|
||
cri (GMT+08:00) 2013-05-07 15:42:25 |
النظام الاجتماعي الصيني للتأمين على الشيخوخة يغطي سكان المدن والأرياف جميعهم في أرجاء البلاد
أصدرت أكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية مؤخرا "تقرير تنمية قضية الشيخوخة الصينية (عام 2013)"، وأشارت فيه إلى أن عدد المسنين الصينيين البالغ عمرهم 60 سنة وما فوقه وصل إلى 202 ملايين نسمة في عام 2013، وهو ما يمثل نسبة 14.8% من عدد السكان الاجمالي في الصين. واعتبر البعض أن الصين ستدخل إلى مجتمع الشيخوخة، إذن، كيف وضع المعاشات الصينية الذي توجد علاقة وثيقة له مع حياة المسنين في الوقت الحالي؟
أفادت وسائل الإعلام أن نظام التأمين على الشيخوخة الاجتماعي الصيني قد غطي سكان المدن والأرياف جميعهم في أرجاء البلاد حتى نهاية عام 2012، وتقدم ب8 سنوات من الخطة الأصلية، حيث تشكل النظام الاجتماعي الصيني الشامل للتأمين على الشيخوخة بشكل أساسي. ولكن جمعية باركليس البريطانية أصدرت تقريرا أكدت فيه أن نظام التأمين الاجتماعي الصيني الحالي يواجه تحديات كبيرة وسيؤثر بشكل ملحوظ على مستوى الديون الحكومية الصينية في المستقبل. في عام 2012، توقعت وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصينية أن الحساب الفارغ للمعاشات بالمدن الصينية سيبلغ 6 تريليونات يوان صيني في عام 2025.
إن السيدة تشانغ ليمين عاملة متقاعدة لإحدى المؤسسات المملوكة للدولة التي تعرضت للإفلاس في مدينة سانخه لمقاطعة خبي، الآن، يمكنها الحصول على 1722 يوانا صينيا في نهاية كل شهر كالمعاشات، أما قبل 10 سنوات، فكانت تحصل على حوالي 660 يوانا صينيا فقط للشهر، حول ذلك، قالت تشانغ ليمين:
"لقد تقاعدت منذ 10 سنوات، أحصل على 668 يوانا صينيا للشهر في البداية، والآن، أحصل على أكثر من 1700 يوان صيني شهريا، وإزدادت بمعدل مائة يوان سنويا."
خلال ال10 سنوات الماضية، ازداد الدخل الشهري لتشانغ ليمين بحوالي ضعفين. وفي الوقت الحالي، يمكنها وزوجها الحصول على حوالي 5000 يوان صيني كل شهر من المعاشات، لذلك، لا تقلق على حياتهما المستقبلية. في بداية هذا العام، طلبت تشانغ ليمين التأمين الاجتماعي أيضا لابنتها التي تقوم بفتح مشاريع خاصة لها.
ابتداءا من عام 2001، أصبح هناك الكثير من الأسر الصينية مثل أسرة تشامغ ليمين يشارك كل أفرادها في التأمين على شيخوختهم. في الوقت نفسه، ازداد مستوى ضمان المعاشات باستمرار مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية السريعة خلال السنوات الأخيرة، في هذا الصدد، صرح لنا مدير مركز البحوث للضمان الاجتماعي الصيني تشو فولينغ بما يلي:
"إزداد مستوى الضمان الاجتماعي باستمرار خلال السنوات الأخيرة، كنا نرفع مستوى المعاشات على التوالي منذ عام 2005، قد رفعناه 8 مرات حتى الآن، وإزداد من أكثر من ستمائة يوان صيني في البداية إلى حوالي 1500 يوان صيني في الوقت الحالي، لذلك، يمكننا أن نقول إننا قد حققنا إنجازات كبيرة في مجال تأمين الشيخوخة."
أظهر التقرير الذي أصدره المكتب الصيني للتدقيق في الحسابات مؤخرا أن عدد السكان الصينيين الذين يشاركون في التأمين الأساسي على الشيخوخة تجاوز 600 مليون نسمة حتى نهاية عام 2011. ولكن هناك خطر كامن يختفي في الإنجازات الكبيرة. أصدر مركز البحوث للضمان الإجتماعي العالمي التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية تقريرا في نهاية عام 2012 أظهر فيه أن الحساب الفارغ لتأمين الشيخوخة الأساسي للمدن الصينية تجاوز تريليوني يوان صيني في عام 2011، كان مصروف المعاشات يتجاوز المدخول في حوالي نصف المناطق الصينية، ما يعني أن كل مواطن صيني عليه دين يبلغ 1500 يوان صيني.
حسب تقدير البنك العالمي، إذا لم نغير نظام التأمين على الشيخوخة ونمطه من حقوق المسنين، قد يبلغ حجم الحساب الفارغ للمعاشات الصينية 9 تريليونات و150 مليار يوان صيني في عام 2075. أحدث هذا التقرير صدى شديدا في قلوب الجمهور. فما هو الحساب الفارغ للمعاشات؟ من أين جاء؟ هل هذه المشكلة موجودة بشكل حقيقي؟
أخبرنا نائب مدير قسم التخطيط والبحوث لمجلس ادارة صندوق التأمين الاجتماعي الصيني شيونغ جون أن الحساب الفارغ للمعاشات يعني أنه توجد ثغرة ل"الصندوق العام للمعاشات".
إن الجزء الرئيسي لصندوق المعاشات الصيني في الوقت الحالي يتكون من أقساط التأمين الأساسي على الشيخوخة بالمدن والمحافظات. حسب ترتيب نظام المعاشات الصينية الحالية، يتكون التأمين الأساسي على الشيخوخة من الحساب الفردي وحساب التنسيق الشامل، وقال نائب رئيس جمعية الرفاهية الاجتماعية الصينية تشنغ قونغتشنغ:
"كان هناك رصيد لصندوق التأمين الاجتماعي خاصة صندوق التأمين على الشيخوخة كل عام منذ عام 2005، ويزداد الرصيد بأكثر من 30% سنويا خلال هذه الأعوام. ويتجاوز الرصيد الحالي للتأمين الاجتماعي لكامله 3 تريليونات يوان صيني وما زال يزداد باستمرار، ويبلغ الرصيد للتأمين على الشيخوخة 2 تريليونين يوان صيني ويزداد باستمرار أيضا."
في الوقت الحالي، يدفع المواطنون الصينيون الذين يعملون حاليا المعاشات للمواطنين المتقاعدين، فإنه لا توجد ثغرة لصندوق التأمين الصيني على الشيخوخة. ولكن بسبب أن نظام التأمين الصيني على الشيخوخة أقيم لفترة غير طويلة والارتفاع السريع لمستوى ضمان المعاشات، فإن الأموال في حساب التنسيق الشامل لا تكفي لدفع المعاشات لجميع المسنين في الوقت الحالي، لذلك، تستخدم الأموال في الحساب الفردي للتأمين على الشيخوخة بشكل عام لتعويض العجز لحساب التنسيق الشامل، فتشكل الحساب الفارغ للحساب الفردي، حول ذلك، قال مدير مركز البحوث للضمان الاجتماعي الصيني تشو فولينغ:
"ما هو الحساب الفارغ؟ لا يعني أنه لا توجد أموال. يتكون الصندوق الصيني للتأمين على الشيخوخة من حساب التنسيق الشامل والحساب الفردي. يجمع حساب التنسيق الشامل أموالا من الوحدات ويستخدمها لدفع المعاشات في العام ذاته، أما الحساب الفردي، فيجمع أموالا من العاملين ويدفعها إليهم بعد تقاعدهم، هذا هو التصميم الأصلي للنظام الصيني للتأمين على الشيخوخة، ولكن في عملية التنفيذ الواقعية، توجد ثغرة في حساب التنسيق الشامل، بالإضافة إلى أن الحكومة لم تخصص أموالا كافية لذلك، فنستخدم الأموال التي يجب جمعها في الحساب الفردي لدفع المعاشات في الفترة ذاتها، لذلك، ظهرت ثغرة في الحساب الفردي أخيرا."
في الاجتماع الصيني الحالي، تزداد حدة شيخوخة المواطنين، وكانت سرعة ازدياد عدد المتقاعدين أكبر من سرعة ازدياد عدد المشاركين في التأمين على الشيخوخة، كما يزداد مستوى الضمان للمعاشات بحوالي 10% كل عام على التوالي في السنوات الأخيرة. لذلك، إذا لم نغير النظام الحالي للتأمين على الشيخوخة، فلا يؤدي ذلك ازدياد الحساب الفارغ للمعاشات الصينية فحسب، بل سيضيف الأعباء المالية للحكومة أيضا. فكيف يتم حل هذه المشكلة التي تزداد حدتها تدريجيا؟
وبهذا الخصوص، أكد بعض الخبراء أن هناك طريقتان أساسيتان لحل مشكلة الحساب الفارغ: الأولى، زيادة حجم الحساب الفردي لتخفيف الأعباء المستقبلية، والثانية، زيادة الأموال الاحتياطية الاستراتيجية، يشهد الاقتصاد الصيني تطورا سريعا ويزداد نمو المدخول المالي بسرعة في الوقت الحالي، يجب علينا أن نغتنم هذه الفرصة لإعداد الأموال الاحتياطية الكافية لمواجهة الثغرة في المستقبل. وفي هذا الصدد، قال رئيس مجلس إدارة صندوق التأمين الاجتماعي الصيني داي شيانغلونغ:
"هناك ثغرتان الآن، الأولى، بسبب استخدام حساب التنسيق الشامل الأموال للحساب الفردي. فقد قدم تقرير المؤتمر الوطني ال18 للحزب الشيوعي الصيني مطالبا واضحة بخصوص التأمين على الشيخوخة. فلا بد من تعويض عجز الحساب الفردي لتأمين الشيخوخة بشكل تدريجي وتحقيق التنسيق الشامل للمعاشات الوطنية. فأقترح أن يتم تعويض العجز للحساب الفردي قبل عام 2020. الثانية، مواجهة الثغرة التي أدت إليها مشكلة شيخوخة المواطنين. يجب حلها من خلال تخصيص المزيد من الثروة المملوكة للدولة لزيادة الأموال الاحتياطية الاستراتيجية، من أجل إتقان أعمال تحويل الثروة المملوكة للدولة، يجب علينا وضع قوانين معنية وإقامة نظام خاص."
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض المؤسسات الصينية قد بدأت تقدم المعاشات الإضافية للموظفين عن طريق المعاشات الخصوصية للمؤسسة، بما فيها جمعية هندسة البناء بمدينة شانغهاى، وقال نائب المدير لقسم الموارد البشرية التابع للجمعية ني شينهاي:
"نستكشف حاليا إقامة نظام تأمين الشيخوخة المتعدد المستويات من أجل جذب الكفاءات بشكل فعال. ونعتقد أن المؤسسات يجب أن تتحمل بعض المسؤوليات أيضا."
في الوقت الحالي، قد غطي النظام الاجتماعي الصيني للتأمين على الشيخوخة سكان المدن والأرياف جميعهم في أرجاء البلاد، هذا يرمز إلى دخول النظام الصيني التأمين على الشيخوخة إلى مرحلة جديدة لنموه، في الوقت نفسه، بدأ يواجه الكثير من التناقضات والتحديات العميقة المستوى بشكل مباشر، وما زال المزيد من تحسين نظام التأمين على الشيخوخة مهمة هامة خلال الفترة المستقبلية الطويلة.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |