CRI Online

الفتيات المسلمات الجميلات في جنوبي الصين

cri       (GMT+08:00) 2013-02-04 14:28:39







الطفلة المسلمة

تقع مدينة سانيا بمقاطعة هاينان في جنوبي الصين. وتوجد فيها قريتان يعيش فيهما أكثر من ثمانية آلاف مسلم من قومية هوي المسلمة. لذلك، فعندما يسير الزائرون في شوارع المدينة، يجدون دائما السيدات المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب المتنوع الألوان، بمن فيهن السيدات العجائز والنساء المتزوجات والفتيات الشابات. ويلبس بعضهن الثياب القومية ويلبس البعض الآخر الملابس الحديثة، غير أنهن جميعا يرتدين الحجاب. وقالت الفتاة المسلمة هانا من قومية هوي المسلمة إن الفتيات من قومية هوي في مدينة سانيا يبدأن بارتداء الحجاب ابتداءًا من سن العاشرة من العمر، لأن لباس الحجاب يعتبر رمزا للمرأة المسلمة، حيث يجعلهن الحجاب أجمل، حيث قالت:

"يعتبر الحجاب زينة لنا، ويعد أيضا رمزا أساسيا للإمرأة المسلمة. وقد بدأتُ ارتداء الحجاب منذ العاشرة من عمري تقريبا، ولدي الآن أكثر من مائة حجاب مختلف الألوان. تحب الفتيات في منطقتنا الحجاب مختلف الألوان المتلألىء، وذلك بسبب الجو الاستوائي هنا، فكلما اتسم الحجاب بلون زاه، ازداد حب الفتاة له."

لا يتسم الحجاب بالألوان المتنوعة فحسب، بل تختلف أيضا طرق ارتدائه. ففي الوقت الحالي، هناك طريقتان أساسيتان لارتداء الحجاب للمرأة المسلمة في سانيا، حيث ترتدي النساء العجائز دائما الحجاب بربط عقدة تحت العنق، مما يحجب ظهور كل الشعر. أما الفتيات الشابات، فيرتدين الحجاب بحزمه وراء الرأس حتى يظهر جزء من السوالف الجميلة.


مسلمو القرية ومراسلونا

وجاءت الفتاة المسلمة هانا من إحدى قريتي قومية هوي المسلمة بسانيا، وقالت إن ارتداء مثل هذه الحجب الجميلة والملونة كان أمرا لا يمكن تحقيقه قبل أكثر من عشر سنوات مضت، حيث قالت:

"كان الحجاب الذي ترتديه النساء هنا ليس له شكل ثابت. ومقارنة مع ما في الوقت الحالي، هناك فرق كبير. وأتذكر أن الحجاب الأول لي صنعته أمي، حيث اشترت قماشا من السوق، وصنعت حجابا بشكل مربع، ثم طرزت رسوم الزهور الصغيرة على طرفه. وكانت جودة القماش غير جيدة، وذلك بسبب انخفاض مستوى المعيشة في ذلك الوقت."

ومع النمو الاقتصادي والاجتماعي السريع في مقاطعة هاينان خلال السنوات الأخيرة، شهد مستوى معيشة الشعب هناك تحسنا كبيرا. وخاصة بعد اتخاذ الصين سياسات الإصلاح والانفتاح منذ الثمانينات من القرن الماضي، فقد تأسست مقاطعة هاينان، وأصبحت أكبر منطقة اقتصادية في الصين، وبدأ النمو الاقتصادي والعمران الاجتماعي في هاينان يتطوران بشكل شامل. وخلال 20 سنة مضت، تحولت هاينان من جزيرة بحرية مغلقة أمام الخارج إلى جبهة أمامية أثناء تنفيذ الصين لسياسة الانفتاح تجاه الخارج. وبفضل مناخها الجغرافي المتميز ومناظرها الاستوائية الرائعة، شهدت صناعة السياحة في هاينان تطورا كبيرا، واعتمادا على السياسات الوطنية التفضيلية، قام العديد من أبناء هاينان بممارسة الأعمال التجارية، وبذلك شهد مستواهم المعيشي ارتفاعا متواصلا.

ليو يو هوا تاجرة كبيرة تعمل في إنتاج وبيع الحجب في مدينة سانيا. وقالت إنه خلال السنوات الأخيرة، شهد حجم الإنتاج في مصنعها زيادة كبيرة. وهي تملك الآن كإمرأة مسلمة ممتلكات بقيمة تبلغ أكثر من عشرة ملايين يوان صيني. وقالت إن التطور السريع لمصنعها جاء بسبب ارتفاع مستوى معيشة المسلمين هنا. وكانت النساء المسلمات في سانيا تملك كل منهن حجابا واحدا فقط في الماضي، بينما في الوقت الحالي، فكل إمرأة لديها العشرات منها، وبذلك أصبحت أعمال مصنعها التجارية أكثر ازدهارا، حيث قالت:

"في الثمانينات من القرن الماضي، كان لون الحجاب مقتصرا على اللونين الأحمر والأخضر فقط، عكس الآن أصبحت الألوان متنوعة، وقد اختلفت الأشكال أيضا، وكان لا يوجد وسيلة اتصال بالهاتف، وصنعنا الحجب، وعرضناها في الأسواق للبيع. وفي الوقت الحالي، سهل استخدام الهاتف قيامنا بالتجارة. ولدي الآن عشرات الحجب المختلفة، كما أصبح الحجاب أجمل فأجمل، ويشهد حجم أعمالنا التجارية ازدهارا أكثر."


مسنة مسلمة (على اليسار) ومراسلتنا

مع ارتفاع مستوى المعيشة، سافر العديد من أبناء سانيا المسلمين إلى خارج البلاد للسياحة والدراسة، حيث قالت الفتاة المسلمة البالغة 17 سنة إنها كانت تدرس في جامعة ماليزية، وبالتالي فإن معظم أحجبتها جاءت من الدول الأجنبية، حيث قالت:

"أشتري الأحجبة دائما من خارج البلاد. وعندما كنت أجد الألوان والأشكال التي تعجبني خلال زيارتي في الخارج، كنت أشتريها، لأن الفتاة لا تحب ارتداء الحجاب المتشابه مع الأخريات. وبالنسبة إلينا، يعتبر الحجاب رمزا أساسيا للنساء المسلمات، وأصبح الآن زينة لتجميلنا."

بالإضافة إلى الفتيات الشابات، تحب السيدات المسنات هنا ارتداء الحجاب بالألوان المتنوعة أيضا. ورغم أن ألوان الحجاب للعجائز غير لامعة، ولكن أشكالها مختلفة. وقالت المسنة المسلمة بوياما إنه ورغم تجاوزها 70 سنة، إلا أنه في داخلها إحساس بأنها الآن أجمل مما كانت في سن الشباب، حيث قالت:

"لم أرتد مثل هذه الحجب الجميلة من قبل حتى في مراسم زواجي. ولكن في الوقت الحالي، فمهما كانت مناسبات العيد أم لا، نرتدي مثل هذه الملابس الجميلة، وكأننا نعيش في مناسبات العيد كل يوم."

في الوقت الحالي، أصبح الحجاب الذي يعد التزاما بالتعاليم الإسلامية أصبح أيضا رمزا لجمال المرأة الملسمة بمدينة سانيا، حيث تعمل الحكومة الصينية الآن على بناء هاينان لتجعلها جزيرة سياحية دولية. وقالت الفتيات المسلمات هنا إنهن يثقن بأن مسقط رأسهن سيشهد غدا أفضل، وسيصبح حجابهن أجمل فأجمل.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي