CRI Online

تطور متحف الفن الاسلامي

cri       (GMT+08:00) 2012-12-31 14:19:09







متحف الفن الإسلامي الذي تأسّس لذكرى ل . أ . مئير. تم افتتاح المتحف في أورشليم القدس. تأسس من قبل السيدة فيرا سلومونز التي بادرت بفكرة إبراز الإنجازات الرائعة لشعوب الحضارة الإسلامية وتشجيع تقديرها وفهم الإنجازات الحضارية . تنتظر زوّار المتحف رحلة مثيرة إلى حضارة امتدت أكثر من ألف سنة. تقتفي هذه الرحلة آثار الفنون الإسلامية منذ بدايتها وحتى نهاية القرن التاسع عشر، وذلك في جميع الأقطار الإسلامية .

الزائر في متحف الفن الإسلامي مدعوّ للمشاركة في رحلة مثيرة بين تسعة معارض مرتبة حسب الحقبات التاريخية وتمثل نفائس وروائع الفنون الخاصة بالحضارة الإسلامية العظيمة، من الفترة القديمة وحتى نهاية القرن التاسع عشر من جنوب شرق أوروبا وحتى الهند، من بغداد وحتى سمرقند، وكل منطقة الشرق الأوسط .

المسلمون هم الذين وسعوا مفاهيم خط اليد حتى الفنون التجريدية، وحولوا استعمال الآجر لصناعه كاملة . كانوا أكبر فناني الكراميكا. حوّلوا الحديد إلى فولاذ . الأمر الذي بسببه تحقق لهم النصر الساحق على الصليبيين الذين سيطروا آنذاك على الأراضي المقدسة .

اعتبرت الفنون الإسلامية فنّ الأدوات الصغيرة المعدة للاستعمال اليومي . تم صنع هذه الأدوات من مواد بسيطة تتمشى مع المفهوم الديني الداعي إلى التواضع . وكانت أقصى درجات الأبهة والعظمة في الفن الإسلامي أن قاموا بتطعيم النحاس والنسيج بخيوط الذهب والفضة، وزخرفوا أدوات الخزف والزجاج بالبريق المعدني وعملوا على تذهيب الأدوات المزخرفة بالمينا . وكذلك استعملوا العاج والخشب والعظام . وضعوا الحجارة الكريمة، واستعملوا الخيوط الذهبية والفضية وأدوات معدنية أخرى.

في معرض خاص في المتحف تعرض أفضل أنواع السجاد الإسلامي القديمة، من القوقاز وإيران وتركيا، والهند. السجاد المطرّز والمغزول باليد مطرز بأشكال هندسية ومصورة مصنوعة من الصوف الملون بوسائل طبيعية، أو من الحرير الذي يكسب طبقة الشعر العلوي جمالاً خاصًا.

يمكن أن ننفعل اليوم في المتحف الإسلامي بقطع الشطرنج والدمينو والشده قديمة . في المعرض الجديد في غرفة الأ سلحة حيث الإثارة والانفعال . تشمل الغرفة مجموعة من الحراب والرماح والسيوف والخوذات وقطع من الدروع من كل البلاد الإسلامية . وكذلك أدوات يومية مزخرفة بشكل رائع وملونة، وأدوات زينة

ورسوم ومخطوطات كثيرة – التي تجسّد حياة الحكام، وألعاب البلاط والزي وقطع الأثاث في البلاد الإسلامية .

مجموعة هراري المعروفة، نجد هذه المجموعة أيضًا في المتحف، وتعرض مجموعة من الأدوات والقطع النقدية الفضية من القرن الحادي عشر، والتي عثر عليها في وعاء تم تخبئته خلال سفر أحد التجار الأغنياء في بلاد فارس .

مجموعة الساعات الأوروبية القديمة معروضة في إحدى صالات العرض في المتحف . هذه المجموعة الخاصة والمعروفة للسير سلومونس، والد مؤسّسة المتحف، الغني بالقطع التي تم التبرع بها أو استعارتها من قبل أصدقاء المتحف . في المعرض – مصنوعات فنية في مجال قياس الزمن، الساعات الذهبية، ساعات موسيقية، ساعات أوتوماتيكية، ساعات مزخرفة، ساعات بندول وغير ذلك . في هذا المعرض أيضًا فيلم فيديو يضيف تفسيرات عميقة وواسعة عن المعرض .

يقر القيمون على «متحف الفن الإسلامي» في القدس الغربية، بعراقة الحضارة الإسلامية، التي ألقت بظلالها طوال أكثر من ألف عام، على ملايين البشر. وتقديراً لهذه الحضارة وتخليدا لذكرى البروفيسور ليئون أرييه ماير، وهو عالم يهودي مهم في الآثار الإسلامية، ومولت ولادته امرأة ثرية اسمها فيرا برايس سلومونس، آمنت بجهود ماير وأرادت «إثارة اهتمام الجمهور بالتراث الحضاري والمنجزات الفنية للشعوب الإسلامية» كما تشير الكتيبات التعريفية.

يضم المتحف عدة قاعات، من بينها ما هو مخصص للعصر الساساني ، حيث كان الفن الإسلامي ما يزال في بدايته، بالإضافة إلى تأثره بالفن البيزنطي. وتتضمن القاعة قطعاً من العصر الأموي ويوصف فن هذا العصر بأنه «كان في مرحلة البحث عن هوية خاصة تميزه عن الفنون القديمة». ومن المعروضات الأموية مبخره برونزية، من مصر، تعود للقرن الثامن، وألواح صغيرة، من العاج.

وفي العصر العباسي تبلور الأسلوب الفني، عندما تطورت صناعة الخزف في القرنين في نيسابور شرقي إيران وسمرقند وسط آسيا، واعتبر ما حدث في هذه الفترة، مصدرا ملهما للفنانين المسلمين في العصور اللاحقة.

ومن المعروضات العباسية سلطانية من العراق مزججة بالقصدير الأبيض غير الشفاف مع زخارف عشبية وكتابة بالخط الكوفي، وصفحة من القرآن الكريم، تعود للقرن التاسع الميلادي.

بلغ الفن الإسلامي ذروته في القرون 12 ـ 14 م حيث حكمت العالم الإسلامي ثلاث سلالات: السلاجقة، والمماليك، والمغول.

امتد حكم السلاجقة إلى إيران، والعراق، والأناضول، وشمال سوريا، وخلال حكمهم بلغت الفنون في إيران ذروتها، وبرز ذلك في مجال العمران. ومن المعروضات تماثيل فخارية، وتمثال لعازفة على الطمبور، وقناع لوجه أمير سلجوقي، وأيضا يعرض ما يعتبره المتحف «كنزاً فريداً في نوعه، لأوعية فضية سلجوقية رائعة من القرنين 10 ـ 11. ويشمل هذا الكنز قناني عطر، ومباخر، وعلب الحلي وأدوات للشرب ولجاما للخيول، وقد عثر على هذه الأدوات داخل زير كبير في شمال إيران»، بالإضافة إلى نماذج من الفنون اشتهرت بها المدن الواقعة على الطرق التجارية مثل: قاشان، والري، وجورجان.

وتعرض في المتحف روائع تمثل الفنون المملوكية مثل مشكاة مزخرفة كتب عليها اسم السلطان المملوكي «المعز الأشرف العالي المولوي ـ سيف الدين اينال اليوسفي»، ومنمنمات من مخطوطة مصورة بعنوان «دعوة إلاطباء» وهي لابن بطلان، الطبيب واللاهوتي المسيحي، وتحكي قصة شاب انتحل شخصية طبيب ليعمل مع طبيب عجوز. وفي القاعة مجموعة مهمة من المنمنمات تعود إلى فترة حكم المغول في إيران، حيث بدأ يتطور فن رسم المنمنمات، في المخطوطات بغرض الإيضاح.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي