، كان القليل من أولادنا يلتحقون بالجامعات، لكن خلال هذه السنوات، ازداد عدد الطلاب المسلمين في نيوجيه ممن يلتحقون بالجامعات. التحق حفيدي وحفيدتي بالجامعة ولكل واحد من أولادي الخمسة شقة خاصة. مع أن المسلمين في شارع نيوجيه انتقلوا إلى مباني عالية وحديثة فإننا مازلنا نلتقي في ميدان الحي ونزور بعضنا البعض، مثلما كنا نفعله في أيام البيوت القديمة."