|
||
cri (GMT+08:00) 2012-09-17 16:48:02 |
عرف علماء المسلمين البلور وهو الزجاج الممتاز أي الكريستال بحسب التعريف الكيماوي الصحيح الذي يحتوي على نسب مختلفة من أكاسيد الرصاص، وصنعوه بإتقان، وعرفوا منه نوعاً طبيعياً، وما زال يستعمل كما استعمله المسلمون من قبل في صناعة الأقداح والأواني والثريات، وكذلك في صناعة الخواتم وأدوات الزينة وكثير من الأدوات المنزلية، وقد اشتهرت مدناً عربية ببلورها الطبيعي مثل النجف في العراق، وحلب في سورية وصنعوا منه نظارات العيون وكانوا يسمونها منظرة .
من المعروف أن المسلمين استعملوا الأدوات الزجاجية في مختبراتهم، وابتكروا الإنبيق والأثال كما تدعى الأجزاء السفلى من آلة التقطير الحديث، واستعمل الكاثي في عملية التقطير فرناً خاصاً تتجدد فيه مواد الاحتراق تلقائياً، وتثبت الأنابيب الداخلية بعضها ببعض بواسطة قطع من القماش.
سماه المسلمون زجاجاً وقزازاً وقوارير، وعرفوا منه المعدني والمصنوع، وكانوا يسمون الزجاج الصافي بالبلور، وأجوده الشفاف الرزين الكثير الأشعة الكائن بجزيرة البندقية في إيطاليا وحلب وقد صنعوا الزجاج بخلط جزء من القلي مع نصف جزء من الرمل الأبيض الخالص ويسبكان إلى حد الامتزاج، وعرف كيميائيوهم نوعاً من الزجاج يصير في كيان المنطرقات يلف ويرفع، وقد احتفظوا لأنفسهم بأسراره، وأشاروا إليه بالرموز، ويعرف عندهم بالملوح به والمطوي، وصنعوا زجاجاً فضي اللون بمزج كميات متساوية من كل من اللؤلؤ والنشادر والتنكار والملح الأندراني يذاب بالخل ويطلى به الزجاج، ويدخل النار .
يعرف العام حالياً حوالي 800 نوع من التراكيب الزجاجية المختلفة، يتميز بعضها بخاصية واحدة والبعض الأخر يتميز بمجموعة من الخواص المتوازنة، وعلى هذا الكم الهائل من التراكيب إلا أن 90% من جميع أنواع الزجاج المعروف يصنع من المواد نفسها التي استعملت في صناعة الزجاج في الحضارة الإسلامية، وربما ما قبلها، وهي الرمل والقلي بصورة أساسية، ويجب أن لا يفهم من هذا أنه لم يحصل اختلاف في التركيب خلال هذه الفترة بل ما حصل هو تغيير طفيف في المكونات الأساسية، وتغير كبير في المكونات الثانوية، فالمكونات الأساسية هي الرمل والكلس والقلي، وما غير ذلك فهي مكونات ثانوية حتى لو كان تأثيرها كبيراً في النتائج .
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |