حياة المندوبين المسلمين خلال حضورهم للدورتين السنويتين

خلال إقامة الدورتين السنويتين لهذا العام، وهما دورة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ودورة اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، زار مراسلنا مقر إقامة المندوبين المسلمين خلال حضورهم للدورتين وهو فندق الصداقة ببكين، حيث التقى بالشيخ الكبير تشن قوانغ يوان الذي كان قد انتهى حينذاك من اجتماع المناقشة بين شخصيات الأوساط الدينية في الساعة الحادية عشر والنصف صباحا. وبعد رجوع المندوب المسلم إلى غرفته، بدأ أداء صلاة الظهر حسب الوقت المنصوص عليه في "مواقيت أداء الصلاة للمسلمين في بكين خلال شهر مارس" الذي كان ملصقا على جدار الغرفة. ووجد المراسل أن هناك كلمة صيينة بمعنى "الغرب" مكتوبة بصورة بارزة على الجدار الموجه إلى تجاه الغرب. وقال الشيخ تشن قوانغ يوان إن هذه الترتيبات تم تنظيمها في الفندق من أجل التسهيل على المسلمين لممارسة النشاطات الدينية، حيث قال:

"هذه الترتيبات كالتي في بيتي، وقبل بدء أداء الصلاة، وضعت السجادة على الأرض تجاه الغرب حسب اتجاه الإشارة المكتوبة على الجدار. ويوضع في كل غرفة للمندوبين المسلمين جدول مواقيت أداء الصلاة الذي يوضح وقت كل صلاة كل يوم، مما يسهل كثيرا أداء الصلوات."

افتتحت الدورة الأولى للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في مارس من هذا العام، وعلى هامش الاجتماعات، يقوم المندوبون المسلمون بأداء الصلوات الخمسة كل يوم أينما كانوا سواء في الغرفة أو في قاعة الاجتماع.

بعد أداء الصلاة، ذهب الشيخ تشن قوانغ يوان إلى المطعم الإسلامي بالفندق لتناول الغداء. وقال مدير المطعم السيد قاي جينغ مين إن كل مأكولات المطعم إسلامية، وتتميز بمختلف الأنواع. وبصفته مسلما أيضا، يستقبل المدير كل يوم خلال انعقاد الدورتين المندوبين المسلمين عند باب المطعم، حيث أصبح العديد منهم أصدقاءه، كما حفظ ما هي الأطعمة المحبوبة لكل واحد منهم، وقال لمراسلنا:

"مثلا، هناك مندوب من منطقة شينجيانغ، وهو يتصل بي دائما قبل مجيئه إلى بكين كل سنة، وأبلغني بأنه سيحضر الدورتين وأنه يرغب بشدة في الالتقاء بي في مطعمي. أما المندوب الآخر من شينجيانغ، فإنه يحب المأكولات ذات الزيت الكثير، فنعد الشعرية مع شوربة لحم البقر كل يوم، كما نهتم بآرائه حول ذوقها."

وقال المدير قاي جينغ مين إن العديد من المندوبين التابعين للأوساط القومية والدينية جاؤوا من مناطق شمال غربي الصين، ولذلك فإن المطعم يعمل بجد واجتهاد لإعداد المأكولات المتميزة بخصائص هذه المناطق. وبالإضافة إلى ذلك، يقوم المطعم بالفحص الدقيق للمواد الغذائية، من أجل ضمان خصائصها الإسلامية الصافية. رغم أن الأعمال ثقيلة ومعقدة، غير أن المدير قال إن موظفي المطعم يشعرون بارتياح كبير طالما أن المندوبين راضون على مأكولات مطعمهم، حيث قال:

"رغم أن الأعمال خلال هذه الفترة تتعبنا كثيرا، غير أننا مسرورون جدا. أنا مسلم أيضا، وأفهم كثيرا مدى خصوصية المسلمين في الأكل عند زيارتهم لمكان جديد. فنعمل بكل جهودنا لتحسين مأكولاتنا الإسلامية، ليطمئن المندوبين إلى ما يأكلونه."