رئيس الفاو يشيد بدور الصين في مكافحة الجوع وتحقيق الاستقرار في أسعار المواد الغذائية

قال رئيس منظمة الأغذية والزراعة (فاو) مؤخرا إن الصين أضحت حليفا رئيسيا للوكالة الأممية في الكثير من أولوياتها، مشيدا بدور الدولة في مكافحة الجوع ومعالجة تقلب أسعار المواد الغذائية.

وأدلى خوسيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، بهذه التصريحات قبيل زيارته المرتقبة إلى الصين لإطلاق النسخة الجديدة من تقرير الآفاق الزراعية المشترك لعشرة أعوام بين الفاو ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وقال دا سيلفا في مقابلة إن الصين باتت حليفا رئيسيا للفاو في مجالات مثل مكافحة الفقر في جميع أنحاء العالم، وتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، وتحقيق التوازن لميزانية المنظمة من أجل استقرار أسعار المواد الغذائية في العالم، من خلال نظام معلومات الأسواق الزراعية.

ويعتبر نظام معلومات الأسواق الزراعية مبادرة في إطار مجموعة العشرين أطلقتها الحكومات في يونيو عام 2011 بهدف تحقيق المزيد من الشفافية في أسواق المواد الغذائية، وإصدار التوقعات القصيرة المدى لسوق القمح والأرز والذرة وفول الصويا.

وقال دا سيلفا إن " شفافية المعلومات القادمة من الصين وغيرها من الدول ساعدت في تجنب أزمة"، مضيفا "على سبيل المثال، عندما حدث الجفاف في الولايات المتحدة كان ينبغي أن ترتفع أسعار القمح والذرة. لكن بفضل نظام معلومات الأسواق الزراعية، رأت الدول أن الإنتاج في المناطق الأخرى كان كافيا للتعويض، ما أدى إلى تجنب أزمة".

وأضاف دا سيلفا قائلا : "إننا نعيش في هذا النظام العالمي الآن، وما يحدث في دولة واحدة له تأثير فوري على الآخرين"، مشيرا إلى أن "الصين تدرك ذلك وتقوم بدورها".

في الوقت نفسه، قال رئيس الوكالة الأممية إن الصين برزت كداعم مهم للتعاون بين بلدان الجنوب و" أوشكت على انجاز أهداف الألفية الخاصة بها (القضاء على الفقر المدقع والجوع ) من خلال خفض عدد الجياع في الدولة بأكثر من 100 مليون".

ولفت دا سيلفا أيضا إلى دور الصين في ميزانية منظمة الفاو، قائلا إن الصين سوف تصبح قريبا سادس أكبر مساهم في ميزانية الفاو، مقارنة بالمركز الثامن قبل عامين.

ووفقا للمدير العام للمنظمة العالمية، فإن تقرير الفاو ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يعد واحدا من أهم مصادر المعلومات التي تصدر عن المنظمتين كل عام، مضيفا أن المنظمتين خلال هذا العام درستا بعمق الآفاق الزراعية للصين لمدة عشرة أعوام مع وزارة الزراعة الصينية .

وقال إن الصين تتمتع بوضعية خاصة في تقرير هذا العام "بالنظر إلى النمو السريع للصين في الإنتاج الزراعي والاستهلاك والتجارة وفي سياق القضايا التي ربما تواجهها الدولة في المستقبل وتعقيدات ذلك على بقية العالم".

ونوه دا سيلفا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها منظمة الفاو ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقريرهما المشترك في الصين، معللا بأن الصين، باعتبارها محور آفاق هذا العام، هي اختيار طبيعي لإطلاق النسخة الجديدة من التقرير المشترك.

يذكر أن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها غرازيانو لبكين في الفترة من 4 إلى 7 يونيو هي الثانية له إلى الصين منذ توليه منصب المدير العام للفاو قبل 18 شهرا.