|
||
cri (GMT+08:00) 2013-05-20 10:59:37 |
تنتشر عشرون قرية مسلمة في بلدة يونغ جيان بمحافظة ويشان بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، ويعيش فيها أبناء قومية هوي المسلمة الصينية. ويوجد في هذه القرى العشرين اثنان وعشرون مسجدا كبيرا.
يقع مسجد هوي هوي دنغ في قرية يونغشنغ ببلدة يونغجيان، ويرجع تاريخه إلى ما قبل أكثر من سبعمائة سنة. عندما ندخل إلى هذا المسجد، نستمع فورا إلى صوت تلاوة القرآن الكريم. قال أحد أئمة المسجد ويدعى ما مينغ شياو إن المسجد يعتبر مركزا دينيا لأبناء القرية بالإضافة إلى كونه مدرسة لتعلم الثقافة الإسلامية، حيث قال:
"تتركز الدروس في مسجدنا على علوم الدين، بالإضافة إلى الشعائر الإسلامية، وهناك أربعة أو خمسة دروس كل يوم. وبالإضافة إلى هذا الصف، هناك صفان خاصان للطالبات المسلمات."
ويتعلم الآن في هذا المسجد أكثر من ثلاثين طالبا. ومن أجل تلبية احتياجات مختلف الفئات العمرية، فتح المسجد دورات خاصة لكل من المسنين والأطفال. وقال إمام آخر بالمسجد وهو تيان تشون لمراسلنا:
" توجد في مسجدنا تسع دورات للمسنين، بالإضافة إلى أربع دورات للأطفال، ويبلغ إجمالي عدد الطلاب فيها خمسمائة طالب تقريبا. ويتعلم المسنون العلوم الدينية هنا، أما الأطفال، فإنهم يتعلمون بعض المعلومات والآداب العادية."
تم تربية العديد من الكفاءات في المجال الديني في هذا المسجد، ومن بينهم أئمة يتمتعون بسمعة وشهرة عاليتين في أنحاء البلاد. يعتبر ما ليه طالبا تعلم اللغة العربية والقرآن الكريم في هذا المسجد لسنتين، وحول ما يتعلق بسبب دراسته هنا، قال الطالب المسلم:
"لأنني أرغب كثيرا في أن أتعلم المزيد من العلوم الدينية لأصبح شخصا يعرف كثيرا عن الشعائر الإسلامية مثل معلمي المسجد."
هناك العديد من الطلاب الذين يحملون مثل هذا الحلم في المسجد، إلا أن القليل منهم يستطيع أن يحققه. ومن أجل توسيع مجالات التشغيل لهؤلاء الطلاب بعد تخرجهم، تعاونت الجمعية الإسلامية المحلية مع مدرسة ثانوية مهنية لإنشاء دورات تدريبية في كافة القرى المسلمة ببلدة يونغجيان وذلك منذ عام ألفين وتسعة.
تقع إحدى الدورات التدريبية في مسجد دا وي قنغ، وتضم اختصاصات الطب البيطري والإدارة الشاملة للاقتصاد الريفي وعلوم الكومبيوتر وغيرها من الاختصاصات المختلفة. وقال المعلم لي تشانغ تشيان الذي يعمل في هذه الدورة إن التعاون بين المسجد والمدرسة المهنية في إنشاء الدورات التدريبية يسهم في تربية الكفاءات الدينية بالإضافة إلى توسيع مجالات تشغيل الخريجين ، حيث قال:
"رغم أن التعليم الإسلامي في المساجد بمنطقتنا يرجع تاريخه إلى ما قبل مئات السنين، غير أن مشكلة تشغيل الخريجين لم تحل جيدا، لأن القليل من الطلاب يستطيعون أن يعملوا في المساجد كأئمة بعد تلقيهم للتعليم الإسلامي فقط، ولذلك فيجب عليهم أن يتعلموا المزيد من العلوم في مختلف المجالات من أجل البحث عن الأعمال في المجتمع بعد تخرجهم."
نالت هذه الدورات التدريبية ترحيبا حارا لدى المسلمين المحليين منذ بدئها عام ألفين وتسعة، وقبلت في ذلك العام ثلاثمائة وثمانين طالبا، وازداد عدد الطلاب إلى أكثر من تسعمائة في العام التالي. ومن أجل رفع مستوى تعليمهم، شارك العديد من معليمي الدورات في التدريب المهني. وقال المعلم لي تشانغ تشيان إن البلاد تخصص استثمارات مالية لتساعد الطلاب المسلمين على إكمال دراستهم في هذه الدورات، حيث قال:
"لكل طالب في دورتنا ألف وخمسمائة يوان كل سنة كمنحة دراسية، وبالنسبة للطلاب الذين يتعلمون الاختصاصات المتعلقة بالزراعة، فيمكنهم أن يتعلموا هنا مجانا."
وقال المعلم إنه مع تطور الانفتاح الصيني، شهدت الاتصالات بين بلدته والعالم الإسلامي تعززا متواصلا، فيفضل العديد من الطلاب مواصلة دراستهم في الدول العربية بعد تخرجهم. وفي هذا الصدد، قال ما يا جيه الذي تعلم في مسجد دا وي قنغ لأكثر من سنتين إن التعليم المهني يوسع طريق حياته، حيث قال:
"أتعلم هنا إدارة الاقتصاد الريفي، وأعتقد أن ذلك أعطاني طريقا آخرا للبحث عن العمل، وأريد أن أواصل دراستي في الدول العربية، ثم أعود إلى مسقط رأسي لأعمل كمترجم."
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |